أرض المستقبل 

لم يعد خفيًا على أحد أن نيوم، التي أعلن عنها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في أكتوبر من عام 2017، تمثّل مشروعًا متجذرًا في رؤية 2030 يهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة من حيث كونها نموذجًا عالميًا رياديًا في المجالات كافة. على أن نيوم ليست مدينة بالمعنى التقليدي للكلمة.

بل إنها تتجاوز هذا المفهوم إذ يُراد لها أن تولد عالمًا تتكامل أركانه حجرًا بعد حجر وفكرة طموحة تلو الأخرى ليصير هو المستقبل ومركز صناعة التقدّم والتغيير.

وقد أُفردت لأرض المستقبل مساحة تزيد على 26,500 كيلومتر مربع لتعادل تقريبًا مساحة بلجيكا، وتمتد بين خط ساحلي بطول 468 كيلومترًا، وقمم جبلية تحرسها من علو 2,500 متر شرقًا. 

قد يكون تخيّل المستقبل بأدق تفاصيله مهمة صعبة، لكن ما تتبناه منظومة نيوم اليوم من قيم الرعاية والتطلّع والتنوع والشغف والاحترام والتحفيز يؤسس بلا شك لإرث يجعل العالم مكانًا أفضل لأجيال المستقبل.

وفيما رصدت المملكة العربية السعودية لبناء هذه المنظومة، التي تمهّد الطريق أمام نموذج أعمال ريادي وتجارب حياة حضرية ثورية، استثمارات تزيد على 500 مليار دولار - تزامنت مع استحداث بوابة للفرص الاستثمارية والأعمال التجارية والشراكات الاستراتيجية - توضع اليوم ركائز عيش مستقبلي يدعمه 14 قطاعًا مختلفًا، من الصناعة والبناء، والعلوم التقنية والرقمية، والسياحة والترفيه، والخدمات المالية والإعلام، إلى الغذاء والتعليم والثقافة والصحة وغيرها. وفي هذا يقول المهندس نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لنيوم: "إذا أردنا حل تحديات المستقبل، فعلينا أن نواجهها اليوم، مهما بدت صعبة.

لذلك نتصدى في نيوم لأكبر التحديات التي تواجهها البشرية، عبر جذب نخبة العقول وأفضل المواهب حول العالم، لبناء مجتمع ملتزم بإعادة تخيُّل ما سيكون عليه المستقبل المستدام خلال الأعوام العشرين إلى الثلاثين المقبلة، وبناء كل ذلك اليوم. إننا أمام مهمة لإعادة تعريف المستقبل الآن، لذلك فإن أبواب الاستثمار مفتوحة اليوم في نيوم". 

وعلى ما يليق بتجربة حياة مستقبلية تحقق التميز لمجتمع نيوم في مختلف المجالات، وتجعل منه محركًا اقتصاديًا (يتوقع أن تخلق نيوم أكثر من 100 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030)، يتبنّى هذا المشروع الطموح نموذجًا مثاليًا للاقتصاد الدائري والتقنيات المتقدمة (فكّر مثلاً في الحلول غير التقليدية للنقل مثل المركبات ذاتية القيادة والطائرات بلا طيّار، والتعليم عن بعد، والتقنيات الجديدة لإنتاج الأغذية وتصنيعها).

 على أنه أيضًا نموذج مثالي لبناء مستقبل مستدام. فالمشاريع العمرانية التي رُصدت لنيوم ستضمن حماية 95% من البيئة الطبيعية للموقع، أو ما سيُعرف بمحمية نيوم الطبيعية، ومنظومة مشروع نيوم بأكملها ستعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100% فيما تسعى لتحقيق الحياد الكربوني وتتوخّى إيجاد حلول لأبرز التحديات التي تواجه كوكب الأرض، وفي طليعتها التصحر، والزحف العمراني، والانبعاثات الكربونية وما شابه ذلك من تأثيرات بيئية ضارة على الأرض.

