مساكن رويال أتلانتس في دبي
عيش ملكي

سواء كنت تحوم في أفق دبي على متن طائرة مروحية، أو تجوب بحرها على متن يخت يتهادى في المياه قبالة جزيرة النخلة الاصطناعية، فإنك لن تستطيع إلا أن تتنبّه إلى تلك التحفة المعمارية التي بدأت معالمها تتكامل مذكّرة بقطع متراكبة في لعبة جينغا الشهيرة.

وعندما تتكامل الأجزاء، ستشكل هذه المأثرة، التي أبدعت تفاصيلها الهندسية الشركة الأمريكية Kohn Pedersen Fox Associates موطنًا لفندق أتلانتس ذا رويال Atlantis The Royal المهيب الذي سيحتضن 795 فسحة إقامة تتوزّع على 43 طابقًا تغازل إطلالاتها الأفق البحري، وأكثر من 90 حوض سباحة، وناديًا صحيًا متكاملًا، وما يزيد على 18 مطعمًا يحمل بعضها توقيع نخبة من الطهاة العالميين أمثال هيستون بلومنتال وخوسيه أندريز.

لكن هذه الملكية، التي تعكس عمارتها مقاربة مبتكرة وغير تقليدية لمفهوم ناطحات السحاب في المدينة، فيما تبدد بعناصرها الهندسية الحدود الفاصلة بين المساحات الداخلية والخارجية، لا تعد بتجربة إقامة فندقية متميّزة فحسب، إذ إنها تحتضن أيضًا مشروع Atlantis The Royal Residences السكني الذي يضم 231 وحدة يقول القيمون على المشروع إنها ستختزل ذروة الترف في العيش عند الواجهة البحرية للخليج العربي. يحمل التصميم الداخلي لهذه المساحات بصمة سيبيل دو مارجوري الرائدة في مجالها، والتي عكست مقاربتها رؤية طموحة لإضفاء طابع حديث على الإيحاءات التقليدية، بموازاة توفير تجربة عيش مترفة في بيئة تعلو عناصرها فوق التوجهات الآنية.

وفيما يُترك الخيار للمالكين لتحديد الهوية التصميمية لمنازلهم بما يتماشى مع حسهم الشخصي بالجمال، تناغم دو مارجوري بين عناصر تصميم يرقى بالمساحات الداخلية إلى ما يشبه فضاء لروائع فنية أصيلة.

فقد استعانت المصممة الباريسية بخمس حرفيات لابتكار عناصر مصممة بحسب الطلب شملت المنسوجات الفاخرة، والمطرزات ذات الأشكال الهندسية، والأثاث الجلدي المنحوت يدويًا، والقطع الخزفية البديعة. تثري المساحات أيضًا تفاصيل معدنية لامعة تتناغم مع المظهر اللؤلؤي للواجهات الزجاجية والجدران التي تزيّن بعضها أشكال هندسية في هيئة أمواج مصقولة بالذهب عيار 22 قيراطًا.

تتصدّر هذه المساكن، التي تحتضن ما بين غرفتي نوم إلى خمس غرف، مجموعة The Signature Collection الأكثر حصرية، والتي جرى استحداثها في مواقع مميزة مع شرفات رحبة تتيح إطلالات بديعة على الأفق، وتكملها في بعض الوحدات أحواض سباحة خاصة. وفيما تتمايز منازل The Royal Sky Courts المكوّنة من أربع حجرات للنوم بشرفاتها المرتفعة، وحدائقها المنسقة، ترتفع الشقق من فئة Garden Suites عبر طبقتين وتتكامل مساحاتها مع حديقتين، وحوض للسباحة، وفسحة رحبة للمناسبات الترفيهية. كما يضم المشروع شقق بنتهاوس رحبة ومثالية لاختبار تجربة عيش ملكية، على ما توحي به مثلاً شقة من هذه الفئة عُرضت مؤخرًا للبيع بسعر 49 مليون دولار.

تشغل الشقة مساحة 25 ألف قدم مربعة وترتفع في ثلاثة أدوار (بدءًا من الطابق 35 في البرج) يمكن بلوغها عبر مصعد خاص. هنا لا حواجز تفصل القاطنين عن زرقة البحر ونسائمه، لا سيّما وأن المساحات الداخلية تتكامل مع شرفات رحبة وفيرة، وسطح خارجي بحوض سباحة ينتهي عند حافة البرج إلى حاجز زجاجي.

