ما كان لمحرري مجلة Robb Report أن يتوقعوا أن تجمّعهم غير الرسمي، الذي استمال في البداية نفرًا من الأصدقاء الشغوفين بعالم السيارات الفاخرة، سيتحول إلى مسابقة سنوية تحظى باعتراف دولي، يجتمع فيها المئات من الهواة لتقييم عشرات السيارات بناءً على مجموعة من المعايير المحددة. خضعت المسابقة للعديد من التغييرات على مدار تاريخها، إذ تبدلت الوجهات والحلبات وتجارب الطعام التي يختبرها المشاركون، وهذا ما أسهم في تعزيز منزلة المسابقة بوصفها مرجعًا يستند إليه هواة السيارات في ترتيب تفضيلاتهم وأولوياتهم، وهي منزلة يُتوقع أن تتعزز أكثر مع إعلان مجلة Robb Report عن إطلاق النسخة البريطانية من مسابقة سيارة العام.
ستجري أطوار الدورة الأولى من المسابقة في الريف البريطاني، حيث سينبري المشاركون لتقييم السيارات المتنافسة على مدار ثلاثة أيام، تتخللها القيادة على حلبة سيلفرستون الحديثة والإقامة في فندق "لو مانوار أو كاتسيزون" Le Manoir Aux Quat'saisons التابع لمجموعة بلموند وتناول أشهى المأكولات في مطعمه الذي يعد المطعم البريطاني الريفي الوحيد الذي حافظ على نجمتي ميشلان طيلة أربعين عامًا.
ولن يكتفي المشاركون بتجربة لذائذ الطعام الذي يشرف على تنسيقه الطاهي الفرنسي المعروف ريمون بلان، بل سيتسنى لهم أيضًا التنزه في الحدائق الغناء المحيطة والتداول بشأن السيارات المتنافسة للوصول إلى تصنيف ستكشف عنه المجلة في عدد شهر سبتمبر الخاص بهذه المسابقة.
Robb Report
ستشهد النسخة البريطانية من مسابقة سيارة العام مشاركة العديد من العلامات المرموقة، مثل أستون مارتن وبنتلي ولوتس ومازيراتي وماكلارين ورولز - رويس وغيرها، على أن يجري النظر في أحقية السيارات بالفوز بناءً على آلية التحكيم التي استحدثها فريق تحرير المجلة لتكون أقرب إلى طريقة تقييم صحفيي السيارات لأحدث الطرز وأروعها. يرتكز تقييم الحكام على خمسة عوامل: المظهر والأداء والرفاهية ووسائل الراحة والطابع الوظيفي العملي، إضافة إلى عوامل غير محسوسة في حالة التعادل، مثل عامل الإبهار والجاذبية الذي يجعل السيارة جديرة بالاقتناء. بهذه الآلية، تتوخى المجلة الابتعاد قدر الإمكان عن التأثيرات العاطفية والتشديد على أثر هذه الطُرز على صناعة السيارات عمومًا.
كما أصبح ملحوظًا في السنوات القليلة الماضية في سياق الانتقال التدريجي الذي يطرح محركات الاحتراق الداخلي من معادلة السيارات الفاخرة، من المتوقع أن تشتمل قائمة المتنافسين على طرز مجهزة بالمحركات الكهربائية أو الهجينة.
لا فكاك من هذا الواقع الصامت والخفيض، سواء استحسن هواة الهدير الهائج هذا التحوّل أو نفروا منه، على ما شهدت الدورة الحادية والعشرون من مسابقة سيارة العام، التي نافست فيها مرسيدس - إيه إم جي بسيارة Mercedes-AMG EQE SUV الكهربائية بالكامل ورولز - رويس بسيارة Spectre التي تعززت بمنظومة طاقة كهربائية هي الأولى من نوعها في تاريخ العلامة.
Robb Report
مع أن بعض ناشدي الهدير الصاخب المصاحب لمحركات الاحتراق الداخلي قد يمتعضون من المصير الذي تؤول إليه صناعة السيارات، لكن التاريخ يذكر أن بعض التغييرات تصبح مقبولة بمرور السنين، على ما حدث في عام 2019، عندما أجمعت لجنة التحكيم على تتويج سيارة لامبورجيني من طراز Urus SUV، المنضوية تحت فئة السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات، بلقب سيارة العام. أن يكون السبق لهذه الفئة على فئة السيارات الرياضية لم يكن ليرد على البال قبل سنوات، ولكنه أصبح حقيقة بسبب انطماس الحدود بين الفئات والتداخل الشديد الذي اعترى مزاياها المختلفة.
مع إطلاق النسخة البريطانية من مسابقة سيارة العام، تكتب مجلة Robb Report فصلاً جديدًا، وقد تعقبه فصول أخرى في المستقبل القريب، فصول تعزز منزلتها بصفتها قبلة الباحثين عن أرقى المنتجات الفاخرة. جدير بالذكر أن المسابقة ستجري من 17 إلى 19 يوليو المقبل، ويمكن للراغبين في المشاركة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني robbreport.swoogo.com/cotyuk2024/.