انقضت الدورة التاسعة والعشرون من معرض دبي العالمي للقوارب التي انعقدت على مدار 5 أيام في ميناء دبي هاربر، وشهدت حضور أكثر من 1000 شركة عالمية ومحلية ناشطة في عالم الإبحار استعرضت أحدث ابتكاراتها التي ستؤثر على النقل البحري خلال سنة 2023 وما بعدها.
على مر أيام المعرض، استُعرضت ابتكارات كثيرة، بما في ذلك مجموعة من اليخوت والزوارق الفارهة، التي تجاوزت قيمتها مجتمعة أكثر من 2.5 مليار درهم. كما شكل المعرض منصة لإطلاق أكثر من 50 منتجًا جديدًا محليًا ودوليًا. وقدد عزز المعرض بذلك مكانة دبي بوصفها واحدة من أهم الوجهات العالمية لهواة الإبحار والرياضات المائية. وفيما ضم المعرض كثيرًا من الأحداث المهمة، أضاء على عدد من التوجهات التي ترسم وجه مستقبل القطاع البحري.
قطاع اليخوت مازال في أوج تألقه عالميًا
تشير التوقعات العالمية إلى أن قطاع اليخوت سيشهد نموًا واسعًا خلال الأعوام المقبلة، إذ يتوقع بأن تتجاوز مبيعاته أكثر من 47 مليار دولار بحلول 2027 مع توقعات بنمو قطاع اليخوت الكهربائية في عام 2031 ليصل إلى 16.6 مليار دولار، وهو الأمر الذي أثبتته المبيعات أيام المعرض.
شكل المعرض فرصة لا تعوض لممثلي الشركات العالمية الرائدة في صناعة اليخوت والقوارب للاقتراب من زبائنهم وعرض منتجاتهم بشكل مباشر وحيّ. على سبيل المثل، نجح وسيط شركة سان لورينزو Sanlorenzo لليخوت الإيطالية في بيع ثلاثة يخوت تتجاوز قيمتها معًا 390 مليون درهم إماراتي، وكذلك كان الحال مع شركة Yacht 1 التي تعد وكيلاً رسميًا لمجموعة من أهم صنّاع القوارب، إذ تمكن من بيع 5 يخوت يقدر ثمنها بحوالي 78 مليون درهم.
وكان من الأمور اللافتة أيضًا انتشار طلبات التخصيص بشكل غير مسبوق، إذ سعى كثير من المالكين الجدد إلى تخصيص يخوتهم، وذلك وفق تصريحات ميشيل توربي ممثل سان لورينزو لليخوت في المنطقة العربية.
جيل جديد من الهواة
عزز معرض دبي العالمي للقوارب نتائج مجموعة من الإحصائيات السابقة التي أظهرت ازدياد الاهتمام العالمي والمحلي بقطاع اليخوت الفارهة، ودخول أجيال جديدة إلى هذا القطاع لم تكن تفكر فيه سابقًا. كما شهد متوسط أعمار المهتمين بقطاع اليخوت انخفاضا كبيرًا، إذ أصبح المهتمون باليخوت الآن أصغر بمقدار 15 عامًا مما كانوا عليه في الماضي. وربما يعود السبب وراء ذلك إلى أن كثيرًا من الملاك الجدد كانوا من عائلات تحب اليخوت وتهتم بها.
كان الانخفاض في الأعمار ملاحظًا من مختلف ممثلي الشركات في أثناء المعرض، وهو الأمر الذي كان واضحًا في حديث فرانشيسكو بيتيا من شركة SF لليخوت، إذ صرح قائلاً: "كثير من الزبائن انتقلوا إلى دبي في العامين الماضيين، وهم يعرفون أن موسم الإبحار في دبي طويل، لذلك شهدنا تنوعًا كبيرًا في الجنسيات والأعمار".
الابتكار أولاً
أظهر معرض دبي العالمي للقوارب أهميّة الابتكار لدى الصنّاع، والأهم أنه أكد على أهميّة التوجه إلى الطاقة النظيفة التي كانت الصيحة الأهم في معرض هذا العام. وقد انعكس ذلك خصوصًا في اهتمام الزوار بـاليخوت الكهربائية التي تقدمها Sunreef ويخوت SAY المصنوعة من مواد معاد تدويرها والتي تستهلك وقودًا أقل. فقد أصبح الزبائن أكثر وعيًا بالأثر البيئي لليخوت وهم يحاولون الحد منه قدر الإمكان.
ولم يقتصر الاهتمام بالابتكار في المعرض على التقنيات المستدامة، بل امتد إلى أنظمة الملاحة القادرة على مقاومة أعتى العواصف البحرية وإيصال ركاب اليخت بأمان إلى وجهاتهم، وذلك عبر الاتصال بالأقمار الصناعية بطرق أكثر حداثة وكفاءة.