وجهة متكاملة وأربع مناطق 

في شهر يونيو من العام الفائت، دخلت نيوم في شراكة استراتيجية مع الخطوط السعودية لتسيير رحلات دولية من مطار خليج نيوم إلى وجهات مختارة، بما في ذلك رحلات أسبوعية إلى دبي، ما جسّد انطلاقة الخدمات التجارية في المطار الذي سيتيح لنحو 40% من سكان العالم الوصول إليه في أقل من 6 ساعات بسبب موقعه الاستراتيجي على مفترق ثلاث قارات.

أما ميناء نيوم، الذي يجري العمل على تطويره، فمن المتوقع أن يتحوّل إلى واحد من أكثر الموانئ المتطورة والمستدامة في العالم، وسيكون محفزًا رئيسًا للنمو الاقتصادي في المنطقة، ما يعني ضمان وصول أسرع إلى الأسواق المحلية والعالمية.  

وعلى خط مواز، تنشط حركة العمران لتنفيذ أربع مناطق ستحتضنها نيوم عبر امتداداتها الطبيعية وتضاريسها التي تتنوّع بين جبال تلبس شتاء ثوبها الثلجي الأبيض، وسهول مترامية الأطراف، وشواطئ يغازل ضياء الشمس رمالها، ومجموعة من 41 جزيرة بكرًا.

تتوزّع المشاريع على مناطق سندالة Sindalah، وأوكساچون Oxagon، وتروجينا Trojena، وذا لاين The Line، التي سيجري افتتاحها تباعًا بين عام 2024 وعام 2026. 

سندالة.. ملاذ بحري لا مثيل له  

يقول أنتوني فيفيس، الرئيس التنفيذي للتخطيط الحضري في مشروع نيوم: "ستشكل سندالة وجهة جديدة للترفيه والاستكشاف والمتعة. إننا نهدف إلى تقديم تجارب جديدة لهذا العالم، آخذين في الحسبان معايير الاستدامة والاتصال والمتعة. وإذا استطعنا تحقيق ذلك، فإن أي شيء آخر سيكون قيمة إضافية".

 وسندالة Sindalah التي يتوقع أن تشرع في استقبال أوّل زائريها في أواخر عام 2023، جزيرة في البحر الأحمر تحتكر مساحة إجمالية تقارب 840 ألف متر مربع ويجري العمل على تطويرها على نسق ملاذ تتلاقى فيه مفاتن الطبيعة البكر مع العمارة الملهمة، والتصميم المسؤول، والتقنيات المتطورة.

وتعد سندالة باستدراج مريديها إلى مباهج بحرية لا يتعجلون انقضاءها، لا سيّما إن كانوا من هواة عالم اليخوت. فالجزيرة - التي ستتيح استكشاف التنوّع الحيوي في البحر الأحمر الذي يضم أكثر من 600 جنس من الكائنات البحرية، والذي تحميه نيوم باتباع معايير صارمة للاستدامة - ستحتضن مرسى حيويًا يضم 86 رصيفًا بحريًا لاستيعاب القوارب واليخوت الفارهة، ما يكرّسها بوابة رئيسة إلى البحر الأحمر.

وفيما يتكامل المرسى مع ناد لليخوت، تتوسّع دائرة التجارب المتاحة في سندالة من خلال ناد رياضي مجهّز بأحدث المعدات، ومجموعة من المنتجعات الصحية، وناد بحري ينبض بالحيوية، فضلاً عن مجموعة من 51 متجرًا تحمل توقيع علامات عالمية، وثلاثة فنادق فاخرة، ومجموعة من المطاعم التي تحتفي بمطابخ عالمية متنوّعة.

بل إن سندالة ستكون أيضًا وجهة لهواة الغولف إذ تتيح لهم ملعبين من تسع حفر (بمعدل 70 ضربة)، أقيما على أرض بمساحة 6,474 ياردة. أما ما يزيد في تفرّد هذه الوجهة، فهو أن موقعها ومناخها يجعلان منها مقصدًا للزائرين طيلة أيام السنة. 

ثورة حضرية في ذا لاين 

وأنت تنظر إلى مخططات مدينة ذا لاين التي جرى الإعلان عنها في العام الفائت، تخال أن قدمك قد زلّت بك إلى مشهد في فيلم خيال علمي.

