عندما أعلن ولي عهد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن مشروع المملكة العملاق "نيوم"، لم يكن العالم يتصور إمكانية تنفيذ مشروع بهذه الضخامة والطموح. فهو مشروع يبدأ من الصفر ليحول الصحراء ليس إلى مدنٍ متطورةٍ فحسب، بل إلى مدنٍ مستقبلية بكل ما تعنيه الكلمة. فقد أطلقت العقول الشابة سراج خيالها، وتضافرت الإبداعات والجهود الخبيرة، تدعمها ميزانية هي الأضخم لمشروع بقيمة تبلغ تريليون دولار.
وحسب الخبراء فإنه عند اكتمال مشروع "نيوم" -الذي يضم بداخله أربعة مشروعات فريدة هي: "ذا لاين" و"سندالة" و"تروجينا" و"أوكساجون"- ستكون المملكة وولي عهدها قد قدما للعالم شيئًا متفردًا لم يُشاهد من قبل، وفكرًا عبقريًا ومختلفًا سيغير مفاهيم أساليب الحياة وتكنولوجيا البناء وهندسة المدن وتطويع الطبيعة، كما سيسهم في الحفاظ على البيئة من دون إهدار مواردها.
مشروعات بالمملكة العربية السعودية ستغير العالم
كيف ستبدو هذه المشروعات؟ وكيف ستغير رؤيتنا وطرق تعاطينا مع الحياة ومع كوكبنا؟
ذا لاين
على ما هو عليه حال مختلف مشروعات نيوم، يعد ذا لاين إبداعًا غير مسبوق في الهندسة المعمارية وأساليب الحياة الفاخرة، وهو ببساطة عمل خيالي ضخم، وتحد حقيقي لتحويل الأحلام إلى واقع ملموس، بعد أبحاث طويلة ودراسات علمية واسعة.
فالمدينة التي تقع شمال غرب المملكة العربية السعودية في منطقة تبوك، عبارة عن مدينة خطية ممدودة بطول 170 كيلومترًا، وعرض 200 متر وارتفاع 500 متر، ما يجعلها تبدو مثل ناطحة سحاب عملاقة بواجهة عاكسة لصحراء المملكة الساحرة، فيما تنسجم بشكل مثالي مع البيئة المحيطة وتتحد مع الطبيعة.
ورغم أن مساحة ذا لاين الكلية لا تتعدى 34 كيلومترًا مربعًا فقط، إلا أنها تتفوق على حجم مدن عملاقة وربما دول حول العالم، إذ تبلغ مساحتها على سبيل المثال 33 ضعف مساحة مدينة نيويورك، ما يجعلها أكبر من حيث الحجم من الكويت أو سنغافورة.
Neom
وقد صُمّمت المدينة لتتسع لنحو تسعة ملايين شخص يعيشون في مجتمع صحي وصديق للبيئة خالٍ من السيارات وطرقها، وخالٍ من الانبعاثات الكربونية، ومدعوم بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة الهيدروجين الأخضر والتقنيات الأخرى التي ستطور خصيصًا لتحقيق ذلك، مع مستويات فائقة من الكفاءة غير المسبوقة في توظيف الموارد.
صممت المدينة بعناية فائقة لتتمتع ببيئة مثالية ولتحظى بمناخ مثالي طيلة العام، من خلال تحقيق التوازن في حركة الهواء الطبيعي، مع الاستفادة من أشعة الشمس والظل والمساحات الخضراء.
وسيضمن ذلك للسكان الاستمتاع بالطبيعة المحيطة والوصول إلى مختلف مرافق ذا لاين في غضون 5 دقائق مشيًا. ستتوفّر أيضًا منظومة متكاملة للتنقل خارجيًا عبر المطار المدمج والمرسى المتسع، وداخليًا عبر قطار فائق السرعة، يصل بين أقصى نقطتين داخل المدينة في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة فقط، مع بدائل متعددة للتنقل من خلال ممرات نقل أفقية على 4 ارتفاعات مختلفة، أو من خلال حجيرات متحركة أو قطار مصغر أو مصاعد أفقية.
