أفاد تقرير صادر عن اتحاد قطاع الساعات السويسرية أن قيمة الصادرات من هذه الساعات حققت العام الفائت رقمًا قياسيًا غير مسبوق مع تجاوزها 22 مليار دولار، ليبدو جليًا أن القطاع مُعافى وقوي. لكن على الرغم من ذلك، يعجز كثير من الجامعين عن الوصول إلى الساعات التي ينشدونها.

يكفي أن تدخل أحد متاجر رولكس لتكتشف أن قيمة مخزونه تساوي صفرًا. أما اللائمة في ذلك، فتُلقى من منظور تجار البيع بالتجزئة على التضخّم في الطلب الذي تسببت فيه جائحة كورونا، والاهتمام المتزايد الذي تحظى به الساعات، بموازاة المشاكل في سلسلة التوريد.

لطالما كان اقتناء ساعات من الصنّاع الثلاثة الكبار، رولكس وباتيك فيليب وأوديمار بيغيه، مهمة صعبة. لكن طُرز هذه الدور كلها تشهد اليوم طلبًا غير مسبوق. وإذا ما نجحتَ في اقتناص نموذج من أحد متاجر البيع بالتجزئة، فإنك قد تنتظر سنوات لتسلّمه.

يقول خوسيه بيريز، خبير شراء الساعات في متجر Ben Bridge Jeweler بسياتل: "إن الطلب يتجاوز الحدود القصوى. لطالما كان الطلب هائلاً على ساعات باتيك فيليب، فيما اختبرت رولكس هذا الطلب المتزايد منذ عام 2018 وهو لا ينفك يرتفع بالرغم من أن الدار تستمر في زيادة إنتاجها.

سيزيد الصنّاع إنتاجهم بنسبة 10%، لكن معدل الطلب يرتفع إلى 30%. ما يعني أنه سيظل يتجاوز على نحو ملحوظ أي زيادة في الإنتاج تعتمدها الدور".

رفعت أوديمار بيغيه معدل إنتاجها من 45 ألف ساعة إلى 50 ألف ساعة، واعدةً بتخصيص "حصة كبيرة" من هذا الإنتاج للزبائن الجدد. لكنّ هؤلاء المبتدئين سيحتاجون إلى أن يكافحوا للفوز بفرصة شراء نموذج من هذه الساعات.

في سياق مؤتمر صحافي نُظّم في وقت سابق من هذا العام، توجّه فرانسوا – هنري بينامياس، الرئيس التنفيذي لأوديمار بيغيه، بنصيحة إلى الزبائن المحتملين قائلاً: "ابنوا وطوّروا علاقة معنا"، ما يعني أن قضاء وقت حقيقي مع مديري المتاجر يُعد على الأرجح شرطًا للنظر في طلب الزبون.

Audemars Piguet

تسبب استحالة الوصول إلى ساعات الدور التي تستحق التباهي بها تأثيرًا متمددًا. يقول روديغر ألبيرز، رئيس متجر Wempe Jewelers في مانهاتن: "يحضر كثيرون بحثًا عن ساعات محددة ويكتشفون أنها غير متاحة على الفور.

لكنهم منفتحون على شراء بدائل". ويذكر ألبيرز طراز لورياتو Laureato من جيرار – بيريغو من حيث كونه بات مؤخرًا بديلاً شائعًا عن ساعات رياضية مثل طُرز نوتيلوس Nautilus وGMT-Master II.

ويشير بيريز من متجر Ben Bridge إلى أنه يشهد توجهات مماثلة في أوساط علامات يُعد الوصول إلى ساعاتها أسهل في العادة، على غرار كارتييه، وتاغ هوير، وبانيراي، وآي دبليو سي، وبريتلينغ. وفي هذا يقول: "توقفت تاغ هوير عن الشحن إلى كل متجر بيع بالتجزئة في نوفمبر من العام الفائت، ولم تستأنف تسليم الساعات مجددًا إلا بدءًا من منتصف شهر يناير أو أواخره. بل إن الدار ألغت الطلبات كلها لأنها لم تعد قادرة على توفير المزيد من الساعات لأي متجر".

بموازاة ذلك، تشهد الدور ذات الإنتاج المحدود جدًا، على غرار دار برميجياني التي تنتج 3 آلاف ساعة فقط سنويًا، حركة مبيعات غير مسبوقة. كما أن مهلة الانتظار في ما يخص ساعاتها من طرازي Tonda PF وTonda GT تُعد طويلة.

يقول غوستافو كالزاديا، المدير العام في دار برميجياني: "أعمل في هذا القطاع منذ أكثر من 20 عامًا، ولم أشهد قط مثل هذه الظاهرة.

فالزبائن الذين كانوا يسعون من قبل إلى إشباع رغبتهم في الساعات بصورة فورية باتوا اليوم لا يمانعون الانتظار سنة كاملة أو أكثر للحصول عليها.

ويضيف كالزاديا أن هذه الطفرة الجنونية قد دفعت ببعض متاجر وكلاء الدار إلى تخصيص طاقم من الموظفين لإدارة حصة المتجر وتعقّب الطلبات والدفعات المسبقة ومواعيد التسليم.

Parmigiani Fleurier

امتد أيضًا تأثير هذه الظاهرة ليشمل مبيعات الجواهر، إذ إن بعض تجار البيع بالتجزئة لاحظوا ميل الزبائن إلى شراء قطع من الجواهر في سياق تنافسهم على الفوز بمكانة في أوساط كبار الشخصيات من زبائن المتجر.

يقول بيريز: "نبيع الكثير من الألماسات كبيرة الحجم، والأسعار أيضًا تشهد ارتفاعًا هائلاً اليوم".

أما العبرة من هذه القصة، فنختصرها بهذه النصيحة: لا تضع الوكيل المحلي المجاز لبيع الساعات التي تنشدها على قائمة الاتصال السريع في هاتفك فحسب، بل احرص أيضًا على دعوته إلى العشاء.