فالمدينة تهز قواعد المألوف في عالم التخطيط الحضري طارحة تصوّرًا ثوريًا لما ينبغي أن تكون عليه المدن في المستقبل: ستُبنى ذا لاين، التي يدور تصميمها حولها الإنسان، والتي يتوقع أن تحتضن تسعة ملايين نسمة، على مساحة لا تتجاوز 34 كيلومترًا مربعًا، لتمتد المدينة بعرض 200 متر وطول 170 كيلومترًا، وارتفاع يبلغ 500 متر فوق سطح البحر.

إنه نهج جديد في تصميم المدن، يركّز على مفهوم انعدام الجاذبية متيحًا بناء مكوّنات المدينة على نسق طبقات عمودية يتحرّك الأفراد فيها في ثلاثة اتجاهات (إلى الأعلى، وإلى الأسفل، وأفقيًا في كل جانب). وفيما يجري العمل على تصميم المدينة بأكملها رقميًا، وباستخدام أحدث تقنيات البناء وعمليات التصنيع، ستغطي واجهاتها من الخارج مرايا عاكسة تضفي عليها طابعًا متفرًدا يتيح اندماج تفاصيلها بالطبيعة المحيطة.

أما المساحات الداخلية، فيتولى فريق من المعماريين والمهندسين المشهورين عالميًا الذين يعملون مع فريق نيوم صياغة معالمها التصميمية بأسلوب مبتكر. 

وإذ تطرح هذه المقاربة حلاً لمشكلات المدن الأفقية التقليدية المنبسطة، تعد بتجربة عيش مثالية في مدينة تتباهى بمساحاتها المفتوحة على الطبيعة وتتحرر من قيود الزحف العمراني في ظل انخفاض آثار البنية التحتية فيها، وخلوها من الانبعاثات الكربونية واعتمادها بالكامل على موارد الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة الهيدروجين الأخضر.  

 أما عن نظام النقل في ذا لاين، التي ستكون خالية تمامًا من السيارات، فيقول جايلز بندلتون، المدير التنفيذي للمشروع إنه "سيكون نظامًا هرميًا. في حالة المياه، ستتجه إلى أعلى ثم أفقيًّا ولن تنتشر في مختلف الجهات مثل شبكة العنكبوت.

وهذا ما سيفعله السكان أيضًا لأن كل شيء يسير في خط مستقيم. على سبيل المثال، ستربط شبكة ذا سباين The Spine، التي تضم القطار الفائق السرعة، بين المطار الدولي وساحل خليج العقبة في 4 محطات. كما ستسمح شبكة المترو للسكان بالانتقال من مجموعة نموذجية إلى أخرى، وستتوفر ممرات نقل أفقية على 4 ارتفاعات مختلفة".

قد تكون هذه الممرات عبارة عن حجيرات متحركة أو قطار مصغّر أو حتى مصاعد أفقية، وسيكون نظام النقل فوقك بعشرة طوابق أو تحتك بعشرة طوابق ليسهل عليك استخدامه.

باختصار، ستوفر شبكة النقل العام داخل المدينة بتقنياتها بالغة التطور رحلة تقطع المسافة بين أقصى نقطتين في المدينة في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة، وسيتمكن الجميع من الوصول إلى مختلف مرافق المدينة، من أماكن العمل والمدارس إلى الحدائق والمنازل في غضون خمس دقائق سيرًا على الأقدام. كما ستعزز تقنيات الذكاء الاصطناعي مختلف الخدمات المؤتمَتة وستضمن وسائل الراحة داخل أرجاء المدينة للسكان سهولة اللقاء بأسرهم وأصدقائهم وأحبتهم. 

السياحة الجبلية من منظور مبتكر في تروجينا 

إذا كان من شاهد على ما تعد به أرض نيوم من تجربة عالمية متفرّدة تتناغم فيها الطبيعة مع التقنيات المبتكرة، فإنه قد يتمثّل على أصدق وجه في مشروع تروجينا الذي يهدف إلى استحداث وجهة عالمية تُعيد تعريف مفهوم السياحة الجبلية. 

