تخيل نفسك في ورشة عمل عتيقة محاطًا بأدوات دقيقة وبريق الذهب والفضة، تُمسك بآلة تحكم دقيقة، بينما تُشكل بعناية قطعة فنية ميكانيكية صغيرة. هذا ليس مجرد خيال، بل فرصة حقيقية يقدمها مركز صناعة الساعات التابع لشركة رولكس في مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية.
عبر هذا المركز، الذي تأسس عام 2023، تفتح رولكس، الشركة الرائدة في صناعة الساعات الفاخرة، أبوابها أمام عشاق الدقة والجمال للمشاركة في رحلة مُثيرة عبر الزمن، لاكتساب مهارات صناعة الساعات الميكانيكية، تلك الحرفة العريقة التي تُخلّد اللحظات الثمينة.
يُقدم المركز برنامجًا تعليميًا يمتد لمدة 18 شهرًا، تحت إشراف تسعة من المدربين ذوي الخبرة الواسعة في المجال، الذين يُشاركون شغفهم بالساعات مع الطلاب.
يهدف البرنامج إلى إكساب الطلاب فهمًا متكاملاً لأسرار صناعة الساعات الميكانيكية من خلال الجمع بين التدريب الفني المُكثّف والمعرفة النظرية العميقة. ويُتيح لهم في هذا الصدد فرصة استكشاف تاريخ هذه الحرفة العريقة، والتعرف على مختلف مراحل صناعة الساعة من تصميمها وتشكيل مكوناتها الدقيقة، إلى تجميعها واختبارها بدقة.
يتضمن البرنامج، أيضًا، الكثير من الصفوف العملية، بما يشمل تخصيص 6 أشهر كاملة لصيانة ساعات رولكس. تهدف هذه الممارسة العملية إلى إعداد الطلاب لمهن ناجحة ومجزية في مجال صناعة الساعات، سواء داخل مصنع رولكس أو في أي مكان آخر.
Rolex Watchmaking
ينتهي التقديم للدورة الأولى من هذا البرنامج في 15 أبريل 2024، بينما تنطلق في شهر سبتمبر من هذا العام، وستُتبع بدورات أخرى تبدأ في شهري مارس وسبتمبر من كل عام. تُختتم الدورة بامتحان نهائي في مقر رولكس الرئيس بمدينة جنيف السويسرية، يُقيّم مهارات الطلاب ومعرفتهم المكتسبة من البرنامج.
بعد المشاركة في الدورة، ستُفتح أمام الطلاب بوابة العبور نحو عالم الاحتراف، إذ سيحصل الخرّيجون على لقب صانع ساعات معتمد من رولكس.
لا تقتصر تجربة تعلم صناعة الساعات في دالاس على اكتساب المعرفة والمهارات، بل هي رحلة ثقافية مميزة. ففي قلب تكساس، يُمكن للطلاب الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، وتذوق الأطباق المحلية اللذيذة، وخوض تجارب ثقافية ثرية.
Rolex Watchmaking
الحفاظ على إرث عريق
عن سبب قيام رولكس بتقديم هذا البرنامج وإنشاء مركز تدريب خاص بها، قالت الشركة عبر موقعها الإلكتروني، إنها تُدرك أهمية الحفاظ على إرث هذه الحرفة العريقة؛ خصوصًا في ظل النقص الكبير في أعداد صانعي الساعات المهرة رغم ازدياد شعبية الساعات الميكانيكية.
وتلفت الشركة في هذا الصدد إلى أن عدد مدارس صناعة الساعات في الولايات المتحدة وحدها انخفض بأكثر من 75% على مدار عقود قليلة فقط. استجابةً لذلك، أنشأت رولكس معهد ليتيتز التقني للساعات Lititz Watch Technicum في ولاية بنسلفانيا عام 2001 لمواجهة تناقص الأعداد. وتقول الشركة إن مركز التدريب الجديد في دالاس سيساعد على خلق مستقبل مستقر ومستدام لصناعة الساعات.
ولا تعد رولكس الشركة الوحيدة التي تُركز على التعليم في هذا المجال. ففي عام 2013، أسست دار الساعات السويسرية الفاخرة باتيك فيليب أول معهد تدريبي مستقل لها في شنغهاي، ثم افتتحت معاهد تدريب أخرى في نيويورك وجنيف وسنغافورة. تقدم هذه المعاهد برامج تدريب شاملة على مدار عامين، وتقبل الأشخاص الذين ليس لديهم أي خبرة سابقة في صناعة الساعات.
كما تُقدم علامات عالمية أخرى في صناعة الساعات برامج تدريب مماثلة في الورش الخاصة بها في سويسرا، بينها آي دبليو سي وفاشرون كونستانتين وجيجر- لوكولتر.