تكشف دار بوتشيلاتي عن معرض يحمل عنوان أمير صائغي الذهب Prince of Goldsmiths يلقي نظرة على ماضي الدار وإرثها.
يقدم المعرض، المقام في جزيرة جوديكا بمدينة البندقية الإيطالية والذي يستمر حتى 18 يونيو، مفهومًا إبداعيًا من توقيع وتنفيذ استوديو Balich Wonder، وهو يعيد استكشاف أثر الموضوعات الأكثر تميّزًا لإبداعات بوتشيلاتي، كما يسلط الضوء على حرفية الدار وإتقانها.
معرض أمير صائغي الذهب
منذ أن أبصرت دار بوتشيلاتي النور في عام 1919 حتى يومنا هذا، اشتهرت بصياغة جواهر قادرة على الجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل في تصاميم ذات أناقة معاصرة. ولطالما تميّزت إبداعاتها بأفضل التقنيات في صياغة الذهب التقليدية، حتى أن غابرييلي دانونتسيو، أحد أكثر الكتاب والشعراء الإيطاليين تأثيرًا في القرن العشرين، وصف ماريو بوتشيلاتي في عام 1936 بأنه أمير صائغي الذهب The Prince of Goldsmiths، مشيرًا إلى مهارته في ابتكار مآثر فنية تتخطى حدود الزمن.
إضاءة على مفهوم الكلاسيكية
في معرضها بالبندقية تعيد بوتشيلاتي استكشاف قيمة الكلاسيكية بمفهومها المطلق وأسلوبها القادر على تجاوز حدود الزمن، مع استعراض إبداعات خالدة ملؤها الجمال والمهارة.
يقول أندريا بوتشيلاتي، المدير الإبداعي والرئيس الفخري للدار: "توفر الكلاسيكيات متعة إعادة الاكتشاف، وتستحضر عوالم خالدة من الأناقة والفن والطبيعة، وإعادة تفسيرها تعني إعادة تفسير التقاليد والأشكال وإعطاءها مظهرًا حديثًا. هذا هو الهدف من المعرض، وهو هدف شكلّ قيمة مضافة بالنسبة لنا، خصوصًا من خلال استضافة هذا الحدث في مدينة البندقية. الكلاسيكيات هي جسر ممتد بين الماضي والمستقبل، والدليل الأكيد على أصالة الأسلوب الذي سيستمر مواكبًا الأوقات القادمة".
يرسم المعرض طريقًا تظهر أهم الإبداعات من الجواهر والفضيّات، متوقفًا عند الأحداث والاقتراحات المهمة التي شكلت تاريخ الدار. وقد اختارت بوتشيلاتي إقامة هذا الحدث في البندقية، التي لطالما كانت من أشهر المدن وأكثرها رمزية في تقاليد صياغة الذهب. بفضل قدرتها على الاحتفال بكل ما هو قيّم وعريق، تثبت مدينة البندقية أنها المكان المثالي لاستضافة المعرض، المتزامن افتتاحه مع بينالي البندقية للفنون Venice Art Biennale.
Buccellati
رحلة إلى بداية القرن العشرين
تقول أمينة المعرض ألبا كابيلييري، أستاذة تصميم الجواهر في كلية الفنون التطبيقية في ميلانو: "هذا المعرض آلة زمنية رائعة تحملنا في رحلة عبر السنين إلى بداية القرن العشرين، الحقبة التي قام فيها ماريو بابتكار قطع من الجواهر الراقية لغابرييلي دانونزيو وملهميه، وصولاً إلى السبعينيات، عندما عزز جيانماريا تقنيات عصر النهضة في صياغة الذهب من خلال استخدامه ألوان جواهر الكوكتيل الفاخرة". وأضافت كابيلييري: "حتى الآن، يفسر أندريا الأوقات الحالية بأناقة معاصرة من خلال ابتكاراته من الأساور المميزة والمجموعات الناعمة. كما تؤكد لنا بوتشيلاتي أنه من دون الماضي لا يوجد مستقبل".
فراشة بوتشيلاتي تتلألأ في 4 غرف للمعرض
يحتفل المعرض بتاريخ بوتشيلاتي، فتتداخل إبداعاته مع موضوعات وروائع الفن الإيطالي الكلاسيكي، والتي تحيا من خلال تركيبات الفيديو. تنقسم تجربة المعرض إلى أربع غرف، يقدم كل منها منظورًا حول التراث الإبداعي للدار. تشكل الفراشة القاسم المشترك وأيقونة المعرض وتحمل اسم فراشة بوتشيلاتي البندقية Buccellati Venice Butterfly، وقد ابتكرت لهذه المناسبة، لتكون دليلاً يوجه كل قسم بدءًا من الغرفة الأولى حتى الغرفة الأخيرة. تجسد الفراشة روح بوتشيلاتي، وتمثل نموها في خطوات متطورة مختلفة.
