إنها خيوط نادرة وبالغة النقاء دأبت دار لورو بيانا على لملمتها من بقاع قصية لتبعثها في محترفاتها أنسجة من كشمير فاخر غزلت منه مجدها التليد، موثقة بمرور السنين هويّتها الإبداعية والحرفية بوصفها مرجعًا يُقاس عليه التميّز في هذه الصناعة. وإذا كان الكشمير لا يغيب عن ابتكارات الدار موسمًا بعد آخر، فالجديد اليوم هو أنها تطرحه في صيغة مستدامة من خلال مجموعة خاصة تحمل اسم LORO Capsule وتُصاغ من فائض الكشمير المستخدم في حياكة أزيائها.
لا يسعك، وأنت تمسّد الملمس الناعم لقطعة من الكشمير تحمل توقيع لورو بيانا فيما تتأمل في تفاصيلها المنزّهة عن الشوائب، ألا تثمّن إرث دار تواظب على استقدام الدفء من فضاءات الصقيع القصية لتشكّلها معالم نُبل يرتقي بأناقة النخبة، على ما تشهد أزياؤها المتمايزة في الشكل والأداء الوظيفي.
Loro Piana
ضمن مجموعة لورو بيانا لخريف 2023 وشتاء 2024، معطف من الصوف والكشمير، وقميص بولو من الكشمير المستعاد، وكنزة محبوكة من الكشمير المستعاد، وسروال من القطن.
فعائلة لورو بيانا كانت أصلاً تنشط في سوق المنسوجات منذ بدايات القرن التاسع عشر، عندما كان الجد الأكبر جياكومو لورو بيانا يعمل تاجر أقمشة. وفي عام 1924، أسس ابنه بياترو شركة العائلة للمنسوجات في إقليم بيدمونت في شمالي إيطاليا، وتعاقبت أجيال من العائلة بعد ذلك على تكريس مسيرة التمايز في الصنعة، بداية من فرانكو بيانا، الذي شرع في أعقاب الحرب العالمية الثانية يصدّر منسوجات العائلة إلى أنحاء أخرى من أوروبا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، وليس انتهاء بولديه سيرجيو وبيجي اللذين انضمّا إلى هذه المسيرة في أواسط سبعينيات القرن الفائت، وشرعا يستكشفان أقاصي نيوزيلندة وأستراليا وجبال الهمالايا الصينية بحثًا عن المواد الخام الأشد ندرة والأعلى تميزًا.
Loro Piana
يُستخرج كشمير لورو بيانا من ألياف طبقة صوفية إضافية تنمو قريبًا من الجلد تحت الصوف الخارجي للماعز.
في أول فصل من ثلاثية الفيلم الوثائقي Cashmere – The Origin of a Secret (الكشمير – أصل السر)، الذي طرحته لورو بيانا في عام 2019، تصحبنا عدسة المخرج وعالم البيئة لوك جاكيت إلى مساحات صحراوية قاحلة في منغوليا والصين الشمالية، وتحديدًا إلى كثبان صحراء غوبي وبلدة ألاشان.
Loro Piana
يُؤتى بكشمير لورو بيانا من أصواف ماعز Capra Hircus التي تعيش في منغوليا والصين الشمالية، وتحديدًا في كثبان صحراء غوبي وبلدة ألاشان.
هناك يمشّط المزارعون أصواف ماعز Capra Hircus ويرعونها، ويلملمون بين شهرَي مارس ومايو من كل عام ألياف طبقة صوفية إضافية تنمو قريبًا من الجلد تحت الصوف الخارجي للماعز. وحدها هذه الألياف التحتية فائقة النعومة، التي تحبس الهواء وتوفّر الدفء للماعز في أشهر الصقيع، تُستخدم لإنتاج خيوط الكشمير التي تستخدمها لورو بيانا والتي يبلغ متوسط قطرها 15 ميكرون.
Loro Piana
تشمل عملية استعادة الكشمير نزع الغرزات والسحابات أو الأزرار، وفرز الأقمشة بحسب ألوانها ليجري غسلها وتفكيكها إلى مكوّنات ثانوية، ومن ثم مزجها بألياف من الكشمير الخام وغير المصبوغ.
وبين استخراج ألياف الكشمير وإعادة ابتكارها في تصاميم تحمل الدفء إلى مرتديها، تتّبع لورو بيانا مسارًا إنتاجيًا محكمًا ومتكاملاً تحرص من خلاله على مراعاة البيئة والتنوّع البيولوجي وحياة المجتمعات المحلية. وفي هذا السياق نفسه، تأتي خطوة الدار اليوم للحد من هدر الموارد عن طريق بث حياة جديدة ومستدامة في فائض المواد التي تحيك منها أزياء الكشمير. وتشمل هذه العملية نزع الغرزات والسحابات أو الأزرار، وفرز الأقمشة بحسب ألوانها ليجري غسلها وتفكيكها إلى مكوّنات ثانوية.
يعقب ذلك مزجها بألياف من الكشمير الخام وغير المصبوغ لاستحداث أصواف لا تقل جودة وقيمة عن ألياف الكشمير الجديدة. يستغرق إنتاج قطعة واحدة من مجموعة LORO ثلاثة أيام عمل تكون محصّلتها تصميمًا بديعًا تشي تفاصيله ببراعة لورو بيانا في ترويض ألياف كنزها النفيس وإعادة ابتكارها بمستوى عال من الحرفية التي دأبت عليها.
Loro Piana
شملت مجموعة LORO Capsule قمصان بولو وكنزات محبوكة من الكشمير المستعاد المستخدم أيضًا في حذاء رياضي من طراز 360 Flexy Walk.
يُحسب للدار الإيطالية أيضًا أنها ترتقي بهذه المجموعة فوق التوجّهات الآنية لعالم الأزياء فيما تتيحها للزبائن من الجنسين ومن مختلف المقاسات والفئات العمرية بدءًا من الأطفال من سن الثامنة، وهو ما يكرّسه اسم المجموعة LORO الذي يعني باللغة الإيطالية "هم".
أما أبرز القطع التي تطرحها الدار ضمن المجموعة لموسم خريف 2023 وشتاء 2024، فتشمل وشاحًا، وقبعة، وأربعة طُرز من الكنزات تتفاوت بين كنزة البولو، والكنزات ذات الياقة المرتفعة أو المستديرة أو المصممة على نسق الحرف V، وكلها محبوكة في خمسة خيارات لونية من هذا الكشمير المستعاد والمستخدم أيضًا في الحذاء الرياضي 360 Flexy Walk البالغ وزنه 360 غرامًا فقط، والذي يميزه نعل معالج تقنيًا لمنع الانزلاق.