فضلاً عن ذلك، سيتيح التصميم الفائق التطور والهندسة الذكية وصولاً سريعًا ومباشرًا إلى الطبيعة ومناظرها الخلابة في غضون دقيقتين فقط مشيًا عبر مساحات مفتوحة على مستويات وارتفاعات متعددة. ومثل أي مبنى آخر، سيكون بمقدورك الذهاب إلى الطابق الأرضي والخروج إلى الشاطئ أو الصحراء أو الجبال، فيما سيكون لتكامل الطبيعة مع المساحات المفتوحة في مختلف أنحاء المدينة دور أساسي في جودة الهواء. ستشمل أيضًا المبادرات البيئية استعادة الحياة البرية وتوطين الكائنات الأصلية من الحيوانات والنباتات.
Neom
المدينة العمودية التي تتكلف نحو 500 مليار دولار، والتي من المقرر أن تفتتح عام 2030، ستضم مرافق متكاملة، من دور الأوبرا والمسارح وقاعات السينما والمكتبات إلى الملاعب والمدارس والجامعات والمستشفيات وأقسام الشرطة، فيما ستدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي مختلف الخدمات، إلى جانب توظيفها بشكل واسع في التصميم والبناء والتصنيع حسب الحاجة، وكذلك في معالجة البيانات الهائلة لمعرفة ما يريده سكان ذا لاين ومن ثم اكتشاف حلول مثالية، عبر تحقيق توازن بين الحياة الشخصية والعمل وتوفير معيشة استثنائية. ففي ذا لاين سيكون كل شيء تحتاج إليه إما تحتك أو فوقك مباشرة.
فإذا كنت تسكن في المجموعة رقم 20 مثلاً وأردت الذهاب إلى مباراة كرة قدم في المجموعة رقم 24، لن تضطر للنزول والعبور كي تصعد مرة أخرى، بل يمكنك الذهاب من أي ارتفاع إلى الملعب مباشرة.
وحسب مخططات المشروع المتفرد ستشكل ذا لاين نموذجًا للنمو، إذ لن تبنى الأصول كلها مرة واحدة، بل ستنطلق تدريجيًا حتى عام 2045 لتلبي احتياجات السكان.
وباختصار فإن كل شيء يمكنك أن تتخيله في أي مدينة في العالم سيكون موجودًا في ذا لاين في وقت ما عندما يصبح وجوده منطقيًا. وفيما جرى التخطيط لأن يصل عدد السكان في المدينة إلى مليون نسمة بحلول عام 2030، قد يستغرق اكتمال مخططاتها الطموحة نحو خمسين عامًا لتتكامل مع حلم نيوم، ولتشكل أسلوبًا جديدًا للحياة المذهلة، وثورة حضرية لم يشهدها العالم على مدار تاريخه.
سندالة
ستكون جزيرة سندالة أول المشاريع الفريدة الأربعة من حيث التجسد على أرض الواقع، إذ تقرر لها أن تفتتح في عام 2024، لتقدم المملكة للعالم جزيرة لا مثيل لها مع أرقى مستويات الفخامة والرفاهية. وحسب مخططات المشروع، ستكون سندالة بوابة استثنائية إلى البحر الأحمر بسحره وجماله الأخاذ، حيث المياه النقية الهادئة التي يسهل الوصول إليها من قبل مُلاك اليخوت حول العالم.
في سندالة ستلتقي الطبيعة بالتصاميم المذهلة والتقنيات المتقدمة والهندسة المعمارية الملهمة، لتقدم تجارب لا تُنسى في البر والبحر. فالجزيرة المتفردة التي تبلغ مساحتها نحو 840 ألف متر مربع، ستجمع بين أرقى مستويات الضيافة العالمية والتجارب الفاخرة والفعاليات المذهلة، إذ ستضم أرقى ملعب للجولف على مستوى العالم، مع ثلاثة منتجعات فاخرة: ناد شاطئي وناد لليخوت ومنتجع صحي، بالإضافة إلى 51 متجرًا عالميًا، مع ثلاثة فنادق فائقة الفخامة، تضم 413 غرفة و88 فيلا، بالإضافة إلى 333 شقة فندقية.
سيحتضن المشروع أيضًا مرسى كبيرًا يضم 86 رصيفًا و75 عوامة إرساء بحرية، كما سيوفر أنشطة متنوعة على مدار العام بفضل مناخ الجزيرة المثالي، ومن ثم سيرتقي بالسياحة الفاخرة إلى مستويات جديدة.