وبالإضافة إلى حجرات النوم والمجالس المتعددة وغرف المعيشة وحجرة الطعام الرحبة التي تتكامل مع مطبخ مهيب، تحتضن الشقة مركزًا للياقة البدنية وجناحًا لعلاجات الرفاه الصحي.  

وبالرغم من أن أتلانتس ذا رويال سيضمن الحفاظ على خصوصية أصحاب المساكن الذين يتوافر لهم مدخل خاص بل شاطئ خاص بعيدًا عن زوّار الفندق، فإنهم سيستمتعون أيضًا بخدمات المرافق التي يتيحها الفندق، بما في ذلك منصة السباحة Sky Pool التي أقيمت فوق سطح يبدو معلقًا بين جانبي المبنى.

فيلات أبسايد ليفينغ في الرياض
في الاتجاه المعاكس

في شهر أبريل من العام الفائت، أطلقت شركة دار الأركان، التي تُعد أكبر مطور عقاري في المملكة العربية السعودية، مشروع "أبسايد ليفينغ" Upside Living الذي يعكس مقاربة تصميمية لفسحات المعيشة تخرج عن حدود المتوقع والمألوف.

يتكون المشروع من اثنتي عشرة فيلا فقط بطابع معماري معاصر، تتناثر كلها في حيز من مجمع شمس الرياض الراقي الذي يحتل موقعًا حيويًا على طريق الملك خالد حيث ينبسط على مساحة تزيد على خمسة ملايين متر مربع في هيئة مدينة متكاملة داخل العاصمة تعكس بمعاييرها العالمية نموذجًا مثاليًا للحياة العصرية.  

تُشيد الفيلات الفاخرة كلها في مواقع تتيح إطلالات حصرية على المحيط الطبيعي والتاريخي لوادي حنيفة، وتحمل عبر مساحاتها الخارجية والداخلية بصمة دار الأزياء الشهيرة فيرساتشي.

وعلى ما يتماشى مع الطبيعة المتمايزة لابتكارات العلامة الإيطالية التي لا تخلو من حس جريء، اعتُمد في الفيلات نموذج تصميمي مبتكر احتلت فيه الردهة وغرف الاستقبال الطابق الأول حيث الواجهات الزجاجية التي تمتد من الأرضية إلى السقف مشرعة على الضوء الطبيعي وعلى مفاتن الطبيعة في وادي حنيفة.

أما حجرات النوم وغرف المعيشة، فتتوزع في الدور الأرضي، ليثمر هذا الترتيب عن مساحات عيش تتوافر لها عناصر الأناقة، والمرونة الوظيفية، والخصوصية، عبر طابقين تربط بينهما شلالات مائية تنتهي إلى حوض السباحة في الحديقة الخارجية التي تحرسها أشجار النخيل.

تعكس المساحات الداخلية في كل تفصيل منها الملكة الإبداعية لدار فيرساتشي، على ما توحي به خصوصًا قطع الأثاث متقنة الصنع التي تحمل توقيع فيرساتشي هوم وتزهو بأقمشة العلامة الفخمة وثراء نقوشها ورسوماتها وألوانها، لا سيما الذهبي.

لكنها تجسد بموازاة ذلك مفهوم العيش الذكي في العالم الرقمي. فمن المقرر أن تُدمج في الفيلات، التي ستحتضن مطابخها تجهيزات ذكية، أحدث التقنيات الثورية التي تتيح مثلاً التحكم بأنظمة الإنارة والتدفئة والتبريد من خلال أجهزة استشعار الحركة، فضلاً عن أنظمة متطورة للمراقبة والأمن، ونظام ذكي للترفيه المنزلي يضم صالة سينمائية.    

برج دافينشي في دبي
بيتك بتوقيع هوراسيو باجاني

بحلول نهاية عام 2023، ستتسنى لنخبة تنشد مساحات أعلى تميزًا لحياتها اختبار مفهوم مبتكر للعيش في المنازل يحتفي بمعايير الفخامة في بيئة تستلهم إبداع ليوناردو دافينشي. ففي أواخر تلك السنة، يكون مشروع البرج السكني "دافينشي" - الذي أعلنت عنه أيضًا دار الأركان، ولكن هذه المرة في دبي بالتعاون مع شركة باجاني أوتوموبيلي الإيطالية الشهيرة التي تنشط في تصنيع السيارات الرياضية متفوقة الأداء – قد اكتمل، وباتت وحداته السكنية جاهزة لاستقبال قاطنيها.  

