احتدم سباق السيارات الكهربائية مع دخول كثير من شركات صناعة السيارات الفاخرة فيه، ورغم ذلك فإن لقب "أسرع سيارة كهربائية تقطع 1000 كيلومتر في شحنة واحدة" لم يكن من نصيب أي من الشركات الرائدة في مجال صناعة السيارات، بل حازته مركبة صنعها مجموعة من طلاب كلية الهندسة في جامعة نيو ساوث ويلز سيدني بأستراليا.
أطلق الطلاب على سيارتهم اسم Sunswift 7 وهي تجمع بين منظومة الحركة الكهربائية التقليدية إلى جانب ألواح للطاقة الشمسية لشحن المركبة وتزويدها بالطاقة. ولكن هذه الألواح لم تسهم في تحقيق الإنجاز المبهر الذي وصلت له السيارة، إذ استطاعت منظومة الحركة الخاصة بها قطع مسافة 1000 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالطاقة في أقل من 12 ساعة على متوسط سرعة بلغ 120 كيلومترًا/الساعة، وهو زمن قياسي لم تتمكن أي سيارة كهربائية من تحقيقه مسبقًا. وقد جرى الاختبار في حلبة مركز أبحاث السيارات الأسترالي، إذ تمكنت السيارة من الدوران حول الحلبة أكثر من 240 مرة حتى تصل إلى سرعة 1000 كيلومتر.
الإنجاز الذي تمكنت سيارة Sunswift 7 من تحقيقه لم يكن خفيًا أو دون إثبات، إذ وثقته موسوعة غينيس بعد التأكد من بيانات الاختبار وتأكيد الزمن عبر بيانات القياس عن بعد.
عمل الفريق المكون من خمسين طالبًا على تطوير السيارة لمدة تزيد على 18 شهرًا تضمنت الكثير من الاختبارات والنماذج الأولية قبل أن يصلوا إلى النموذج النهائي، وذلك إلى جانب التصميم الخارجي لهيكل السيارة الذي أعيد أكثر من 57 مرة حتى وصلوا إلى النموذج النهائي لذي تمكن من الفوز بالرقم القياسي الجديد.
University of New South Wales Sydney
تتمايز سيارة Sunswift 7 بمجموعة من المزايا التي أتاحت لها تحقيق هذا الرقم القياسي، وربما كان وزنها ومعامل السحب هما العاملين الأكثر تأثيرًا فيها، إذ يصل وزن المركبة إلى 500 كيلوغرام بفضل اعتماد هيكلها على معادن خفيفة الوزن وذات مقاومة عالية إلى جانب معامل السحب الذي يصل إلى 0.095 وهو أقل كثيرًا مما هو عليه الحال في السيارات الكهربائية الرائدة ذات المدى الطويل مثل مرسيدس -بنز EQXX التصورية التي يبلغ معامل السحب فيها 0.17. كما أن استهلاكها للطاقة كان محصورًا في 3.8 كيلو واط للساعة عند سرعة 100 كيلومتر/الساعة، وهو أقل كثيرًا منه في السيارات الكهربائية المستخدمة على الطرقات، والتي يتراوح معدل استهلاكها للطاقة بين 15 و20 كيلوواط للساعة للسرعة ذاتها.
University of New South Wales Sydney
ورغم كون هذا الإنجاز مبهرًا بما فيه الكفاية، إلا أنه ليس الأداء الأقصى للسيارة، إذ تمتلك مدى يصل إلى 1200 كيلومتر مع سرعة قصوى تصل إلى 140 كيلومترًا/للساعة، وذلك بحسب البيان الذي نشرته الجامعة. ومما ساعد السيارة على الوصول إلى هذا المدى غياب أنظمة تبريد الهواء ومكابح ABS إلى جانب الوسائد الهوائية ومساحات الزجاج الأمامي، وهو ما يجعلها سيارة اختبارية أكثر منها سيارة إنتاجية يمكن أن نراها على الطرقات.
تخطط الجامعة لإدراج السيارة في سباق بريجستون العالمي للطاقة الشمسية الذي يقام في عام 2023 ويقطع مسافة 3000 كيلومتر حول أستراليا.