بالرغم من أن لكزس إل إف إيه Lexus LFA ظهرت للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أنها تظل إحدى السيارات الأيقونية التي قدمتها الشركة ونجحت في تكريس حضورها بالرغم من التحديات.
بل إن لكزس إل إف إيه ما زالت تُعد إحدى السيارات الحصرية للغاية، إذ أطلقت الشركة منها 500 نموذجًا فقط، وبعد ذلك أضافت 50 نموذجًا آخر تأتي مزودة بحزمة نوربورغرينغ Nurburgring للأداء العالي. وإذا كانت النسخة القياسية من Lexus LFA سيارة خارقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فإن إصدار Nurburgring للأداء العالي كان يحوّلها إلى سيارة سباقات من الدرجة الأولى.
سيارة Lexus LFA
تعرَّف مواصفات سيارة Lexus LFA:
مشروع شخصي
ثمة سيارات صُنعت لأسباب غير منطقية مثل الانتقام من شركات أخرى أو حتى تحدي الفريق الهندسي للشركة. أما طراز لكزس إل إف إيه، فبدأ بوصفه مشروعًا شخصيًا للمدير التنفيذي لشركة تويوتا في ذلك الوقت أكييو تويودا الذي رغب في تقديم سيارة رياضية خارقة بعد كثير من السيارات التقليدية من تويوتا. لذلك جاءت لكزس إل إف إيه Lexus LFA لتعكس حملة تويوتا المتعلقة بتصميم سيارات فورمولا 1 الخارقة وتثبت للعالم قدرتها على تقديم أداء رياضي ينافس المركبات الأخرى على الساحة.
وبالرغم من أن طراز إل إف إيه ظهر للمرة الأولى في عام 2005، إلا أن تطويره بدأ قبل ذلك بخمسة أعوام، ولكن النسخة الاختبارية الأولي من السيارة كانت مصنوعة من الألمنيوم بالكامل، فكان وزنها كبيرًا للغاية، الأمر الذي حد من قدرات السيارة الرياضية.
اضطرت تويوتا بسبب ذلك إلى التخلي عن هذا التصميم وقدمت نموذجًا اختباريًا آخر في 2007، ولكنه هذه المرة صُنع بشكل كامل من ألياف الكربون وتمايز بتصميم مختلف يعكس نهج الشركة الجديد.
وزن أقل وأداء مذهل
ظهرت لكزس إل إف إيه قبل انتشار السيارات الكهربائية والسيارات الهجينة، لذلك فإنها كانت تعتمد على محرك V10 مكوّن من عشر أسطوانات بسعة 4.8 لتر ويعمل بالسحب الطبيعي. وبالرغم من أن أرقام الأداء الخاصة بالمحرك لم تكن الأقوى في وقتها، إلا أنه كان يعد مأثرة فنية بسبب حجمه ووزنه الخفيف. كما أنه كان من المحركات التي صنعت خصيصًا وبناءً على طلب مهندسي تويوتا بالتعاون مع شركة ياماها اليابانية.
أطلقت تويوتا على هذا المحرك اسم 1LR-GUE، كان أصغر في الحجم من محرك V8 ومماثلاً لمحرك V6 في الوزن، وذلك بسبب الاعتماد على الألمنيوم شديد المقاومة والمزج بينه وبين والمغنيسيوم والتيتانيوم حتى يخرج المحرك بوزن خفيف للغاية وأداء مذهل مقارنةً بوزنه.
كان المحرك قادرًا على إنتاج قوة تزيد على 550 حصانًا عند 8700 دورة في الدقيقة، إلى جانب إنتاج قوة عزم دوران تصل إلى 480 نيوتن متر عند معدل 6800 دورة في الدقيقة. وبالرغم من هذه الأرقام المذهلة، فإن جودة المحرك الحقيقية لم تكن تُعزى إلى أرقامه العالية، بل كانت تأتي من تناغم أجزائه المختلفة وعملها معًا مثل أداة موسيقية مصنوعة بحرفية وعناية كبيرة، ما جعله يصل إلى معدل دوران 9500 دورة في الدقيقة بسرعة كبيرة تسبق مؤشر السرعة الخاص به.
