في ظل ما يشهده عالم المنتجات الراقية من عمليات احتيال وسرقة وتزييف طالت قطاعي الساعات والجواهر الفاخرة، كان من الضروري البحث عن حلول عملية تحد من تفاقم مثل هذه الظاهرة التي صارت تؤرق عشاق الفخامة والتفرد، إلى أن طرحت مجموعة ريتشموند Richemont العملاقة، بصفتها لاعبًا رئيسًا في هذا القطاع، حلولها المستقبلية بإطلاق منصة Enquiries.
جرى تصميم المنصة الرقمية الجديدة بشكل يضمن لها الحيادية والانفتاح، لمساعدة صنّاع المنتجات الفاخرة على الحد من الجرائم المتعلقة بسرقة الساعات والجواهر في مختلف أنحاء العالم.
وتجمع هذه المنصة المفتوحة للجميع بين العلامات التجارية والمصنعين وشركات التأمين ووكالات إنفاذ القانون وتجار البيع بالتجزئة والمالكين وهواة الجمع، فيما توفر مساحة موثوقة وآمنة لتسجيل وتخزين المعلومات حول الساعات والجواهر، ما يتيح للزبائن والشركاء الإعلان بسرعة وبساطة عن أغراضهم المفقودة أو المسروقة، والبحث عنها ومشاركة بياناتها بأمان مع حماية هوياتهم، إذ تستخدم البيانات هنا لتسهيل التعرف على هذه القطع فحسب، ما يجعل شراءها أو إعادة بيعها أكثر صعوبة.
قاعدة بيانات الساعات والجواهر الفاخرة
حسب جيروم لامبرت، الرئيس التنفيذي لمجموعة Richemont، فإن الحل الجديد يجمع بين العديد من أصحاب المصلحة لخدمة الزبائن والصناعة بأكملها، من خلال تسهيل التعاون بلا حدود بين قوات الشرطة وشركاء التأمين، ومن خلال توفير الوصول المجاني للزبائن والشركاء في القطاع، لتصبح فرصة بيع الساعات المسروقة أكثر صعوبة، بهدف نهائي يتمثل في تقليل الحافز لسرقة الساعات في المقام الأول.
وحسب مسؤولي المجموعة فإن الهدف يكمن هنا في جلب أكبر عدد ممكن من الفاعلين في هذا المجال، بالإضافة إلى أقسام الشرطة في مختلف المدن الرئيسة حول العالم، لجعل منصة Enquiries أكبر قاعدة بيانات دولية للساعات والجواهر المفقودة والمسروقة.
Richemont
تشكل منصة Enquiries نظامًا مستقبليًا ذكيًا دعت إليه حاجة الزبائن، في الحفاظ على الخبرة والتقاليد والإبداع والحد من فقد هذه المقومات، وهي تضم قاعدة بيانات مركزية فريدة جاءت بالتشاور والتعاون مع الخبراء في القطاع والمعنيين بهذا المجال، وهي تضم حتى الآن على أكثر من 175 علامة تجارية للساعات الفاخرة، بالإضافة إلى العديد من علامات الجواهر الكبرى مثل بوتشيلاتي Buccellati وكارتييه Cartier وفان كليف أند آربلز Van Cleef & Arpels وآي. لانغيه أند زونه A. Lange & Söhne وبوم إيه مرسييه Baume & Mercier وآي دبليو شافهاوزن IWC Schaffhausen وجاجير-لوكولتر Jaeger-LeCoultre وبانيراي Panerai وبياجيه Piaget وروجيه دوبوي Roger Dubuis وفاشرون كونستانتين Vacheron Constantin وغيرها، بالإضافة إلى اللاعبين الرئيسين الآخرين في صناعة الساعات.
كما قام آلاف من الزبائن بتحميل مجموعاتهم إلى المنصة حتى الآن، ومنها أكثر من 28,000 قطعة ساعة وجواهر مسجلة على أنها مفقودة أو مسروقة، بينما لا تزال مشاركة الجهات المعنية مستمرة على قدم وساق، إذ يشارك فيها حتى كتابة هذه السطور عدد من الدوائر الأمنية كدائرة الأمن الإقليمي في باريس، ودائرة شرطة جنيف بمنطقة بيجو، وقوات الشرطة الأوروبية الأخرى.
بموازاة ذلك، جرى منح منصة Enquiries اعتماد Secured by Design، وهي مبادرة أمنية رسمية تابعة لدائرة الشرطة بالمملكة المتحدة، تهدف إلى الحد من الجريمة ومساعدة الناس على العيش بأمان أكثر. ويُنتظر أن تنضم أقسام شرطة إضافية حول العالم خلال الأشهر المقبلة.
أما قائمة شركاء التأمين الحاليون، فتضم كلاً من LMG Jewellery وهي أكبر مؤسسة بريطانية متخصصة في الإدارة المهنية لمطالبات التأمين للجواهر والساعات وغيرها من الأشياء الثمينة، بالإضافة إلى مجموعة زيورخ للتأمين وهي أكبر شركة تأمين في سويسرا، ودار المزادات الدولية الشهيرة بونهامز.
خطوات التسجيل
كمنصة عالمية تضم العديد من العلامات التجارية، يمكن لأي شخص تسجيل ساعات من أي علامة تجارية تحتوي على رقم تسلسلي فريد، إذ يمكن لمالكي الساعات والصنّاع التسجيل والإعلان والبحث عن الساعات والجواهر المفقودة والمسروقة من خلال إنشاء حسابات فردية أو تجارية، بخطوات سريعة وسهلة تتلخص في إنشاء حساب، ثم تسجيل مجموعتك باستخدام العلامة التجارية والأرقام التسلسلية الفريدة، مع تحميل الوثائق الخاصة بها لتخزينها في المخزن الرقمي الآمن، ثم الإبلاغ عن القطع المفقودة أو المسروقة.
وبمجرد تسجيل قطعة على منصة Enquiries، يجري توصيل الزبائن بسرعة بقطعهم في أي مكان في العالم في حالة الضياع أو السرقة، من خلال نقطة مرجعية مركزية واحدة، إذ يمكن لقوات الشرطة وشركات التأمين والدور المختلفة وسوق السلع المستعملة أن تتعاون بسهولة لزيادة فرص العثور على القطع ومنع بيعها.
ومن خلال وظيفة البحث، يمكن للزبائن الذين يفكرون في شراء ساعة أو قطعة جواهر مملوكة مسبقًا البحث للتحقق من قاعدة البيانات، والتأكد من أنهم لا يشترون قطعة مسروقة أو مفقودة، ما يمنحهم راحة البال ويساعد وكالات إنفاذ القانون على التعاون عبر الحدود، في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحديثها واستخدامها على أفضل وجه ممكن، لكسر حلقة إعادة بيع الساعات والجواهر المفقودة والمسروقة، ومن ثم مكافحة الجريمة وجعل كل مالك وشريك جزءًا من الإجابة والحل والقضاء على عمليات الاحتيال.