تقع هذه الوجهة على بُعد خمسين كيلومترًا من ساحل خليج العقبة في قلب منطقة طبيعية بارتفاعات تراوح بين 1,500 متر و2,600 متر فوق سطح البحر، ومساحة تقارب ستين كيلومترًا مربعًا.

هنا ستُقام مجموعة من المنشآت والمرافق التي تتصدرها قرية للتزلج على الجليد تتيح للهواة والمبتدئين شبكة من مسارات التزلج مختلفة الصعوبات وسط بيئة جمالية آسرة تتنوّع تصاويرها بين زرقة مياه البحر الأحمر وتضاريس نيوم الجبلية وذهب الكثبان الرملية. 

على أن تروجينا ليست وجهة حصرية لهواة التزلج. بل إنها أقرب إلى عالم متكامل للسكن والترفيه، يستهدف استقطاب أكثر من 700 ألف زائر وحوالي 7,000 نسمة من السكان الدائمين في "قرية تروجينا" والقطاعات السكنية المجاورة بحلول عام 2030.

وفيما تشير المخططات إلى أن هذا المشروع سيشكل ابتكارًا هندسيًا متفردًا، تتوزّع مرافقه على ست مناطق صممت كلها بغرض تقديم أنشطة تلبي مختلف التوقعات والاحتياجات، ويجري تطويرها وفق مواصفات معمارية تراعي الاستدامة البيئية.

تقع قرية التزلج على الجليد في منطقة المرح على ارتفاع 2,400 متر. وليس بعيدًا عن المنحدر المطل على بحيرة مياه عذبة (ستميّز منطقة الوادي وتتكامل مع مساحات عامة للأنشطة والرياضات المائية والاستجمام)، سينبسط المجمّع السكني Slope Residences متباهيًا بتصميم يتناغم مع طبيعة البيئة المحيطة.

ستوفّر تروجينا أيضًا مجموعة من الفيلات الفاخرة التي تتباهى بإطلالات آسرة على الأفق الجبلي، فضلاً عن فندق The Bow الذي يبدو بتصميمه المبتكر أقرب إلى تحفة معمارية تقدّم تجربة ضيافة متفرّدة تحت سطح الماء. 

تشمل مناطق تروجينا الأخرى قرية البوّابة أو The Vault التي ستُشيّد عموديًا داخل الجبال، ومنطقة الاكتشاف المجهّزة بمرصد بتقنيات متطورة لمراقبة النجوم والأجرام السماوية، فضلاً عن محمية طبيعية تفاعلية لاستكشاف مظاهر الحياة البرية النادرة والخصائص الجيولوجية للموقع.

أما منطقة الاسترخاء، فتستهدف من خلال منتجعاتها الصحية تحقيق الرفاه الصحي. وفي هذا يقول فيليب فولت، المدير التنفيذي لتروجينا: "يُشبه برنامجنا البرامج التقليدية للصحة والرفاه، لكنه يتميز إلى جانب ذلك بتقديم علاجات طبية متطورة تعتمد على تقنيات حديثة، وبرامج للتعافي والتدريب، وتحسين الأداء البشري".

عندما تفتتح تروجينا أبوابها في عام 2026، متيحة لسكانها والزائرين خيارات وفيرة للإقامة والترفيه والتسوّق، وأنشطة موسمية تشمل خلوات لليوغا، وأسبوعًا للموضة الشتوية، ومهرجانات للسينما والفن والطعام، ومعارض فنية، وسباقات رياضية، بل مؤتمرًا حول الطب البديل، ستشكل على الأرجح وجهة عالمية المستوى للباحثين عن مباهج لا تنقضي.  