وحتى يصل المحرك والسيارة بشكل عام إلى توزيع وزن مثالي، فإن الشركة اعتمدت على مخطط لتوزيع الوزن على محور الحركة الخلفي، لذلك كان صندوق ناقل الحركة موضوعًا في مؤخرة السيارة ومتصلًا بالمحرك عبر أنبوب ثابت لنقل عزم الدوران بين الجزئين.
كما وضعت لكزس النظام العادم في نفق نقل الحركة ذاته، وذلك للتحكم في مركز ثقل السيارة، وحتى يصبح أغلب الوزن في السيارة قريبًا من خط المنتصف بما لا يسبب ضررًا على منظومة الحركة أو سرعة السيارة الكبيرة.
تحقق سيارة لكزس إل إف إيه سرعة قصوى تصل إلى 320 كيلومترًا/الساعة، وتستطيع التسارع إلى 100 كيلومتر/الساعة في 3.7 ثانية، وهو رقم مذهل مقارنةً بكثير من السيارات المعاصرة لها.
وكان سعر Lexus LFA يصل لأكثر من 370 ألف دولار في عام 2012 وهو ما يزيد بأكثر من 100 ألف دولار على سيارة لامبورجيني أفنتادور، وأكثر من 50 ألف دولار على طراز Ferrari 599 GTO.
تصميم مستقبلي
تُعرف سيارات لكزس بفخامة تصميم المقصورة الداخلية، وهو ما ظهر في سيارة لكزس إل إف إيه تحديدًا. فقد تمكنت لكزس من الدمج بين نظام المعلومات وأنظمة التحكم في السيارة عبر منصة واحدة موجودة في منتصف السيارة.
كما كانت سيارة Lexus LFA أول سيارة من الصانع تحصل على لوحة عدادات رقمية مدمجة مع حافة معدنية مميزة تسمح لك بتغيير طريقة العرض لتناسب وضع القيادة الذي تفضل استخدامه.
ولم تقرر لكزس الاعتماد على لوحة العدادات الرقمية حتى تضيف لمسة مستقبلية على السيارة فحسب، بل كان اختيارًا لابد منه بسبب سرعة دوران المحرك الذي كان يحتاج إلى لوحة رقمية حتى تتماشى معه.
كما اعتمدت لكزس على مجموعة من المواد الفاخرة والمختارة بعناية والمخصصة لتصميم المقصورة الداخلية، إذ كانت تدمج بين الألمنيوم المطحون مع المغنسيوم في صندوق ناقل الحركة، إلى جانب ألياف الكربون اللامعة من أجل تصميم عجلة القيادة مع الجلد الفاخر الناعم للغاية في المقاعد المصنوعة خصيصًا له.
وقد مكنت هذه المواد الفاخرة سيارة لكزس إل إف إيه من الوصول إلى مكانة تتفوق بها على كثير من السيارات الرياضية الفاخرة المعاصرة لها مثل Ferrari 599 GTO، إذ لم يكن معهودًا استخدام مثل هذه المواد الفاخرة للغاية في سيارة حصرية بإنتاج محدود.
وبالرغم من أن لكزس إل إف إيه كانت تنافس مجموعة من السيارات الخارقة المعاصرة لها، إلا أنها كانت تتمتع بمكانة فريدة من نوعها بفضل تصميمها المتميز والفريد من نوعه.
وتعد سيارة Ferrari 599 GTO هي المنافس الأول والأقرب لها في الفئة السعرية وقدرة الأداء الكبيرة ولكنها كانت موجهة بشكل أكثر إلى محبي السباقات السريعة وحلبات السباق بدلاً من محبي الرفاهية الرياضية.
ولا يختلف الأمر كثيرًا مع طراز أفنتادور من لامبورجيني الذي صدر بعد إطلاق سيارة Lexus LFA بعام تقريبًا، ولكنه كان يعاني مشاكل كثيرة في التصميم والتصنيع لذلك لم يتمكن من الوصول إلى قدرها الحقيقي في المنافسة.