قلّة من السيارات في العالم تحظى بالشهرة التي امتلكتها سيارات لامبورجيني، إذ ترادف اسمها مع السرعة منذ اللحظة الأولى لظهور الثور الهائج في حلبات السباقات. 
ورغم هذا، فإن شركة لامبورجيني وسياراتها تحمل بداخلها العديد من المفاجآت التي تبرر إرثها العريق وشغف العالم بها، وفي مقدمتها مجموعة من الأسرار حول حياة فيروتشيو لامبورجيني الذي ولد وسط حقول العنب الإيطالية. 

من المعدات الزراعية إلى تحدي فيراري

نشأ فيروتشيو لامبورجيني وسط عائلة من مزارعي العنب، وفي ذاك الوقت، كان من المتعارف عليه أن يستمر لامبورجيني في عمل الأسرة بين كروم العنب، ولكن حبه المفرط للميكانيكا والمحركات دفعه إلى جزء آخر من الأعمال الزراعية، وهو العمل على بناء المعدات الزراعية المختلفة. وبفضل مهارته الفائقة، فإن معداته حققت نجاحًا باهرًا أوصله إلى ذروة النجاح والثروة.

وفي ذلك الوقت، كانت فيراري تتربع على عرش القوة في عالم السيارات الرياضية من دون منافس، لذلك اتجه فيروتشيو لامبورجيني بلا تردد لاقتناء إحدى سيارات فيراري. ولكن بعد فترة من الاستخدام، شعر لامبورجيني بأن السيارة ليست على ما يرام ولا تعمل كما ينبغي لها أن تعمل، ومن ثم قرر أن يتجه إلى مارانيلو لمقابلة الرجل المسؤول عن أقوى سيارات العالم، إنزو فيراري

المقابلة بينهما لم تجر كما توقع لامبورجيني، إذ جاء رد فيراري بأن منافسه الذي كان على وشك الولادة لا يعرف كيف يقود سيارات فيراري الخارقة. ورغم أن هذا الرد كان شائعًا من فيراري على كثير من منتقديه في تلك الفترة، إلا أن فيروتشيو لامبورجيني لم يكن شخصًا عاديًا، لذلك قرر أن يبني السيارة الرياضية الأفضل في التاريخ ليكون الجميع قادرًا على قيادتها من دون صعوبة. وبعد عام واحد، ولدت شركة أوتوموبيلي لامبورجيني ومعها بدأت ثورة السيارات الرياضية. 

اختار فيروتشيو الثور الهائج رمزًا لشركته الجديدة، وذلك بسبب تعلقه الشديد برياضة مصارعة الثيران الإسبانية ولأنه هو من مواليد برج الثور أيضًا. 

كادت أن تفلس 

رغم أن لامبورجيني اليوم هي إحدى شركات السيارات الرياضية الأكثر شهرةً حول العالم، إلا أنها كادت أن تفلس وتختفي تمامًا بين عامي 1970 و1980، إذ انخفضت مبيعاتها إلى 450 سيارة فقط في العام، وهو الأمر الذي وضعها تحت الحراسة القضائية في عام 1977. 

ولكن تدخل كرايسلر ساهم في إنقاذ الشركة وإيصالها للمرحلة التي أنتجت فيها كونتاش Countach ثم ديابلو Diablo، ما أنقذها من الإفلاس. وبعد ذلك انضمت الشركة إلى مجموعة فولكس فاجن في عام 1998 لتبدأ رحلة من النجاح حتى يومنا هذا. 

السيارة Countach

Lamborghini

الطراز الأول لم يصل إلى الإنتاج واسع النطاق 

ظهرت أولى سيارات الثور الهائج تحت شعار أوتوموبيلي فيروتشيو لامبورجيني، وهي 350 GTV الاختبارية. ورغم أنها أولى سيارات الشركة، إلا أنها لم تخرج من الطور التجريبي لتصبح طرازًا نهائيًا بسبب تحديات ميكانيكية. 

السيارة الاختبارية حصلت على اسمها من مواصفاتها، إذ كانت تأتي بمحرك V12 بسعة 3.5 لتر، وهو الأمر الذي منحها رقم 350، فيما حروف GT ترمز إلى كونها من فئة مركبات التجوال الفاخر Grand Tourer والحرف V يشير إلى الكلمة الإيطالية Veloce التي تعني السرعة. 

تخلفت السيارة عن دخول خطوط الإنتاج لأن ألواح الهيكل الخارجية لم تكن كافية لتغطية المحرك، ومن ثم لم تكن المركبة مناسبة للقيادة على الطرقات، وهذا ما جعلها تتحول إلى سيارة اختبارية. ولكن بعد عام واحد، أي في عام 1964 ولدت سيارة 350 GT التي اقتصر إنتاجها على 120 نموذجًا فقط. 

