المنزل الذي يُعرف باسم The Old Rectory، ويتربع بحديقته على مساحة تقارب فدانًا، كان منذ عام 1978 موطن اللورد والمحرر السابق لصحيفة التايمز، ويليام ريس-موج وعائلته المكونة من زوجته هيلينا وأطفالهما الخمسة، ومنهم ابنه جاكوب ذو السنوات التسع آنذاك، والذي أصبح في ما بعد السياسي المثير للجدل والبرلماني اللامع من حزب المحافظين، والذي مثل شمال شرق سومرست منذ عام 2010، وصولاً إلى زعامة مجلس العموم في عام 2019.

تاريخ طويل لمنزل عائلة ريس-موج

انتقلت عائلة ريس-موج إلى المنزل عام 1978 وبقيت تسكنه حتى عام 2001. وخلال فترة وجودهم هناك أصبح ويليام هدفًا للجيش الجمهوري الأيرلندي، ما دفعه لاتخاذ إجراءات مشددة لتأمين منزله، كتجهيزه بالأبواب الفولاذية، وتركيب كاميرات في مختلف الغرف وتوظيف فريق أمني متخصص، مع دعم أسوار الحديقة الغنية لمنح مزيد من الخصوصية لعائلته.

وبعد نحو 23 عامًا تقريبًا من الإقامة فيه، باعت العائلة المنزل عام 2001 مقابل 820 ألف جنيه إسترليني إلى توم ألكساندر، الرئيس التنفيذي لشركتي Orange وT-mobile ومؤسس Virgin Mobile، وقد سكنه لما يقرب من عشرين عامًا، كما أجّره خلال ذلك لبعض أصدقائه ومنهم فرقة البوب روك الأيرلندية المعروفة باسم The Corrs، إلى أن باعه مقابل 1.35 مليون جنيه إسترليني لمالكيه الحاليين، الدكتورة جاكي ليمان غراي وزوجها الأدميرال ريتشارد ليمان، اللذين عرضاه أخيرًا للبيع نظرًا لتخطيطهما الانتقال إلى كورنوال، بعد تجديده بقيمة تناهز 750 ألف جنيه إسترليني.

تجديد شامل

خلال التجديد الأخير الذي طال كامل المنزل الريفي المترامي الأطراف، أضيف مسبح داخلي وصالة ألعاب رياضية وشقة جديدة من غرفتي نوم في الطابق العلوي الذي يشتمل الجناح الرئيس فيه على حمام من الطراز الفيكتوري.

وكذلك أضيفت شقة فاخرة مستقلة بذاتها، مكونة من غرفتي نوم وهي الشقة المجاورة للمنزل والتي استعملت سابقًا موقفًا لعربات الخيول ثم للسيارات، فيما ظل المنزل يمتلئ بالسلالم المتعرجة مع الغرف الخلفية والحمامات وغرفة الغسيل، جنبًا إلى جنب مع غرفة الإفطار الفسيحة التي تتميز بباب يصلها إلى فناء خلفي محمي بالكامل، حيث يمكن للمرء من خلاله الاستمتاع برائحة الورود والياسمين وزهر العسل في الصيف، فيما تملأ أزهار النرجس البري وزهور الربيع والمنغوليا بقية الحديقة.

عبق آسر

على الرغم من أن المنزل يعود إلى القرن الثامن عشر، إلا أن أجزاء منه تعود أيضًا إلى العصور الوسطى، بما في ذلك غرفة الطعام المغطاة بالألواح الخشبية، مع أرضيات الحجر المشجر والجدران الحجرية والمدافئ الفاخرة الخشبية والنوافذ الجورجية الضخمة، وكلها عناصر تنتشر في جنبات المنزل، وتمنحه شخصيته الفريدة فيما تعد من أقدم أجزائه.

وقد كتب اللورد ويليام ريس موج عام 1998 عن ذلك قائلاً: "على الرغم من إعادة بناء جدران الحديقة في Rectory يبدو أنها كانت في الأصل من القرون الوسطى... في زمن المالكين السابقين، عُثر على عملة ذهبية من العصور الوسطى. أعتقد أن هناك منزلاً لكهنة من العصور الوسطى بُني في مكان ما داخل المبنى ويحتوي على غرفة الطعام الحالية".

كما شرح ويليام في مقال بصحيفة التايمز إعجابه بالسيارات، وأنه اعتاد الاحتفاظ بمجموعته في مكان أشبه بمنزل صغير به أضواء كاشفة وتدفئة أرضية، وهو المكان الذي جرى تحويله لاحقًا إلى حمام سباحة داخلي مع غرفتي نوم كجزء من تلك التجديدات الواسعة النطاق التي تكلفت 750 ألف جنيه إسترليني، ما جعله منزلاً رائعًا من الداخل والخارج على حد سواء، مع ميزات الفترة الأصلية التي لا تزال سليمة في مختلف أركانه، على ما يشهد نمط البلاط اللامع المحايد، والنوافذ المتسعة، والرفوف المكشوفة، والخزانات الخشبية وغيرها من التفاصيل المذهلة.

وحسب الشركة الوسيطة Fine & Country، يضم منزل The Old Rectory الذي تبلغ مساحته 8140 قدمًا، ثماني غرف للنوم وخمس غرف استقبال وستة حمامات وسبعة مواقد للتدفئة، فيما يقع على مساحة فدان تقريبًا من الحدائق، ويحتوي على مسبح داخلي مدفأ ومطبخ وحديقة مسورة مليئة بالشجيرات ذات الرائحة العطرة مع صالة ألعاب رياضية، في إطار مذهل من الهندسة المعمارية الجورجية التي تستحضر التاريخ والسحر أينما نظرت، إذ يقع في قلب وادي تشو  مع إطلالات رائعة على تلال مانديب فيما يحتوي على العديد من الميزات الرائعة التي تلخصها الأشجار الضخمة حول المنزل والتي تلقي بظلالها على غرفه بينما تغمره أشعة الشمس الساطعة.