أصبحت السياحة الفضائية صيحة هذا العام الأحدث مع توجه كثير من الشركات لتطوير نماذجها الخاصة بالرحلات الفضائية.
وبينما قررت شركات مثل سبايس إكس SpaceX وبلو أوريجين Blue Origin الاعتماد على صواريخ فضائية تغادر آخر طبقات الغلاف الجوي لثوان معدودة، فإن Space Perspective قررت تطوير منطاد فضائي يحمل ركابه إلى آخر طبقات الغلاف الجوي دون اختراقها في رحلة تدوم لأكثر من ست ساعات متصلة.
ورغم أن منطاد نبتون الفضائي لم ينطلق بعد، إلا أن الشركة تعمل جاهدةً على تحديثه وتطوير تصميمه قدر الإمكان لضمان راحة المسافرين والحصول على أفضل تجربة ممكنة.
وبعد تطوير المقصورة الداخلية وتحديثها، تكشف الشركة اليوم عن تصميم جديد لهيكل المنطاد الخارجي لتحسين تجربة الهبوط وتقليل المخاطر التي قد تنطوي عليها هذه التجربة قدر الإمكان.
يقول تابر ماك كلوم، مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي المشارك لها: "لقد أدركنا أن السقف الأعلى يقلل إحساس رهاب الأماكن المغلقة إلى جانب إتاحة المزيد من المساحة حتى نتمكن من وضع مختلف المعدات التي نرغب فيها".
لذا استبدلت الشركة بتصميم السقف المسطح تصميمًا كرويًا يضمن المزيد من الراحة للركاب داخل المقصورة ويوفر المزيد من المساحة للشركة لتطوير أنظمة المنطاد وإضافة أنظمة جديدة.
احتاج هذا التصميم إلى تطوير 130 نموذجًا تجريبيًا حتى تمكنت الشركة من الوصول أخيرًا إلى الشكل النهائي له.
كما عملت مع سيمنز الهندسية من أجل تطوير تصميم مخروطي أسفل منطاد نبتون تطلق عليه اسم "Splash Cone" من أجل تسهيل تجربة الهبوط على المحيطات والمسطحات المائية وتقليل المخاطر المتعلقة بها قدر الإمكان، ولكن هذا التصميم ما زال ينتظر التسجيل والحصول على براءة الاختراع.
بدأت الشركة بتطوير النموذج التجريبي الأولي للتصميم الجديد في مصنعها القريب من محطة كيب كينيدي الفضائية، وذلك إلى جانب بناء المصنع الذي سيقوم بصنع المنطاد ووحدة الطيران الخاصة به في منشأة أخرى قريبة.
ورغم اهتمام الشركة الكبير بتطوير مقصورة داخلية فاخرة ومريحة والاهتمام بالتجربة بأكملها، إلا أنها لم تهمل الجوانب العلمية والفيزيائية للتجربة، وذلك ما دفعها إلى تطوير هيكل المنطاد واستخدام تصميم جديد بالكامل فيه.
ويظل تصميم المقصورة كما أعلنت عنه الشركة منذ عدة أشهر، إذ تستطيع المقصورة استضافة ثمانية ركاب، وهي تضم مقاعد مريحة قابلة للامتداد مع مطعم ونافذة كبيرة تدور حول هيكل المقصورة حتى تتيح للركاب مراقبة كوكب الأرض والاستمتاع بهذه التجربة بأكملها.
وتتعاون الشركة مع خبير الاستضافة العالمي والرائد في التجارب الفندقية ديفيد غروتمان من أجل تطوير التجربة الفندقية للرحلة وضمان راحة الركاب واستمتاعهم بالرحلة التي تدوم لأكثر من ست ساعات.
تخطط الشركة لبدء الاختبارات مع بداية العام القادم بعد إنهاء النموذج الأولي للمنطاد والمقصورة، وستبدأ الاختبارات أولًا دون طاقم تجريبي.
وتنوي الشركة اختبار المقصورة والمنطاد لأكثر من 20 مرة قبل أن يصبح جاهزًا للرحلات التجارية التي تبدأ في عام 2024 إذا سارت الاختبارات على ما يرام.
يحلق منطاد Neptune بسرعة 19 كيلومترًا/الساعة، وتستمر الرحلة منذ بدايتها حتى الهبوط في المحيط لأكثر من ست ساعات تقريبًا وذلك دون اختراق الغلاف الجوي أو مغادرة الطبقة الأخيرة فيه، إذ تنتهي رحلة المنطاد عند ارتفاع ثلاثين ألف متر عن سطح الأرض.
يُذكر أن سعر الرحلة يصل إلى 125 ألف دولار، وقد أتاحت الشركة حجز الرحلات منذ الآن.