مرّت سنوات وكل من يعبر الهلال الخارجي لجزيرة النخلة في دبي أو يسرّح النظر إلى أفق بحرها يقف متأملاً في تلك العمارة البهية التي كانت معالمها تتكامل رويدًا رويدًا لتتحوّل إلى موطن لمنتجع أتلانتس ذا رويال Atlantis The Royal.
وبعد انتظار دام ثمانية أعوام، أميط اللثام عن هذه الواحة التي تتدثّر بمعاني البذخ والفخامة مبشرة الضيوف باختبار تجارب ضيافة تتجاوز توقعاتهم.
على مدى ثلاثة أيام، استضاف أتلانتس ذا رويال في أواخر الشهر الفائت نخبة من الشخصيات الرفيعة والمشاهير من مختلف أنحاء العالم في ما يشبه تجربة حصرية استكشفوا في سياقها مباهج الانعتاق إلى ترف تجلت معانيه عبر مساحات المنتجع الذي أحسنت الشركة الأمريكية للتصاميم الهندسية كون بيدرسون فوكس وشركاؤه تشكيل عمارته تحفة عصرية ابتُكرت على نسق مجموعة من الكتل في إعادة تصوّر للأبراج التقليدية المنحوتة، وتكاملت بمفهوم "الحديقة المعلقة".
فالمنتجع، الذي ينبسط على مساحة 406 آلاف متر مربع، يرتفع في ستة أبراج من 43 طابقًا، تعد بإطلالات أخاذة على بحر الخليج فيما يربط بينها جسر معلّق في الطابق الثاني والعشرين، استُحدث فيه حوض السباحة المهيب Sky Pool الذي يمتد بطول 90 مترًا ويشكل جزءًا من منصة ترفيهية متكاملة في الهواء الطلق تحمل اسم Cloud 22.
Brandon Barré
المنصة الترفيهية Cloud 22 التي استُحدث فيها حوض السباحة المهيب Sky Pool.
وخلف واجهة الأبراج التي تتخللها فتحات مضيئة بين الكتل تحيل عمارة المنتجع إلى معلم أيقوني يغتسل بالضياء وسط عتمة الليل، تتوزّع مجموعة من 795 فسحة للإقامة، بينها أجنحة فاخرة فسيحة وشقق بنتهاوس، تسنت لضيوف المنتجع الأوائل الفرصة لاختبار ما يجتمع فيها من مظاهر فخامة باذخة بغير تكلف تكرّس في النفس شعورًا بالأنس فيما توثّق بعناصرها وألوانها المتناسقة طابعًا تصميميًا يستلهم البيئة المحلية.
فهذا ما حرصت عليه مجموعة جي إيه للتصاميم الداخلية التي أثرت المساحات والمرافق العامة بإيحاءات جلية إلى عادات البدو في المنطقة وترحالهم عبر الكثبان الرملية بحثًا عن مصدر الحياة، ينابيع المياه التي تذكّر بها في أرجاء المنتجع المهيب أعمال فنية بديعة، في طليعتها منحوتة "قطرات" التي تحتل مركز الردهة الرئيسة، ومصعدا "ديليوج" الزجاجيان اللذان تغمرهما المياه المتدفقة على طول ثلاثة أدوار، وشلال "فاير فولس" المكوّن من جدارين زجاجيين عاكسين تحيط بهما المياه المتدفقة وتحتضنهما أعمدة نارية قابلة للبرمجة، وصولاً إلى نافورة المياه والنار "سكاي بلايز" التي ترسل رشقاتها النارية وتشكلاتها المائية على ارتفاع 28 مترًا.
Brandon Barré
غرفة المعيشة في جناح Sky Terrace Suite.
بدت هذه النافورة برقصها الآسر مركزًا للوحة أسطورية في حفل الافتتاح الكبير الذي أحيته النجمة العالمية بيونسيه ليصدح صوتها على مر ساعة ونيّف، تصاحبه عروض راقصة من فرقة مياس الاستعراضية اللبنانية، قبل أن تتلألأ سماء دبي بألوان الألعاب النارية وعروض طائرات من دون طيّار.
على هامش الافتتاح، اختبرت النخبة من الضيوف أيضًا مجموعة من الأنشطة التي شكلت فاتحة للتجارب الوفيرة التي سيتيحها المنتجع عندما يشرع أبوابه أمام العامة بداية من العاشر من الشهر الحالي.
وتصدّرت هذه الأنشطة أمسية "احتفالية الأحلام" التي اختبر الحاضرون في سياقها الابتكارات المتقنة لنخبة من الطهاة العالميين الذين يفتتحون مطاعمهم اليوم في المنتجع الأحدث في دبي، وفي طليعتهم خوسيه أندرياس، وكوستاس سبيلياديس، وأريانا بوندي، وميتش تيرنر، وغاستون أكوريو، ونوبو ماتسوهيسا.
مؤثرات تصميمية تستلهم البحر والكثبان الرملية في حجرة من فئة Seascape.
فقد بات من المعلوم أن المنتجع سيحتضن 17 وجهة للطعام توفّر تجارب تسمو بالذائقة فيما ترتحل بالحواس إلى عوالم قصية إذ تحتفي بمطابخ العالم، من أقاصي الشرق إلى بلاد فارس، والبيرو، واليونان، والغرب الأمريكي وغيرها.
على أن التجارب المؤنسة التي يعد بها أتلانتس ذا رويال لا تكتمل من دون منافع الرفاه الصحي الوفيرة التي تتيحها في المنتجع مرافق تتجاوز، خلافًا لما هو مألوف في الملكيات الفندقية، حدود الجلسات النموذجية وطقوس الحمام في النادي الصحي، ومركز العناية الشخصية، ومركز اللياقة البدنية، لتشمل العلاجات الخلوية الحديثة في عيادة Aeon Clinic.