الموهبة الفطرية لإيلي صعب

وُلد إيلي صعب Elie Saab عام 1964 ونشأ في الدامور إحدى ضواحي بيروت الساحلية لتاجر أخشاب وربة منزل، وهو الأكبر بين خمسة أبناء. بدأ شغفه بالأزياء في سن مبكرة، إذ بدأ بقص الستائر وقماش الموائد لصنع فساتين أنيقة لشقيقاته. وكان صعب يرسم بأوراق الصحف الباترونات ثم يبحث عن الأقمشة الموجودة في خزانة والدته، ليعلِّم نفسه الخياطة حين كان في سن التاسعة فقط، وسرعان ما أعجب الجيران بإبداعاته، فصار يصمم  فساتينه لجاراته وبيعيها لهن.

وتدريجيا امتلك صعب شبكة صغيرة من الزبائن المخلصين، وبدأ في بيع تصميماته المتميزة للنسوة في الحيّ الذي كان يسكن به. وحين بلغ الثامنة عشرة من العمر، كان يخيط الأزياء لأصدقائه في بيروت.

تحديات وصعوبات واجهت علامة إيلي صعب

كان لإيلي صعب من اسمه نصيب، فواجه صعوبات شديدة في بلده الأم وتغلب عليها. فرغم اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 التي شردت كثيرا من الناس، بما في ذلك عائلة إيلي صعب، وبينما كان معظم التجار يهربون بتجارتهم بحثا عن مواطن آمنة مستقرة، آب إيلي صعب إلى لبنان عام 1982 متحديا الظروف حاملا أمله ومعتمدا على موهبته ليؤسس أول مشغل أزياء له في بلده بيروت ويطلق علامته التجارية الخاصة ويقدم أول عرض علني، حتى ذاع صيته.

ونظرا لأن تصميمات إيلي صعب استوحيت من سحر الزخرفة الغربية ورُقي الذوق الشرقي، فقد حظي بشهرته لدى العائلات الملكية في الشرق الأوسط وانتشر اسمه إلى ما وراء بيروت. وقد حاز معجبين من كلا العالمين الغربي والشرقي ومن جميع أنحاء العالم نساء وأطفالا، وخصوصًا في مجال تصميم فساتين الزفاف. وسرعان ما بزغت علامته لجذب المجتمع الراقي.

حياته الشخصية

تزوج إيلي صعب زوجته كلودين في يوليو 1990، وكانا قد التقيا عندما كانت والدتها في زيارة لأحد محلاته، وأنجب منها ثلاثة أبناء: إيلي جونيور وسيليو وميشيل.

أميرات يتألقن بتصميماته

تشمل قائمة أهم الشخصيات التي ارتدت فساتين من تصميم إيلي صعب الملكة رانيا العبد الله وأميرة السويد فيكتوريا ودوقة لوكسمبورغ ستيفاني. أما أبرز ما يميز الفلسفة الإبداعية لهذا المصمم العالمي، فهو الجمع بين القصات الغربية والزخارف الشرقي في ابتكارات تعكس نبلاً أنثويًا بالغًا فيما تنأى عن أي بهرجة.

قفزات ناجحة في حياة إيلي صعب

قفزت علامة إيلي صعب Elie Saab عدة قفزات كبيرة ناجحة، أولها عندما دُعي ليصبح عضوا في الغرفة الوطنية للأزياء الإيطالية. عُرضت حينها تصميماته الفارهة لأول مرة خارج لبنان في روما لمدة ثلاث سنوات متتالية، ثم انتقل بعدها لعرض مجموعته في باريس عام 2000.

كما افتتح صعب متاجر عدة في مدن الموضة والأناقة، لندن ونيويورك وباريس، حيث تقدم مجموعات الأزياء الراقية الخاصة به حتى الآن. كما وضع بصمته في عام 2002 على مسرح الموضة العالمي بعد كشف الستار عن دار أزيائه في باريس، إذ تلألأت أزياء إيلي صعب المطرزة يدويا في إطار خيالي ساحر وراق على مسارح باريس.

بعد ذلك بوقت قصير، وتحديدا في عام 2003، كانت القفزة والنقلة الكبيرة الثانية لإيلي صعب عندما دُعي من قبل الجمعية الفاخرة لمصممي الأزياء في باريس ليكون عضوًا بها، وبدأ وقتها في تقديم أربع مجموعات سنويًا للأزياء الراقية.

أما القفزة الثالثة فكانت عام 2005 إذ بني مبنى من خمسة طوابق حيث يقع محترفه في بيروت، ومن ثم أطلق اسمه على إصدارات عدة، مثل مجموعة عطور إيلي صعب Elie Saab.

أرقى عطور إيلي صعب Elie Saab

هذه الطريقة الخيالية في تفكير إيلي جعلت إبداعه لا يقتصر على عالم الأزياء فقط، بل انتقل ليصنع في عالم العطور اسما رنانًا. صُممت عطور إيلي صعب لترضي الأذواق الرفيعة، على ما تشهد ابتكارات مثل Essence No. 3 Ambre الغني بنفحات العنبر، والباتشولي، وخشب الصندل، أو عطر Essence No. 10 Amande Tonka الذي يغلب عليه عبق خشبي قوي  يتداخل مع رائحة اللوز المر وفول التونكا.

من الأزياء والعطور إلى عالم البحار والمنازل

كان لتصميم اليخوت حظٌّ من تصميمات إيلي صعب الثريَّة. ففي عام 2010 اتسعت أعماله اتساعا مختلفا فأطلق أول يخت فاخر من تصميمه حمل اسم ES117، وكان ذلك بالتعاون مع شركتي ويفز كوتور (Weyves Couture) وأوشيانكو (Oceanco).

وبعد تسعة أعوام أعلن إيلي صعب في أبريل من سنة 2019 عن وضع بصمته الخاصة في عالم التطوير العقاري من خلال مشاريع شراكة لتصميم المساحات الداخلية لوحدات سكنية بالغة الفخامة، بدءًا من مشروع التعاون الذي بدأه مع شركة إعمار لتصميم شقق البنتهاوس الفاخرة في برج غران بلو  ضمن مشروع إعمار بيتش فرونت. كما يقدم إيلي صعب العديد من الأفكار الراقية المختارة لنخبة الأثرياء في مجال الديكورات الداخلية المتميزة.