يقع برج دافينشي، الذي يرتفع في 19 دورًا، في قلب مدينة دبي مباشرة عند ضفاف قناتها المائية، حيث يشمخ مزهوًا بملامح عمارة متفردة لا يمكن أن تغفل الأبصار عن منحنياتها الهندسية البديعة التي تلتف من حول ما يشبه فضاء فراغيًا. لكن ما يتمايز به حقيقة هذا المشروع السكني، الذي تساوي كلفة تطويره 800 مليون درهم، هو ما يحتجب خلف واجهاته (المكونة من قطع الزجاج الملون في أكثر من 100 حجم مختلف) من مساحات رحبة تُبتكر عناصرها التصميمية على قياس رغبات قاطنيها واحتياجاتهم.

في أول مشرع سكني في العالم بتصميمات داخلية من ابتكار باجاني، تتجسد عبر 80 شقة سكنية - تبدأ مساحاتها من 2,100 قدم مربعة وتحتضن من غرفتي نوم إلى أربع غرف – تتجسد الفلسفة الإبداعية التي ميزت ابتكارات العلامة في عالم السيارات، ومقاربتها المتفردة لأساليب التصميم العصرية التي تناغم بين جاذبية المظهر والمزايا العملية والإتقان الحرفي.

وإذا كان هوراسيو باجاني، مؤسس الشركة وكبير المصممين فيها، قد جعل من مبادئ ليوناردو دافينشي مصدر إلهام لمركباته الخارقة، وأخذ عن فنان عصر النهضة قوله "إن الفن والعلم اختصاصان لا بد أن يتقدما معًا يدًا بيد" مبددًا الحدود الفاصلة بين الفن والعلم في سيارات بديعة وعملية في آن، فإنه يستعيد اليوم هذا التوجه الإبداعي في تصميم المساحات الداخلية للبرج مستحضرًا في طابعها الإيطالي العصري الجينات الأصلية لعلامة باجاني ومركباتها، من الخطوط المحددة والمنحنيات الانسيابية، إلى المواد الفخمة بغير تكلف - وفي طليعتها ألياف الكربون والجلود الفاخرة التي ستميز قطع الأثاث المختارة من المجموعة الحصرية لمفروشات باجاني المصممة بحسب الطلب- فضلاً عن الإتقان الحرفي في صياغة أدق التفاصيل.

تتفرد بين الوحدات السكنية، المتاحة في برج دافينشي بمعدل وسطي للأسعار يساوي 10 ملايين درهم إماراتي، شقة بنتهاوس مهيبة تنبسط على مساحة 7,000 قدم مربعة داخل بنية كروية تتيح إطلالة بزاوية 360 درجة على أفق المدينة والقناة المائية، ويمكن بلوغها عبر مصعد خاص. ولمزيد من التميز في تخصيص هذا الملاذ الرحب، تُبقي دار الأركان وباجاني مساحته مفتوحة بالكامل بما يتيح تصميمها حسب الطلب.

وعلى ما يليق بمعاني الفخامة الموعودة، ستكمل تجربة العيش في برج دافينشي مرافق عامة تحاكي ما هو متوقع في الفنادق الراقية، وتزهو بأثاث من تصميم باجاني. ستشمل هذه المرافق مسبحًا فوق سطح البرج، وحوض جاكوزي، وحجرة للعلاج بالبخار، فضلاً عن ناد للياقة البدنية وحديقة فسيحة. كما ستتوافر للقاطنين خدمات رفيعة تشمل حتى خدمة مستشار للتسوق الشخصي. وربما تكفي هذه المؤشرات، وقبلها اسم باجاني، دليلاً عن أن برج دافينشي "سيضاهي حقيقة مشروع وان هايد بارك لندن من حيث مستويات الجودة الرفيعة والتفاصيل الرائعة" على ما توقع له زياد الشعار، نائب رئيس مجلس إدارة شركة دار الأركان في سياق الكشف عن هذا المشروع منتصف الشهر الفائت.

أبراج والدورف أستوريا نيويورك
منزل بعيدًا عن المنزل

فيما استؤنفت حركة السفر عالميًا، في أعقاب التخفيف من القيود التي فرضتها جائحة كورونا، عادت مدينة نيويورك لتشرع فضاءاتها أمام زبائن العقارات العالميين، بمن فيهم المديرون التنفيذيون الذين باتوا يؤثرون المكوث خلال أسفارهم في مساكن خاصة بدلاً من الإقامة في الفنادق، ولا سيما أن هذا الخيار يبدو اليوم أكثر أمانًا.

