أنشأت لامبورغيني وحدة بولو ستوريكو Polo Storico في عام 2015، وهي تضم عددًا من المتخصصين يتركز عملهم على صون سلالة الثور الهائج، واستعادة الطرز الكلاسيكية، ابتداءً من طراز 350 GT الذي طُرح منتصف ستينيات القرن الفائت، وصولاً إلى طراز ديابلو Diablo الذي توقّف إصداره في عام 2001.

بالحديث عن مختلف المنجزات المتصلة بصون التاريخ، يرى أليساندرو فارميسكي، المدير التنفيذي لقسم العمليات بشركة لامبورغيني ورئيس بولو ستوريكو، أن أحد أعظم إنجازات هذه الوحدة يتمثل بإعادة بناء سيارة Countach LP 500 المتفردة والتي تعود إلى عام 1971، بطلب من أحد زبائن العلامة.

مصابيح خلفية يميزها شكل شبه المنحرف.

Eros Maggi
مصابيح خلفية يميزها شكل شبه المنحرف.

ابتكر مارسيلو غانديني، الذي كان يعمل آنذاك لصالح شركة بيرتوني Bertone تصميم تلك السيارة، فيما اهتم باولو ستانزيني وفريقه بالجانب الهندسي، وكانت النتيجة نموذجًا أوليًا من طرازٍ أتاح ترسيخ الشهرة التي اكتسبتها العلامة على مستوى تمايز الخطوط الجمالية الجريئة والأداء الشرس لمركباتها.

أعتُمد أيضًا التصميم نفسه للمقصورة التي تزهو بتفاصيل من الجلد المحيك يدويًا.

Eros Maggi
أعتُمد أيضًا التصميم نفسه للمقصورة التي تزهو بتفاصيل من الجلد المحيك يدويًا.

يقول فارميسكي إن السيارة الأصلية "تعرضت للتلف خلال أحد الاختبارات ثم فُقدت" في عام 1974. ويتابع قائلاً: "لم يكن الهيكل نفسه بحوزتنا، ولكننا استطعنا إعادة بنائه وتصميمه وإنشاء أجزائه كلها وتجميعها". لقد حرص فريق المشروع على استخدام مكوّنات ومسارات تعود للحقبة الزمنية نفسها، بما في ذلك تقنية "ضرب المعدن وتشكيله يدويًا باستخدام قوالب خشبية". على أن التمسك بالأصالة امتد حتى إلى الإطارات، إذ أعادت شركة بيريللي تصنيع إطارات على النمط نفسه الذي امتاز به الطراز الأصلي، وشجعت أيضًا لامبورغيني على اختبار السيارة في حلبة فيزولا تيسينو.

استخدم فريق المشروع مكوّنات ومسارات من الماضي، بما في ذلك تقنية ضرب المعدن وتشكيله يدويًا.

Eros Maggi
استخدم فريق المشروع مكوّنات ومسارات من الماضي، بما في ذلك تقنية ضرب المعدن وتشكيله يدويًا.

بعد قرابة 25,000 ساعة، كشفت وحدة بولو ستوريكو أخيرًا عن سيارة كونتاش Countach LP 500 المستعادة، وذلك في سياق مسابقة فيلا ديستي للأناقة Concorso d’Eleganza Villa d’Este لعام 2021 على ضفاف بحيرة كومو الإيطالية. وفي هذا يقول فارميسكي: "سنحت لي فرصة الجلوس فيها وتشغيلها. وقد بعث جوّها الطافح بعبق الماضي القشعريرة في أوصالي".