Neom
وبتكلفة تقدر بنحو 24 مليار دولار، وضع تصميم جزيرة سندالة استنادًا إلى رؤية أبدع تفاصيلها نخبة من المعماريين حول العالم في شركة المهندس الإيطالي لوكا ديني، الذي يجمع بين معرفته العميقة بالهندسة المعمارية الحديثة وصناعة وتصميم اليخوت، ليؤسس لمعايير جديدة تتجسد في هذه الوجهة الساحرة.
فهذا الملاذ الهاديء سيراعي الحفاظ على البيئة والاستدامة، مع تعزيز التقنية والرفاهية، لتكرّي سندالة حضورها من حيث كونها أحدث وجهة ليخوت الجيل القادم. كما سيكون لمناخها اللطيف على مدار العام دور في استحداث مواسم جديدة لليخوت.
عند افتتاح سندالة ستكون وجهة جديدة للترفيه والاستكشاف والمتعة، ومن ثم تقديم تجارب جديدة للعالم يمكن الوصول إليها بسهولة على مدار العام من خلال الربط الملاحي والجغرافي، حيث تبعد نحو 3 أو 4 ساعات فقط بالطائرة من أكبر عواصم أوروبا، و6 ساعات فقط عن 40% من سكان العالم، مع الربط بينها وبين باقي المشروعات المتفردة بالمملكة العربية السعودية.
فسكان سندالة سيتمكنون من الانتقال من الجزيرة إلى ذا لاين أو غيرها من مناطق نيوم ومشروعات المملكة العربية السعودية الأخرى بساحل البحر الأحمر بسهولة من خلال شبكة النقل المتكاملة. كما سيتمكن زوارها من الوصول إلى مختلف الخدمات والمرافق المهمة التي يحتاجون إليها في غضون خمس دقائق مشيًا على الأقدام، إذ لن يكون هناك أي شوارع أو سيارات.
وتهتم إدارة سندالة بتعزيز البيئة والطبيعة، لذلك يتم بناء كل شيء وإدارته وفقًا لأعلى المعايير التي ترعى الاستدامة، والحفاظ على البيئة وتوازنها، إذ يحيا حول الجزيرة نحو 600 نوع من الكائنات، ومن ثم فإن الجزيرة ستتبع معايير صارمة مع أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن.
كما ستتبنى الاقتصاد الدائري، إذ جرى التخطيط للاعتماد على مصنع الهيدروجين الأخضر في نيوم، وتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يعني أن سندالة ستقدم تجربة لم يشهدها العالم من قبل.
Neom
تروجينا
يتحدى هذا المشروع العملاق الطبيعة، إذ إنه منتجع تزلج مستقبلي مقام في الهواء الطلق بالصحراء وعلى مدار العام! وباكتماله وافتتاحه المقرر في عام 2026 ستكون المملكة قد قدمت للعالم فصلاً جديدًا من فصول الخيال العلمي المغلف بالرفاهية والفخامة، كأول مشروع من نوعه في التاريخ، وبتكلفة تبلغ 220 مليار دولار.
تقع تروجينا على بعد 50 كيلومترًا من ساحل خليج العقبة، وتتضمن واجهتها ارتفاعات تراوح بين 1,500 إلى 2,600 متر فوق سطح البحر، على مساحة تقارب 60 كيلومترًا مربعًا، وهو موقع يتميز بدرجات حرارة مختلفة على مدار العام، تنخفض في بعض الأوقات إلى ما دون الصفر، مع هواء نقي ومنعش، ومناظر خلابة تضعه كواجهة سياحية رائعة ومثالية للعيش والعمل.
سيشمل المنتجع ست مناطق أو أحياء مميزة صممت بأسلوب مبدع، ليستطيع الزائر الاختيار من بينها حسب حالته المزاجية، إذ يمكنه الانغماس في مجموعة من الأنشطة في قرية التزلج، التي تتميز بمنحدر للتزلج وركوب الدراجات في الجبال وممارسة الرياضات المائية، أو اختيار قضاء بعض الوقت في The Vault، وهي قرية فريدة ستبنى بشكل عمودي داخل الجبال، وقد صممت وفق أحدث التقنيات مع توفير كل وسائل الترفيه والضيافة، إذ ستنتشر فيها المطاعم ومتاجر البيع بالتجزئة، لتتكامل المناظر الطبيعية الساحرة مع الأنشطة المتفردة التي تمنح الزوّار تجارب لا تُضاهى.