المدينة الصناعية أوكساچون

في نوفمبر من عام 2021، أعلن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن إنشاء مدينة نيوم الصناعية "أوكساچون" لتصبح أكبر تجمّع صناعي عائم في العالم. وفي تصريح بمناسبة الإعلان عن المشروع، قال سموه: "ستكون المدينة الصناعية أوكساچون حافزًا للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم خصوصًا والمملكة بشكل عام، ما يلبي طموحاتنا في تحقيق مستهدفات رؤية 2030"، مضيفًا: "ستسهم مدينة نيوم الصناعية في إعادة تعريف توجه العالم نحو التنمية الصناعية في المستقبل، جنبًا إلى جنب مع إسهامها في حماية البيئة، وخلق فرص جديدة للعمل وتحقيق النمو.

كما ستشارك أوكساچون في دعم المملكة في مجال التجارة الإقليمية، إضافة إلى دعم تدفقات التجارة العالمية في المنطقة". 

تحتل أوكساچون حيزًا كبيرًا في الجانب الجنوبي الغربي من نيوم، حيث ستتركّز البيئة الحضرية الرئيسة، التي ستضمّ غالبية سكان المدينة الصناعية، من حول ميناء متكامل ومركز للخدمات اللوجستية.

بل إن مدينة أوكساچون الصناعية ستضمن لنيوم أول نظام بيئي متكامل لسلسلة التوريد والموانئ في العالم، إذ سيجري توحيد تشغيل مرافق تسليم الموانئ والخدمات اللوجستية والسكك الحديدية بما يوفر مستويات إنتاجية عالمية مع انبعاثات كربونية صفرية.

وستسمح سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية المادية والرقمية المتكاملة بالتسليم الآمن وفي الوقت المحدد، وضمان الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة للشركاء في الصناعة. 

وإذ تسعى هذه المدينة لتقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية من خلال مساهمات رواد التغيير القادرين على إنشاء مصانع نظيفة ومعززة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يضمن تحقيق قفزة متميزة في مجال الثورة الصناعية الرابعة، سترتكز التنمية الصناعية فيها إلى سبعة قطاعات تشمل الطاقة المستدامة، والنقل المستقل، وابتكار حلول لمشكلة النقص في المياه، والإنتاج الغذائي المستدام، والصحة والرفاهية، والتقنية والتصنيع الرقمي (بما في ذلك الاتصالات وتقنية الفضاء والروبوتات)، وطرق البناء الحديثة، وكلها مدعومة بالطاقة المتجددة بنسبة 100٪.

وفي هذا يقول جوشوا ستاينر، المدير التنفيذي للتنمية والشراكات والاستثمارات: "أعمل وفريقي على مشروع هو الأول من نوعه، وهو بناء أول ميناء ومركز خدمات لوجستية متكامل تُديره شركةٌ واحدة، ويعمل وفق مخطط تشريعي واحد، وهذا يضمن تجارةً سلسلة انسيابية تمتد أذرعها إلى العالم أجمع.

ومن ضمن المشاريع الأولى من نوعها أيضًا بناء أكبر مبنى عائم بتصميمٍ ثُمانيِّ الأضلاع، إذ يتمركز نصفه فوق البحر الأحمر. وقد أتت فكرة هذا المشروع من اهتمام القائمين على نيوم بتقليل التأثير على الأرض المحيطة والساحل. أضف إلى ما سبق أننا نعمل على بناء أحد أضخم مصانع الهيدروجين في العالم والذي سيكون حجر الزاوية في الاقتصاد هنا.

ستكون أوكساچون مدينةً خاليةً من السيارات". الجدير بالذكر أيضًا أن المدينة، التي ستبدأ باستقبال المجموعة الأولى من سكانها في عام 2024، ستشكل مركزًا لمساعي مشروع نيوم الهادفة إلى تطوير ما يُعرف بالاقتصاد الأزرق من خلال الاعتماد على البحار في تحقيق التنمية المستدامة، ما يشكل شاهدًا إضافيًا على فلسفة التطوير الإبداعي والمبتكر التي تتبنّاها نيوم. 

تخيّل عالمًا من المستقبل وللمستقبل يعطي الأولوية لرفاه الإنسان الصحي والعقلي والنفسي فيما يتصدى بمنظومة من القيم المستدامة والأفكار الإبداعية والحلول المبتكرة لمشكلات تهدد حياتنا على كوكب الأرض. هكذا هي نيوم، أرض المستقبل.