نظرًا لأن قيمة السيارات الفاخرة — من السيارات الكلاسيكية إلى السيارات الخارقة — يمكن أن تتجاوز متوسط سعر لوحة لعظماء الرسامين، فمن المدهش أن العديد من هذه السيارات ما زالت مخزنة في أماكن غير آمنة وغير مناسبة من حيث المناخ، مثل المرائب المنزلية والمباني الزراعية القديمة ومواقف السيارات العامة. لكن الشركة البريطانية الناشئة بيرش تهدف إلى تغيير ذلك.
مؤسسو الشركة هم من جامعي السيارات الجادين الذين يكافحون من أجل العثور على مكان مناسب لأصولهم القيّمة.
لكنهم حققوا ثرواتهم أيضًا في مجال التأمين، ولم يروا أن التخزين القياسي في عالم الفن من شأنه أن يقلل أقساط التأمين للمالكين - غالبًا ما يزيد على تكلفة التخزين.
ولكنّ مقدمي التأمين يطالبون أيضًا بشكل متزايد هواة جمع السيارات بالاحتفاظ بسياراتهم في مكان ما، مثل هذه المرافق، على ما تفعل شركات التأمين على الأعمال الفنية.
يضم الفريق المسؤول عن إنشاء شركة بيرش غراهام شيلتون، الذي باع مجموعة التأمين البريطانية التي شارك في تأسيسها مقابل ما يقرب من مليار دولار، والذي حقق ابناه ماكس وتوم مسيرة مهنية ناجحة كسائقي سباقات.
شارك ماكس في سباقات الفورمولا 1 قبل أن يقود سيارة غاناسي في إندي. أما توم، الذي فاز بالعديد من السباقات في سلسلة السيارات البريطانية والعالمية، فهو الآن المدير التجاري لشركة بيرش.
مساحة تخزين فائقة الأمان للسيارات الفاخرة
المنشأة الأولى للشركة الناشئة هي مستودع جديد تمامًا، غير مميز، ذو لون أخضر داكن بالقرب من مطار غاتويك، على بعد حوالي 30 ميلًا من وسط لندن. يقبل المستودع أول 590 سيارة ستخزن مقابل حوالي 125 دولارًا أسبوعيًا، وقد أصبح بالفعل مزود التخزين المعتمد لعلامة سيارات فاخرة كبيرة.
لدى بيرش خطط فورية لبناء المزيد من المرافق في لندن نفسها وبالقرب من حلبة الفورمولا 1 في سيلفرستون. وعلى المدى الطويل، قد يكون هناك في نهاية المطاف حوالي عشر وحدات من هذا النوع في المملكة المتحدة فحسب. يعد التوسع الدولي، ربما على مستوى الامتياز واستخدام بعض تقنيات التخزين الرائدة بالفعل، أمرًا ممكنًا أيضًا.
تُسمى بيرش منطقة التخزين باسم ذا فولت The Vault (الخزانة) وهي مثيرة للإعجاب من حيث التصميم؛ لكن المؤسف أن الزبائن لن يتمكنوا من رؤيتها.
منحت مجلة Robb Report أخيرًا امتياز رؤية منطقة التخزين، ولكن بمجرد أن تصبح السيارات المملوكة للزبائن موجودة هناك، سيكون دخولها محصورًا في الموظفين فحسب لضمان الأمان والسرية. ولن تتمكن من رؤية سيارتك بمجرد دخولها، لكن لا أحد آخر سيتمكن من رؤيتها أيضًا.
ومع ذلك، يمكنك استعادتها خلال خمس عشرة دقيقة، وذلك بفضل نظام الأرفف الفريد من نوعه الذي تقدمه بيرش. بعض منشآت التخزين قد تخزن السيارات رأسًا لذيل، ما يؤدي إلى تأخيرات في إخراجها وزيادة خطر التلف في أثناء تحريكها للسماح بخروج السيارات الأخرى.
لكن بيرش تحتفظ بكل سيارة على منصة فولاذية خاصة بها، ترفع إلى مكانها في أحد المسارات الطويلة التي تتسع لخمس سيارات على ارتفاعات مدهشة.
أنظمة الأمان والسلامة في بيرش لافتة أيضًا. يحتوي نظام الإطفاء على خزان مياه مخصص سعة 90 ألف لتر (حوالي 23,775 غالونًا) و1300 رشاش. في حالة وقوع "حادث حراري" غير محتمل، سينشط الرشاشان اللذان يقعان مباشرة فوق السيارة المتضررة فحسب.
هناك أمن على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى نظام التعرف على بصمات الأصابع، و40 كاميرا مراقبة، وغرف منفصلة مقاومة للحريق لتخزين المفاتيح والوثائق، ونظام أمان منفصل لشاحنة الرفع المصممة على نحو خاص.
تقدم شركة بيرش خدمة صيانة السيارة عند وصولها، إذا لزم الأمر، وترسل سجلاً مصورًا لحالتها. ويمكن توصيل السيارة بشاحن بطارية، يراقب عبر تطبيق، لضمان جاهزيتها دائمًا. ويمكنك الحصول على غطاء للغبار إذا رغبت ("على الرغم من عدم وجود غبار"، كما يقول توم) وتفحص السيارات بصريًا يوميًا. كما يؤكد الفريق أن درجة الحرارة والرطوبة في المبنى لن تتجاوز أبدًا المعايير المستهدفة، وذلك من خلال المراقبة التي تجرى في الصيف والشتاء.
تقدم بيرش أيضًا خدمة كونسيرج، وترتيب أعمال الصيانة والإصلاحات لسيارتك، وتسليم السيارة متى احتجت إليها. قد يرغب الزبائن الدوليون في الاحتفاظ بسيارة خاصة لاستخدامها عند زيارة المملكة المتحدة وأوروبا: ستلتقي بك الشركة في المطار لتسليم السيارة. وإذا كنت تفضل توصيلها أو استلامها بنفسك، فثمة صالة انتظار للزبائن تحتوي على بعض السيارات الرياضية المدهشة التي يُسمح لك بمشاهدتها.
يقول توم: "نريد حقًا أن نكون أفضل مخزن متاح للسيارات الفاخرة. هناك حاجة كبيرة لذلك، وأعتقد أن المكان سيمتلئ بحلول الصيف، وأننا سنملأ المنشآت بسرعة أكبر في لندن حيث لا تخزن الكثير من السيارات الفاخرة بشكل صحيح.
لم يسبق لأحد أن فعل ذلك على هذا النحو، أو بنى علامة تجارية في هذا المجال. أما بالنسبة لرغبة توم في أن تلقى بيرش استحسان مجتمع هواة جمع السيارات، فهو يقول: "ستكون هذه خزانتهم، بنكهم الخاص".
