يبحث المحتالون دومًا عن طرق مبتكرة لإخفاء أموالهم وإضفاء الشرعية عليها خوفًا من انتباه السلطات إليهم. وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، قامت مجموعة من المحتالين بشراء طوابع نادرة بقيمة تجاوزت 1.4 مليون دولار لإخفاء الأموال.
لم تمر هذه العملية مرور الكرام، إذ انتبهت السلطات الفيدرالية لهذا الأمر وتمكنت من مصادرة 149 مجموعة من الطوابع قبل بيعها في مزاد علني تابع لدار روبرت سيغل التي تفتخر بكونها الوجهة الأولى لهواة جمع الطوابع.
كيف جرت عملية الاحتيال؟
رغم أن السلطات لم توجه تهمًا رسمية لأي شخص حتى الآن، إلا أن أصابع الاتهام تتجه ناحية عصابة هندية كانت مسؤولة عن عمليات احتيال وانتحال شخصية، إذ يجري أحد أفراد العصابة اتصالاً معززًا بـالذكاء الاصطناعي مع الهدف في محاولة منهم لإقناعه بإرسال الأموال إلى حسابات وهمية أو حسابات ضحايا آخرين وأحيانا إلى حساب دار المزاد نفسها، وذلك عبر توجيه تهم مباشرةً إلى الضحية أو إقناعه بأن أمواله في خطر ويحتاج إلى نقلها ضمن حساب حكومي آمن تستطيع السلطات وحدها الوصول إليه.
في إحدى الحالات، انتحل المجرم شخصية موظف في لجنة التجارة الفيدرالية يدعى آلان فيتش وأخبر الضحية بأنه كان جزءًا من عملية احتيال واسعة الحجم لذا يجب عليه نقل أمواله إلى حساب آمن تابع للجنة حتى تتأكد من مصدر الأموال، وفي حالة رفضه، فإن الأمن الوطني سيوجه له تهمة التآمر ضد أمريكا وتسهيل عمليات السرقة وغسيل الأموال.
بالطبع ما كان من الضحية إلا أن أرسل شيكًا بقيمة تتجاوز 45 ألف دولار إلى حساب ضحية أخرى تابعة للمحتال قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية الأمريكية من تتبع الأموال والتحفظ عليها.
يسعى المحتالون دومًا لابتكار طرق متنوعة لإبعاد أنفسهم عن مصدر الأموال، ومن ضمن هذه الطرق تكوين شبكة احتيالات معقدة تتكون من ضحايا أوليين وضحايا ثانويين، إذ يرسل كل منهما الأموال إلى الآخر قبل أن تنتقل الأموال كلها إلى حسابات المحتالين. ومن ضمن الطرق الشائعة أن يقنع المحتال الضحية الثانوية بأنه يساعده على تحقيق دخل إضافي أو بأنه في حاجة إلى مساعدته.
ومع زيادة عدد ضحايا هذه الجرائم المبتكرة، أعلن الإنتربول عن تكوين قوة عالمية تضم أعضاءً من 61 دولة حول العالم لمحاولة تتبع هذه العصابة والقبض عليها، وذلك عقب تجاوز الأموال المسروقة أكثر من 257 مليون دولار عالميًا.