قطيع من الثيران المقاتلة 

حازت لامبورجيني مكانتها وسط قطاع السيارات الرياضية الفائقة عند كشفها عن طراز ميورا Miura في معرض جنيف للسيارات عام 1966، إذ كانت هذه السيارة في وقتها مركبة ثورية مع محرك مثبت في منتصف الهيكل، ما كرسها أول سيارة خارقة من لامبورجيني. 

استمدت Miura اسمها من سلاسة شهيرة من الثيران الإسبانية المقاتلة، واستمرت رحلتها لسبع سنوات شهدت إنتاج 770 نموذجًا قبل أن تنتهي الرحلة في عام 1973 لتظهر سيارة أخرى من لامبورجيني تحمل اسم Urraco الذي يعني الثور الصغير. 

وكانت Urraco سيارة رياضية صغيرة تسع 4 ركاب وهي إحدى طرز لامبورجيني الأكثر أهمية في التاريخ، وهذا لأنها مثّلت بداية ظهور السيارات منخفضة السعر من الشركة، وبعدها جاءت Silhouette ثم Jalpa و Gallardo وأخيرًا هوراكان Huracán التي ما زالت تباع حتى يومنا هذا. 

وتعد هوراكان من سيارات لامبورجيني الأكثر نجاحًا، إذ حطمت السيارة رقم غالاردو القياسي في المبيعات بعد مضي 5 سنوات فقط من إنتاجها. 

طراز ميورا Miura

Lamborghini

السائق أولاً 

قدمت Huracán Evo منظومة قيادة ذكية جديدة تركز على القائد أولًا تدعى Lamborghini Dinamica Veicolo Integrata، وهي تعتمد على تقنية ذكية تجمع المعلومات عن أسلوب القيادة من وحدة المعالجة الرئيسة في السيارة مع مراقبة السائق، وهو ما يساعدها على توقع الخطوة المقبلة من السائق لتتمكن من الاستجابة للأوامر في الوقت المناسب والدفع بالقوة الكاملة للسيارة في وقت قياسي. 

نموذج Huracán Polizia.. حتى لا يهرب المجرمون 

تعتمد الشرطة الإيطالية على سيارات Huracán Polizia التي تعد نسخة مخصصة من سيارات هوراكان Huracán بشعار الشرطة الإيطالية لمراقبة الطرق السريعة حول المدن، كما أنها تستخدم في نقل الأعضاء والدم في الحالات القصوى التي تتأثر بالوقت المستغرق في عملية النقل، كما توجد سيارة أخرى مستخدمة في شرطة دبي من الطراز نفسه ولكن تحمل شعار شرطة دبي. 

سيارة أفنتادور Aventador

Lamborghini

Aventador SVJ.. أقوى سيارات لامبورجيني 

تحمل سيارة أفنتادور Aventador في طرازها القياسي قوة مفرطة، إذ تأتي بمحرك V12 بسعة 6.5 لتر يعمل بالسحب الطبيعي ويتمايز بهديره المزلزل. وحتى تعزز الشركة من قوة السيارة ومكانتها، قررت أن تقدم طرازًا أكثر قوة تحت اسم SVJ الذي يرمز إلى Super Veloce Jota ويعني سيارة السباقات خارقة السرعة. وكونها مخصصة للسباقات، فإن الشركة لم تصنع منها إلا 900 نموذج. 

تمتلك السيارة قوة تصل إلى 759 حصانًا مع قوة عزم دوران تساوي 719 نيوتن متر، ما يجعلها قادرة على التسارع إلى 100 كيلومتر/الساعة في 2.8 ثانية فقط وتحقيق سرعة قصوى تتجاوز 350 كيلومترًا/الساعة، وهو الأمر الذي مكنها من التفوق على سيارة بورشه الرائدة 911 GT2 RS في حلبة نوربورغرينغ-نوردشلايفه لتحقق زمنًا قياسيًا في الدورة عند 6:44 دقيقة. 

طراز أوروس Urus

Lamborghini

أكثر سياراتها مبيعًا هي SUV 

في عام 2017، كشفت لامبورجيني عن طراز أوروس Urus الرائد الذي يعد أول سيارات الشركة من نوع SUV والذي حقق نجاحًا باهرًا حول العالم بفضل إمكانياته الهائلة، إذ تعد السيارة مجهزة لقهر الكثبان الرملية وحلبات السباق أيضًا. وعندما صدرت أوروس في 2019 تمكنت لامبورجيني من بيع أكثر من 5 آلاف سيارة في وقت قياسي، لتتحول هذه المركبة بعد ذلك إلى سيارة الشركة الأكثر مبيعًا. 

ورغم أن الإصدار الأول من سيارة لامبورجيني أوروس كان يحمل محرك V10 بسعة 5.2 لتر في قلبه في أثناء الكشف عنه في معرض بكين للسيارات، إلا أن الشركة قررت في النهاية التخلي عنه واستخدام نسخة معدلة من محرك أودي V8 سعة 4.0 لترات ذي التنفس التوربيني المزدوج، وهو قادر على إنتاج قوة تساوي 641 حصانًا.