Neom
عندما تكتمل تروجينا وتفتح أبوابها ستتاح للزوار خيارات عديدة للسكن، منها الشقق والشاليهات والقصور، بالإضافة إلى الفنادق الفاخرة، والمنتجعات الصحية والعائلية، مع تجارب مصممة بعناية يندمج فيها الواقع مع الابتكارات الهندسية والفن المعماري الافتراضي، لبناء وجهة فريدة هي الأولى من نوعها على وجه الأرض.
كما ستوفر تروجينا إلى جانب الأنشطة المختلفة محمية طبيعية يتفاعل فيها الإنسان مع الكائنات الحية. كما ستقدم تروجينا فعاليات مخصصة وموزعة على مدار شهور العام، من خلال أربعة مواسم، تضم في مجملها الكثير من الفعاليات المدروسة مثل: القمة حول قطاع الرفاهية، ومؤتمر الطب البديل، وأسبوع الاستكشاف، ومنتجع اليوغا، والإقامة الفنية، والإقامة الترفيهية، والتزلج على المنحدرات والثلوج، وأسبوع الموضة الشتوية، ومهرجان الموسيقا، والمهرجان السينمائي. كما ستشمل الأنشطة التي توفرها تروجينا التنفس من مرتفَع، وسباق ترايثلون الثلاثي، والطيران الشراعي، والتسلق، ومهرجان الطعام، وغيرها.
قد يكون أفضل اختصار لهذا المشروع العملاق هو ما جاء في كلمات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس إدارة شركة نيوم، الذي تحدث عن المشروع قائلاً: "سيسهم مشروع تروجينا في إعادة تعريف مفهوم السياحة الجبلية العالمية عبر خلق منظومة سياحية صديقة للبيئة في كل أبعادها، تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتعزيز جودة الحياة وتوفير حياة آمنة وصحية للجميع، وتؤكد سعينا لتفعيل الجهود العالمية في الحفاظ على عناصر الطبيعة.
وستشكل تروجينا إضافة مهمة ونوعية للمشاريع السياحية في المنطقة انطلاقًا من الاستثمار الأمثل للتنوع الجغرافي والبيئي لمناطق المملكة المختلفة وفق رؤى عصرية متقدمة".
Neom
أوكساجون
أوكساجون واحد من مشروعات المملكة العربية السعودية التي ستغير العالم، بتكلفة تبلغ 220 مليار دولار، وهو باختصار إعادة تخيل لمستقبل العمل والمعيشة والاستدامة. إنها مدينة فريدة تتخذ الشكل المثمن، الذي يتمركز نصفه على اليابسة ونصفه الآخر فوق البحر الأحمر، في موقع متميز بالقرب من خليج العقبة، لتكون أول ميناء ومدينة صناعية مقامة على هيكل عائم هو الأكبر في العالم، بمساحة 26,500 كيلومتر مربع، بالإضافة إلى أنها ستكون عند افتتاحها في عام 2030 أول مركز لوجيستي متكامل على كوكبنا.
ستعتمد أوكساجون في مختلف عملياتها على التقنيات الأكثر تقدمًا، والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتفاعل الإنسان مع الآلة والروبوتات، ما سيؤدي إلى تحول في كيفية رؤية العالم لمراكز التصنيع، مع تحقيق قفزة هائلة في هذا الإطار، إذ إنها ستشكل نموذجًا مثاليًا تجتمع فيه المعيشة والأعمال والتقنيات جنبًا إلى جنب في تناغم وانسجام مع الطبيعة.
كما ستجمع أوكساجون بين أحدث المناهج الصناعية والاقتصاد الدائري، مع إنشاء مراكز للبحث والتصنيع المستقبلي، فيما ستتيح للمبتكرين والباحثين ورواد الأعمال نقل أفكارهم بسرعة من مرحلة التجربة إلى الواقع في ظل ربط مباشر بالأسواق العالمية، تعززه سلسلة إمداد متكاملة على المستويين المادي والرقمي، لتكون مدينة يجتمع فيها الناس للعيش والعمل والترفيه، في مجتمع مزدهر يحظى بخدمات متكاملة.
ستسود في أوكساجون فلسفة ومفاهيم مجتمعات نيوم، حيث ستوفر لسكانها، المتوقع أن يصل عددهم لنحو 90 ألف ساكن بحلول موعد افتتاحها، نمطًا حياتيًا متجانسًا مع الطبيعة، وخاليًا من السيارات، ومن ثم خاليًا من التلوث والانبعاثات، بموازاة استخدام طاقة نظيفة بنسبة 100%. كذلك ستوفر المدينة بيئة أعمال تحكمها أنظمة لا مثيل لها، في أول مشروع من نوعه تديره شركة واحدة ويعمل وفق مخطط تشريعي واحد، بما يضمن تجارة سلسلة انسيابية.