ترحب الغرفة الأولى التي تحمل عنوان The Buccellati Generations بالزوار في جو من التصميم الراقي والدقيق، تظهر بها أجيال بوتشيلاتي الواحد تلو الآخر وتتألق على أجنحة الفراشة. يتبلور هذا العرض مجسدًا تطور أسلوب بوتشيلاتي على مدى قرن من التاريخ، ويؤكد التطور الإبداعي المستمر والإرث الفنيّ للعائلة التي قادت الدار بمهارة على مرّ السنين.
Buccellati
تكشف الغرفة الثانية التي تحمل عنوان Manmade Wonders، عن إبداعات فضيّة ثمينة تلخص الأناقة المميزة للقرن العشرين، بما في ذلك الصناديق الصغيرة وحقائب اليد، وكلها شهادات على براعة الدار. زادت هذه الإبداعات المقدامة من تألق وثراء منازل وخزائن ملابس السادة والسيدات وانتشرت من إيطاليا إلى مختلف أنحاء أوروبا منذ القرن الثامن عشر.
استلهامًا من الفنون الإيطالية، ومن العناصر الزخرفيّة التي تزين الهندسة المعمارية في عصر النهضة ومن غنى الأقمشة المزركشة، حاول ماريو بوتشيلاتي أولاً ثم جيانماريا بوتشيلاتي ابتكار روائع صغيرة، مصنوعة بعناية فائقة ومهارة لا تضاهى. كان غابرييل أحد أشد المعجبين بفن بوتشيلاتي، فطلب صنع مئات القطع من الجواهر والفضيات التي تزين مقر إقامته في فيتوريالي، وأحيانًا لتكون هدايا لأصدقائه المقربين.
Buccellati
تعرض الغرفة الثالثة التي تحمل عنوان Natural Wonders، الروائع الفضيّة الفريدة التي تعكس أسلوب بوتشيلاتي الذي يتميّز بما كان يشار إليه في عصر النهضة باسم Arte Sottile، أو فن البراعة في صناعة الفضّة. يجسد هذا الملاذ الإبداعات المستوحاة من الطبيعة وبراعة حرفيي بوتشيلاتي في التقنيات القديمة، مثل النقش والإزميل، وفي ابتكار روائع تحتفي بالحيوانات والنباتات وأوراق الشجر والبراعم والأصداف والمخلوقات المترفة، بما في ذلك القشريات، والحيوانات ذات الفراء التي أعيد ابتكارها ببراعة باستخدام تقنية Furry.
إن التنوع والسعي وراء الجمال من أولويات الدار، سواء أكان ذلك في الجواهر أم الأدوات المنزلية. وتمتزج الأحجار شبه الكريمة مع الفضة في إبداعات راقية، بينما يجري الجمع بين مواد مثل الخيزران وقرون الحيوانات، والبورسلين وزجاج المورانو لتكوين أشكال منحوتة ذات أناقة استثنائية.
Buccellati
تنبض الحياة داخل الغرفة الأخيرة التي تحمل عنوان The Gallery of the Icons بالقطع الأيقونية لدار بوتشيلاتي، التي تتحول إلى أعمال فنيّة أصيلة في معرض أبيض بالكامل يكاد يكون غير متناهٍ. وتميّز المكان سلسلة من الأعمدة ذات الطراز الكلاسيكي الجديد، زينت في صفين متوازيين ومتقابلين، لخلق تأثير بصري مضاعف. في هذه البيئة السريالية، تعرض الإبداعات في قسم شفاف، في الأعمدة على مستوى العين، كما لو كانت كائنات عائمة، لتوفير لمحة مميزة عن الابتكارات الأيقونية لمختلف أجيال عائلة بوتشيلاتي.
Buccellati
تعرض الأعمدة الأربعة في وسط الغرفة التقنيات الرئيسة الأربع المميزة للدار وهي التول Tulle، والدانتيل Lace، والنقش Engraving، والسلسلة Enchainment، التي تحول الذهب إلى سطح نابض بالحياة في استحضار لقوام أرقى الأقمشة، مثل الدانتيل والتول والتطريز، مع أصالة جمالية لا مثيل لها. وفي الأعمدة الجانبية، يمكن للمرء الاستمتاع بإبداعات أيقونية مثل قلائد Ombelicali الطويلة وخواتم Eternelle وجواهر Cocktail الاحتفالية الراقية. بينما تعرض مجموعات مثل Macri وHawaii وtoilée وOpera في الأعمدة المقابلة، في احتفال بالجمال الطبيعي ذي التفاصيل الراقية والأناقة التي لا يحدها زمن.