شهد قطاع الشركات التقنية في العام الماضي الكثير من الإقالات من مختلف الشركات الضخمة مثل مايكروسوفت وجوجل وميتا. ولكن أبل بمفردها نأت عن هذا الوضع ولم تصبها أي موجات إقالة للعاملين، وذلك بفضل ثقة الشركة في منتجها والأهم قيمتها السوقية التي تجاوزت الآن 3 تريليونات دولار.
تمكنت أبل من تحطيم حاجز 3 تريليونات دولار في قيمتها السوقية لتصل حاليًا إلى 3.05 تريليون دولار وفق مؤشر ناسداك وشبكة CNN، محققةً هذا العام نموًا يصل إلى أكثر من 2٪ في إجمالي قيمة الشركة، وهو نمو غير معهود في قطاع الشركات التقنية.
الارتفاع الأخير في أسهم الشركة يضعها في مقدمة نادي شركات التريليون دولار، متفوقةً بذلك على مايكروسوفت التي تقف حاليًا عند عتبة 2.53 تريليون دولار، وذلك رغم أن قيمة سهم مايكروسوفت الواحد أعلى من قيمة سهم أبل، إلا أن الأخيرة طرحت أكثر من 15.7 مليون سهم بقيمة 193.97 دولار للسهم الواحد.
أبل ليست غريبة على نادي التريليون دولار، إذ كانت من أوائل الشركات التي دخلت إليه في منتصف عام 2018 مع تحطيمها حاجز تريليون دولار تزامنًا مع إطلاق هواتف آيفون X وX max والجيل الرابع من ساعات أبل الذكية. ومن ثم عاودت الكرة مجددًا في أغسطس 2020 عندما أصبحت أول شركة أمريكية تحطم حاجز تريليوني دولار، علمًا أن أرامكو السعودية كانت أول شركة في العالم تحطم هذا الرقم.
النجاح الأخير الذي حققته أبل ليس مذهلاً بسبب تحطيمها لحاجز مهول في نادي التريليون دولار فحسب، ولكنه يعود أيضًا إلى التوقيت الصعب الذي تمكنت الشركة من تحقيق ذلك فيه، إذ يعاني قطاع المنتجات التقنية تخبطًا كبيرًا منذ العام الماضي. كما أن مبيعات الشركة نفسها انخفضت بسبب مشاكل في صناعة هواتف آيفون 14 ونقلها من الصين إلى بقية دول العالم.
وفي الحقيقة، كادت أبل أن تحطم هذا الحاجز في العام الماضي وتحديدًا يناير 2022، غير أن قيمتها انخفضت بمقدار 27٪ نتيجة مشاكل سلاسل التوريد ومخزون الشركة من هواتف آيفون. ولكنها لم تستغرق وقتًا طويلاً قبل أن تتمكن من العودة إلى القمة مجددًا.
يتوقع الخبراء أن يستمر نمو أبل في الفترة المقبلة بفضل عائدات الخدمات الخاصة بها مثل Apple TV+ و Arcade وغيرها، إذ قامت الشركة أخيرًا بدعم خدماتها مع مجموعة واسعة ومتنوعة من المزايا التي استمرت في جذب المستخدمين لهذه الخدمات طوال هذا العام. ومع إطلاق أنظمة التشغيل الجديدة في سبتمبر المقبل، فإنه من المتوقع أن ترتفع الاشتراكات لتصل إلى 100 مليار دولار بحلول سنة 2024 المالية في ما يطلق عليه المحللون مسار نمو غير مسبوق.
يضم نادي التريليون دولار شركات ضخمة على مستوى العالم، والغلبة في هذا النادي للشركات التقنية، إذ يضم 4 شركات من ضمنها أبل ومايكروسوفت، إلى جانب ألفابيت المالكة لمحرك بحث وخدمات جوجل وأمازون، فضلاً عن شركة أرامكو السعودية للبترول. وقد تمكنت إنفيديا، وهي شركة تقنية عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي وبناء الشرائح الخاصة به من الدخول في هذا النادي في الشهر الماضي بعد تجاوزها قيمة تريليون دولار.
ومن الجدير ذكره أن أبل أعلنت أخيرًا عن نظاراتها للواقع الافتراضي والمعزز في نقلة تقنية هائلة لقطاع نظارات الواقع الافتراضي. ومن المتوقع أن تكون هذه النظارات، التي يصل ثمنها إلى 3500 دولار، سببًا في تحقيق نجاحات كبيرة للشركة التقنية.