وفيما يتعلق بالباحثين من أهل منطقة الشرق الأوسط عن موطئ قدم في نيويورك -  ويبدو أن أعدادهم في تزايد على ما تقول جورجيا أتكينسون، الشريكة في نايت فرانك Knight Frank، شركة الاستشارات العالمية الشهيرة التي تنشط في مجال العقارات - فإن الأنظار تتركز خصوصًا على منطقة وسط مانهاتن التي تحتضن أبرز معالم المدينة الأيقونية بما في ذلك فندق والدورف أستوريا نيويورك.

يُعد الفندق الشهير، الذي ارتفع بنيانه سنة 1931، مأثرة معمارية تزهو بطابع الآرت ديكو فيما مساحاتها الداخلية بالغة الفخامة لا تنفك تستحضر إرثه العريق من حيث كونه شكل منذ بداياته منزلًا بعيدًا عن المنزل لكبار رجالات السياسة، ونخبة المجتمع والمشاهير، من الرئيس أيزنهاور إلى مارلين مونرو وفرانك سيناترا.

ويبدو أن ترف العيش الذي خبره هؤلاء سيكون قريبًا متاحًا في عصرنا الحالي لآخرين ستتوافر لهم الفرصة لاقتناء شقق فاخرة في أبراج والدورف أستوريا The Towers of Waldorf Astoria فوق طبقات الفندق الشهير في بارك أفنيو.

وبحسب نايت فرانك، التي تعرض اليوم هذه الشقق، فإن الموسرين في الشرق الأوسط يبدون اهتماماً متزايدًا بالوحدات السكنية التي تتيحها علامات عريقة في عالم الضيافة. وفي هذا تقول أتكينسون: "تستقطب أبراج والدورف أستوريا هؤلاء الشراة المحتملين اليوم لأسباب عدة تشمل الموقع الاستراتيجي للبناء، والنمط الحياتي المترف الذي ستتيحه هذه الشقق، والمرافق والخدمات المتكاملة ورفيعة الطراز".

تخضع حاليًا ملكية والدورف أستوريا في نيويورك لمشروع تجديد بقيمة مليار دولار، ومن المتوقع أن تحتضن عندما يُعاد افتتاحها في عام 2023 ما مجموعه 375 وحدة فندقية رحبة، ستكملها في الأبراج 375 شقة سكنية متاحة للشراء بأسعار تبدأ من 1.8 مليون دولار.

أوكلت مهمة ابتكار مساحات هذه الوحدات إلى المصمم المرموق جان – لويس دينيو الذي استلهم المعالم الكلاسيكية المهيبة للفندق للإتيان بمعادلة تتوازن فيها مظاهر البذخ المميزة لأسلوب الآرت ديكو مع وسائل الراحة الحديثة، وتتناغم فيها تفاصيل عصرية مع مؤثرات عتيقة الطراز، وطابع أمريكي مع مسحات أوروبية.

كانت النتيجة فسحات للمعيشة تتلاقى فيها معايير الفخامة والأجواء الحميمية التي لا غنى عنها في المنازل، وجماليات الطابع الهندسي الأصيل مع الاعتبارات العملية. على سبيل المثال، استعاد دينيو التفاصيل التصميمية الأصيلة للبناء في الواجهات الزجاجية التي توفر إطلالات أخاذة على أفق نيويورك، واستخدم عبر كامل المساحات مواد طبيعية، تثريها لمسات حرفية متقنة، وإيحاءات غير متكلفة من فن الآرت ديكو لتأكيد البعد التاريخي للواحات العصرية.

تزينت المطابخ أيضًا بخزائن ابتكر دينيو بنفسه تصاميمها لهذه الشقق، وصنعتها دار التصاميم الإيطالية Molteni&C من الخشب المصقول بطلاء اللك لتُخفي بذكاء أجهزة المطبخ الثورية التي تحمل توقيع علامة غاغينو الألمانية.

كما تولى دينيو إضفاء مقاربته التصميمية على المساحات العامة المكملة لمساكن والدورف أستوريا، والتي تشمل ناديًا صحيًا في الطابق الخامس والعشرين يحتضن مرافق علاجية للرجال والنساء وحوض سباحة بطول 25 مترًا يشرف على بارك أفنيو، وحديقة شتوية وشرفة رحبة بمجالس للاسترخاء، فضلاً عن نادي رجال الأعمال الحصري  Empire Club.