يعد فندق لامبرت Hôtel Lambert جوهرة وسط العديد من الأعمال المعمارية البارزة في باريس، ويرجع تاريخه إلى عام 1640، عندما شيده لويس لو فو، المهندس المعماري في العهد الملكي والذي ساهم في تصميم قصر فرساي.
وقد شكل الفندق منذ بنائه في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي موطناً لعدد لا يحصى من العائلات الشهيرة، إذ ارتاد النجوم والفنانون والكتاب والملحنون صالوناته الفخمة ليشكلوا نسيجاً ثقافياً غنياً على مر القرون.
يزخر فندق لامبرت، الذي يضم عددها 61 غرفة، بتحف فنية فاخرة ونادرة تعرض اليوم دار سوذبير للمزادات أكثر من 1000 قطعة منها.
تشمل المعروضات قطعًا من الأثاث الفرنسي والأواني الفضية والجواهر القديمة الفاخرة، وسيجري بيعها عبر 5 مزادات مباشرة عبر الإنترنت خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 14 أكتوبر.
يتناول كل مزاد موضوعاً مختلفاً، ليكون ذلك شهادة على النطاق الواسع للمجموعة، وتوفر المزادات على اختلافها فرصة للحصول على القطع التي كانت أثاثاً لأجمل الأبنية السكنية الخاصة في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن معرضًا مفتوحًا أمام الجمهور من 6 إلى 11 أكتوبر سيسبق المزادات التي تتوزّع عليها ست مجموعات من الكنوز النفيسة.
أما عائدات البيع، فستذهب لمؤسسة آل ثاني كوليكشن The Al Thani Collection Foundation، وهي منظمة غير ربحية تتمثل مهمتها الأساسية في النهوض بالفن والثقافة والترويج لهما.
في سياق الإعلان عن هذا الحدث، قال تشارلز ستيوارت، الرئيس التنفيذي لدار سوذبيز: «من دواعي سروري أن تكشف سوذبيز الستار عن المحتويات الرائعة لفندق لامبرت، المعلم المعروف عالمياً في باريس بتصاميمه الداخلية».
أما ماريو تافيلا، رئيس سوذبيز في فرنسا ورئيس مجلس إدارة الدار في أوروبا، فصرّح قائلاً: «إن السعي وراء الجمال والتميز هو جوهر هذه المجموعة المذهلة التي تضم قطعًا ينشدها أصحابها الذائقة الرفيعة من كل جيل.
كما أن زيارة هذا الملكية الفندقية الرائعة تشبه الدخول إلى أحد أقسام قصر فرساي الزاخر بالتاريخ والثقافة. نتطلع إلى عرض كل ما رأيناه على هواة جمع الأعمال الفنية في مختلف أنحاء العالم».
تضم المجموعة قطعاً تاريخية مبهرة من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين، ارتبطت بشخصيات شهيرة أمثال مدام دي بومبادور، ومدام دو باري والملكة ماري أنطوانيت، فضلاً عن نخبة من الأرستقراطيين وجامعي الأعمال المشهورين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وأساطين العصر الحديث، مثل هوبير دي جيفنشي وكارل لاغرفيلد، وبارون دي ريدي، وكونت ستروغانوف، وريتشارد والاس، وماريا سيرت وأنتينور باتينيو.
Sotheby's
يُذكر أن فندق لامبرت، الذي يقع على الطرف الجنوبي لجزيرة إيل سان لوي، وهي الأصغر بين جزيرتين تعترضان مسار نهر السين بالقرب من نوتردام، يُعد من معالم المعمار الفرنسي حيث يطل بنوافذ كبيرة وركن دائري يسمى روتوندا على نهر السين، ويتميز بحدائقه الخاصة المحاطة بسور يوفر لها الخصوصية.
ولكن الفخامة الحقيقية تظهر في داخل الفندق الذي صممت ديكوراته على نمط قصر فرساي الذي بني في التاريخ نفسه.
ويحمل الفندق، الذي أدرج مثل نصب تاريخي في عام 1862، سجلاً هائلاً من الأسماء التاريخية، سواء من ملاك مثل عائلة روتشيلد، أو من السكان والزوار الذين كانوا نجوماً في الفن والأدب والسياسة في أزمانهم، أمثال الكتّاب فولتير وجورج صاند وهونوريه دو بلزاك والموسيقي فرانز ليست والرسام يوجين دولاكروا، وغيرهم.
بل إن الموسيقي فريدريك شوبان أقام به وكتب إحدى أشهر مقطوعاته للبيانو والمعروفة باسم «بولونيز» لتعزف في الحفل السنوي البولندي الذي كان يقام هناك.
أما في أوساط مشاهير العصر الحديث، فيُحسب من بين زواره أميرة موناكو غرايس كيلي، وإليزابيث تايلور.