تحاول المدن في مختلف أنحاء العالم التعامل مع تدفق الزوار الذي يسبب المزيد من الضوضاء والفوضى وشكاوى المواطنين، ومنها ميلانو الإيطالية.

القيود التي تتخذها ميلانو للتعامل مع تدفق الزوار

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المدينة الإيطالية الشهيرة بالأزياء والتصميم ستنفذ مرسومًا الأسبوع المقبل يهدف إلى التعامل مع المحتفلين في وقت متأخر من الليل الذين يحتشدون في شوارع المدينة.

ومن المقرر أن يستمر القانون حتى 11 نوفمبر، وسيقلل من توفر الطعام والمشروبات بعد منتصف الليل. وستشهد المدينة أيضًا إغلاق أماكن الجلوس في الهواء الطلق في المطاعم في الساعة 12:30 صباحًا خلال أيام الأسبوع والساعة 1:30 صباحًا في عطلات نهاية الأسبوع.

وقال أحد السكان لصحيفة التايمز: "إنه كابوس". وقال آخر: "لقد أصبح العيش في ميلانو صعباً".

إلى جانب القيود، ستستخدم المدينة 180 ألف دولار لمساعدة أصحاب المطاعم على تجنيد الأمن الخاص لمنع الناس من التسكع خارج مطاعمهم، حسبما أشارت صحيفة نيويورك تايمز. وتحاول ميلانو تحديث عقود الشرطة حتى يتمكن المزيد من الضباط من العمل ليلاً وإنفاذ القانون.

ومن غير المستغرب أن تزعج القواعد العديد من أصحاب الأعمال في المدينة، حيث يشعرون أنهم يعاقبون على تصرفات عملائهم. وقال ماركو باربيري، الأمين العام لجمعية ميلانو التابعة لاتحاد تجار التجزئة الإيطاليين، لصحيفة التايمز إن مجموعته ستعارض هذا القانون. ويعتقد أن حوالي 30% من المطاعم البالغ عددها 10000 مطعم في ميلانو ستتأثر بالقيود. ويشعر آخرون بالقلق من أن هذا سيمنع الناس من القيام بمعظم العادات الإيطالية، ومنها الذهاب لتناول الآيس كريم في وقت متأخر من الليل.

ماركو غرانيللي، عضو مجلس ميلانو المسؤول عن الأمن العام، قلل من هذه المخاوف، رغم أنه قال لصحيفة نيويورك تايمز: "من الواضح أن الآيس كريم أو البيتزا أو البريوش لا تسبب الاكتظاظ".

في حين أن القواعد الجديدة لها هدف نهائي علني، فمن غير الواضح كيف ستطبق فعليًا. وقال أحد مديري المطاعم إن عدد الحشود عادة ما يفوق عدد ضباط الشرطة، لذلك قد يكون التنفيذ صعبًا. قد تصبح شوارع ميلانو في وقت متأخر من الليل أكثر هدوءًا بعض الشيء، لكن إغلاقها تمامًا لن يكون سهلاً للغاية.

هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها المدينة الإيطالية حظر الآيس كريم في وقت متأخر من الليل. ففي عام 2013، فشل المجلس البلدي في ميلانو، آنذاك برئاسة جوليانو بيسابيا، في محاولة إخراج عشاق الآيس كريم والسهر في وقت متأخر من الليل من الشوارع. فالإجراءات المقترحة آنذاك قوبلت برد فعل رافض وحاسم على الصعيد الشعبي.