تتنافس ثلاث شركات في سباق الفضاء الستراتوسفيري من خلال ميزات مناطيدها الفاخرة. 

تستخدم ثلاث شركات، واحدة فرنسية واثنتان أمريكيتان، تصميمات مماثلة للمناطيد الفضائية الضخمة وكبسولاتها المضغوطة التي سترتفع إلى حوالي 20 ميلاً فوق الأرض لمدة ست ساعات تقريبًا. لكنها في المقابل تحاول التفوق بعضها على بعض في مجال تقديم معاني رفاهية أعلى تكرّس مكانتها في عالم السياحة الفضائية التي يتوقع أن تشهد إطلاق 1000 رحلة جوية مشتركة سنويًا. ومن المقرر أن تبدأ أولى رحلات المناطيد الفضائية التجارية في العام المقبل.

تستمر رحلات المنطاد الفضائي لفترة أطول بكثير من الرحلات الحالية إلى خط كارمان، الذي يعد حافة الفضاء على ارتفاع يراوح بين 50 و62 ميلاً فوق سطح الأرض، والذي يمكن بلوغه على متن صواريخ فيرجن غالاكتيك وبلو أوريجين. وتستغرق تلك الرحلات، التي تتضمن تجربة انعدام الجاذبية لمدة دقيقتين تقريبًا، من 9 إلى 11 دقيقة، من دون أي امتيازات سوى بدلة فضائية رائعة المظهر.

شركة زيفالتو

وبدلاً من تقديم بدلة فضائية، كشفت شركة زيفالتو Zephalto الفرنسية أخيرًا أنها تخطط لأن يشرف على تقديم الطعام خلال رحلاتها الفضائية طاهٍ حائز نجمة ميشلان. وستشكل تجربة المطبخ الفاخر هذه جزءًا من رحلتها التي تبلغ قيمتها 127 ألف دولار لكل تذكرة على متن الكبسولة Céleste، التي ستسافر فوق الأرض في رحلة مدتها ست ساعات. ستستغرق الرحلة ثلاث ساعات في أعلى نقطة، بحسب الشركة الفرنسية، لتوفر مناظر استثنائية للكوكب وحافة الفضاء ثم تعود مرة أخرى إلى الأرض.

ابتكر الكبسولة الفضائية المكونة من ثلاث مقصورات المصمم جوزيف ديراند الذي يقول إنها "أصغر فندق قائم على الخبرة" في العالم. ويضيف ديراند: "يدور التصميم حول التجارب، وهذه التجربة ستعيد تسكيل حياة الناس. آمل أن يعود ضيوفنا إلى الأرض بآفاق جديدة تجاه كوكبنا الثمين وكيفية حمايته بشكل أفضل".

ولم تكشف زيفالتو بعد عن أي معلومات حول هوية الطاهي، لكنها قالت إنها نفذت ثلاث رحلات تجريبية.

تحتوي كبسولة سيليست، التي تبلغ مساحتها 215 قدمًا مربعة، والتي تقول زيفالتو إنها أكبر كبسولة بين سفن الفضاء، على نوافذ بعرض 10 أقدام عبر ثلاث حجرات، كل منها يستوعب راكبين. يقول ديراند: "هذه نسخة مختصرة من الفخامة الفرنسية".

مناطيد تتنافس على الارتقاء بمعاني الرفاهية على متنها

Zephalto

شركة سبيس برسبكتيف

كذلك تسعى شركة سبيس برسبكتيف Space Perspective الأمريكية المنافسة، التي تخطط أيضًا لإطلاق كبسولة الفضاء التجارية نيبتون Neptune في أواخر عام 2024، إلى  الإتيان تصميم داخلي فاخر، بما في ذلك تصميم صالة مفتوحة تضم كراسي للطيار وسبعة ركاب، مقابل 125 ألف دولار لكل منهم، مع توفر خدمة الواي فاي. وتتميز الكبسولة بنوافذ كبيرة توفر إطلالات استثنائية.

وقد أعلنت الشركة الأسبوع الماضي عن حمام جديد يسمى "Space Spa" مع نوافذ خاصة به. وقالت جين بوينتر، المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك للشركة في بيان: "أحد الأسئلة التي نتلقاها عندما يعلم الناس أن رحلاتنا الفضائية تستمر ست ساعات هو ما إذا سيتوفر مرحاض". "الإجابة هي، بالطبع نعم".

وقالت بوينتر إن الحمام مصمم كي يكون مكانًا يمكن للمسافرين من خلاله تقييم رحلاتهم الفضائية. وأضافت "إن وجود مرحاض مناسب ومصمم بشكل جميل يسهم بشكل كبير في التجربة الفريدة التي نقدمها والتي يسهل الوصول إليها".
تقول الشركة إنها باعت أكثر من 1600 تذكرة، أي ما يعادل حوالي 200 مليون دولار من المبيعات. ومقارنة بأكثر من 600 فرد سافروا إلى الفضاء، فإن مبيعات سبيس برسبكتيف تعطي فكرة عن الحجم الذي يتوقع تجار مناطيد السياحة الفضائية تحقيقه بمجرد تشغيلها.

شركة ورلد فيو

وقال ريان هارتمان، مؤسس شركة ورلد فيو World View ومقرها أريزونا: "على نطاق واسع، نتوقع القيام بما بين 500 إلى 700 رحلة سنويًا". وأضاف هارتمان إن الشركة تصنع حاليًا مناطيد فضائية للبحث العلمي، لكنها تخطط لإطلاق منطاد وكبسولة ورلد فيو الخاصة بالسياحة الفضائية في العام المقبل.

وقال هارتمان: "ما نبيعه هو المناظر، لذا يجب أن تكون النافذة مثالية"، وهو ما يعكس هوس منافسيه بتقديم أفضل نظرة على الأرض، مضيفًا "لديك الوقت لاستيعاب كل ما تراه. سترى النهار يتحول إلى ليل، وسترى الطقس يتشكل".
لم تعلن شركة ورلد فيو عن كثير من التفاصيل عن الكبسولة التي تتسع لثمانية أشخاص. لكن رحلاتها متاحة مقابل 50 ألف دولار فقط للتذكرة الواحدة، أي أقل من نصف سعر التذكرة الأخرى. 

وقالت الشركة العام الماضي إن مبيعات التذاكر الأولية تجاوزت 1000 تذكرة، عبر سبع نقاط إطلاق تشمل جراند كانيون، والأمازون البرازيلي، وسيرينغيتي في كينيا، وسور الصين العظيم في الصين، وأهرامات الجيزة في مصر.