مشغل الأسطوانات Sondek LP12-50

تشبه مشغلات الأسطوانات الأكثر تطورًا المنحوتات الحركية البديعة، لكن مشغل Sondek LP12-50 الذي تكتفي الشركة بطرحه في 250 نموذجًا، يتمايز بالرصانة والأناقة والبساطة، وهي السمات الجمالية نفسها التي تألق بها الطراز الأصلي. تختلف أسطوانات الفينيل عن التسجيلات الرقمية، فهي قابلة للتلف وتتطلب الرعاية والصيانة.

وتنطبق هذه السمات على مشغل LP12 بالغ التعقيد، ذلك أنه قطعة هندسية ميكانيكية مصنوعة يدويًا في منشأة لين الواقعة في مدينة غلاسكو الاسكتلندية. على غير ما هو عليه حال المشغلات المنتجة بكميات كبيرة في خطوط التجميع، يتفّرد جهاز LP12 بكونه ابتكارًا تتركز فيه جهود حرفي واحد على تجميع مكوّناته واختبارها وتوضيبها، ويتجلى هذا القدر الكبير من الاهتمام في السعر الذي يبلغ 60,000 دولار أمريكي.

يقول غوردون إنش، معدّ المواد التدريبية في الشركة وسفيرها، إن لين "شركة هندسية تتخصص في تطوير التجهيزات الصوتية عالية الدقة". ويقودنا إنش هنا في جولة تلقي الضوء على دورة حياة منتج لين المتمايز.

1- كتلة صلبة 

تعتمد جودة مشغلات الأسطوانات على جودة قواعدها، لذلك طورت شركة لين مادة تسمى Bedrok لتكون قاعدة هذا الإصدار المحدود. قبل اتخاذ هذه المادة هيئتها النهائية، تكون في البداية صفائح من خشب الزان، ثم تخضع للضغط حتى تُصبح كتلة صلبة وثابتة.

بعدها، تستخدم الآلات في قطع هذه الكتلة وفق شكل يسمح باستيعاب المكوّنات الأخرى. وفي هذا يقول غوردون إنش: "تتجلى وظيفة مادة Bedrok في الحيلولة دون إصدار الصدى، ما يتيح لأجزاء المشغل البارزة أداء عملها على أكمل وجه".

2- مفتاح مبتكر 

أضفى جوني آيف لمسةً تصميمية مميزة على هذا المشغل، تمثلت بمفتاح يتيح تشغيل الجهاز وإيقافه وضبط سرعته. كانت مفاتيح المشغلات القديمة تشبه مفاتيح الإنارة، غير أن المفتاح الجديد مصنوع من الألمنيوم الصلب بوساطة مخرطة ويتخذ هيئة تتماشى مع القاعدة. بدلاً من إصدار نقرة طفيفة، يتمايز تصميم آيف بطابع شاشات الهواتف الذكية التي تعمل باللمس. 

3- محامل فولاذية

للمحامل التي تصنعها شركة لين، وهي المكوّنات التي تتيح لقرص مشغّل الأسطوانات الدوران بسلاسة، دور رئيس في تحقيق جودة أداء جهاز LP12، لهذا يُصوّر شعار الشركة رسمًا خطيًا لأحد هذه المحامل. صيغ الطراز الأحدث من هذا المحمل، باسم Karousel، من الفولاذ المتين المقاوم للصدأ، وهو ينتصب على قاعدة مستديرة مصقولة بعناية ومصنوعة من الفولاذ المعزز عالي التكوين الكربوني.

4- قرص منضبط  

يتألف القرص الذي يحتضن أسطوانات الفينيل الدوّارة من قطعتين، كلتاهما مصنوعتان من معدن الزنك الثقيل المسمى زاماك Zamak. يسهم ثقل هذا المعدن في تثبيت الأسطوانة، في حين تؤدي القطعتان اللتان تؤلفان القرص دور حاجز مانع، إذ يلغي التفاعل الدقيق بينهما الرنين الصادر عن كل واحدة منهما. ويتمايز القرص بدرجة مطلقة من التسطيح بفضل تصميمه الدقيق، لأن أي ميلان في سطحه، حسبما يقول إنش، قد يُسهم في "تغيير سرعة القراءة".

5- بصمة شخصية 

من التقاليد الثابتة في شركة لين أن يُنقش اسم الشخص الذي صنع المشغّل بالليزر على لوحة مثبتة بالنموذج النهائي. في هذه الحالة، تشتمل اللوحة أيضًا على تفاصيل تشير إلى التعاون مع شركة لاف فروم، بالإضافة إلى رقم النموذج.

6- تناسق دقيق 

قد يكون أدق عنصر في هذا الجهاز هو الذراع اللاقط، الذي يعلّق الإبرة فوق أسطوانة الفينيل. يستغرق إنتاج ستة أذرع لاقطة ثلاثة أيام كاملة، لأن هذه العملية تتطلب مستوى من الدقة والتناسق اليدوي البصري "قد يدفع بعض الناس إلى الجنون"، على ما يقول غوردون إنش. يشتمل كل ذراع على 74 مكوّنًا منفردًا، بعضها يبلغ حجمه ملليمترًا واحدًا فقط أو ملليمترين. 

7- سرعة ثابتة

تُعد لين من شركات التجهيزات الصوتية القليلة القادرة على إنتاج المعدات الإلكترونية داخل منشآتها. وخير مثال على ذلك وحدة التحكم في المحرك Radikal التي صُممت بقصد ضبط سرعة دوران القرص.

تجمع هذه الوحدة البيانات من أجهزة الاستشعار البصرية ومقياس سرعة الدوران المدمج، لكي تُبقي سرعة دوران الأقراص ثابتة عند 33.3333 دورة في الدقيقة في حالة التسجيلات الطويلة (أو 45 دورة في الدقيقة في حالة التسجيلات القصيرة). فحتى الاختلافات الدقيقة في سرعة الدوران قد يكون لها أثر بالغ في جودة النغم المنبعث من الأسطوانة.
 

8- شحن وتركيب 

إن مكوّنات هذا المشغل حساسة للغاية، ولذلك تُشحن أجزاء الجهاز إلى مقتنيه من دون تركيب. يتكفل إنش بتجميع أجزاء الجهاز في السوق المحلي، ولكن في الحالات الأخرى، يتعهّد بهذه العملية شركاء العلامة المدربون على نحو خاص والذين يمتلكون خبرة في تركيب الأنظمة الصوتية المنزلية.

9- جاهز للاستعمال والتوريث 

أصبح المنتج جاهزًا لتشغيل الموسيقا، وعندما يحين الوقت المناسب، سيكون جاهزًا أيضًا للتوريث. يتذكر إنش لقاءه في سياتل بشخص يمتلك مشغل LP12. كان هذا المشغّل مشبعًا بالخدوش والرقائق الإلكترونية والفراغات المنزوعة، ولما سأله إنش عن سبب احتفاظه به لأمد طويل (ورثه عن جيلين في عائلته)، أجاب: "قصة طفولتي مُسطّرة بأكملها في هذا المشغل".