كما ستحتضن أوكساجون شريحة واسعة من الأنشطة التي ستعيد تعريف مستقبل العمل والمعيشة والاستدامة عبر منتجات فائقة التطور، كإنتاج الهيدروجين على سبيل المثال من خلال بناء أحد أضخم مصانع الهيدروجين في العالم، والذي يعتمد في تشغيله على مياه التحلية الناجمة عن الطاقة النظيفة من مزارع الرياح والطاقة الشمسية.
Neom
سيُستفاد أيضًا من هذه الطاقة في تصنيع منتجات أخرى، بأسلوبٍ يضمن ألا تلحق الضرر بالبحر، وسيستخدم الأكسجين المتحصل عليه من عملية الإنتاج هذه لإمداد البيوت الزجاجية الخاصة بالاستنبات الزراعي، بينما يمكن استخدام الهيدروجين كوسيط لتخزين الطاقة وتحويلها إلى أمونيا ومن ثم نقله وتصديره، ما سيحول المملكة العربية السعودية من مصدر للبترول إلى مصدر للأمونيا بفضل المصادر الوفيرة للهيدروجين.
وحسب القائمين على المشروع فإنه يتضمن مجموعات تصنيع متنوعة في مجالات الطرق الحديثة للبناء والبناء المعياري، والتنقل المتقدم، والطاقة المتجددة، ومياه التحلية بتصريف خالٍ من السوائل، وإنتاج الغذاء، والصحة، والرفاهية، بالإضافة إلى الروبوتات التي ستتطور لتصبح قادرة على القيام بالكثير من الأعمال مع تطور صلاحياتها بحيث تتحول إلى مظهر اعتيادي داخل المنازل، وفي المراكز العاملة بمجالات علوم الفضاء.
ويتوقع أن تحتل المملكة من خلال كل ما سبق مركز الصدارة كمصدر لأحدث ما توصل إليه العلم، إذ ستضم نخبة من ألمع العقول لتطوير تقنيات ربما سيستمر العالم في استخدامها لسنوات مقبلة، للتغلب على تحديات ملحة كتغير المناخ والنمو السكاني وندرة المياه والموارد المتجددة، ومن ثم سيدرك الجميع مدى الجهد الذي أخذته المملكة على عاتقها لإنقاذ كوكبنا.
من المقرر أن تنتهي المشاريع الساحلية لأوكساجون بحلول عام 2030 لتبدأ مشاريع التنمية لأكبر محطة للرحلات البحرية في البحر الأحمر. وفيما يتوقع أن يصل أول سكانها بحلول نهاية العام الجاري 2023، ستكون حلول الخدمات اللوجستية جاهزة مع مطلع عام 2025، بموازاة استكمال إدخال أحدث التقنيات كالقطارات الفائقة السرعة المتصلة بمشروع ذا لاين ومطار نيوم مع ما توفره من طائرات الأجرة الخاصة.
وحسب القائمين على المشروع، ستتمكن من السفر إلى المطار الدولي الجديد وركوب القطار فائق السرعة والذهاب إلى أي جزء من نيوم بحلول منتصف عام 2026.
كما يرى الخبراء أن مشروع المملكة العربية السعودية سيحتل الصدارة العالمية في سرعة استيراد البضائع وتصديرها، بالعمل على تقليل مدة سلاسل الإمداد لأسبوعين أو ثلاثة، إذ ستتحرك البضائع من سفينة الحاوية وتصل إلى المصنع في غضون 12 إلى 24 ساعة، بدلاً من 12 إلى 24 يومًا.
ومن ثم سيتجاوز المشروع الجمع بين التنمية الاقتصادية وتطوير الأعمال، وصولاً إلى تغيير حاضر ومستقبل البشر بعد تغيير الوضع الراهن لإدارة الأعمال، وإعادة تعريف مفاهيم السياحة والسفر والأعمال والفرص، لتكون نيوم بمختلف مكوناتها هي النموذج الجديد المستدام للحياة في المستقبل، والوجهة المتفردة التي لا مثيل لها.