تاريخ قلعة توي باركلي

كان موقع هذه القلعة هو المقر التاريخي لعشيرة باركلي Barclay الشهيرة بأبردينشاير في حقبة العصور الوسطى منذ عام 1136. وقد بنيت القلعة في القرن الخامس عشر، وبالتحديد عام 1594.

وحسب السجلات التاريخية، فإن الطابقين العلويين للجناح الشرقي قد انهارا عام 1792، ليعاد بناء الجزء الأخير بعد نحو 82 عامًا من ذلك التاريخ في 1874. وبحلول منتصف القرن العشرين، أصبحت القلعة في حالة سيئة للغاية نتيجة الإهمال، إلى أن قرر مالكوها الحاليون، عائلة إلينغتون، تنفيذ مشروع تجديد كبير لإعادة المبنى التاريخي الأسطوري إلى سابق مجده، فجرى ترميم الطابقين السفليين منها وتجديدهما بالكامل عام 1973، ثم أضيف الطابقان العلويان عام 1976، وهو المشروع الضخم الذي حظي بإشادة دولية لتنفيذه بدقة شديدة.

ورغم كل ما تعرضت له قلعة توي باركلي في السابق، إلا أنها لا تزال - حسب الخبراء- تمتلك أفضل قاعة جرى الحفاظ عليها من أواخر العصور الوسطى بشمال يورك، إذ تبدو حتى الآن كما كانت خلال القرن السادس عشر.

وقد وصف ماركوس بيني القلعة في عام 1989 في مجلة Country Life بأنها ربما تمتلك أغنى تصميمات داخلية في أي مبنى في اسكتلندا، إذ تحتوي على مجموعة مهمة من المقتنيات، بما في ذلك أثاث من سنديان أبردينشاير الفريد، وعدد من العناصر المرتبطة تاريخيًا بالقلعة.

كما كانت عملية الترميم موضوع فيلمين وثائقيين شهيرين أذيعا بقنوات تلفزيونية مهمة في عامي 1988 و1989، أوضحا بشكل مذهل ما جرى تنفيذه من أعمال. كما ظهرت القلعة في العديد من المقالات المعمارية في الكتب والدوريات الأكاديمية، إذ جرى الاعتراف بقلعة توي باركلي دوليًا باعتبارها واحدة من أرقى مشاريع الترميم التي حدثت في اسكتلندا خلال القرن المنصرم.

تصميم توي باركلي الساحر

توي باركلي عبارة عن قلعة ببرج ومنزل على شكل حرف L، تمتد أراضيها إلى ما يقرب من 2.7 فدان. وعلى الرغم من مكانتها التاريخية المعروفة، إلا أنها أيضًا وظيفية للغاية كمقر إقامة دائم، إذ اتخذتها عائلة إلينغتون منزلاً عائليًا منذ أكثر من 50 عامًا.

تتألف القلعة من جزأين، أحدهما يتكوّن من 4 طوابق والآخر من طابقين، مع صف متصل من المباني الملحقة من جانبها الشمالي، وهي المباني التي يضم الطابق الأرضي منها غرفة للبستاني ومرآبًا وإسطبلات، وثلاث غرف للتخزين، وغرفة مرافق، وغرفة غسيل، وغرفة تحتوي على المجموعة التاريخية لصور باركلي، التي تعود للقرن الثامن عشر، مع مدفأة كبيرة من الحجر الرملي.

ثمة غرفة أخرى وحمام في الطابق الأول، فيما الطابق العلوي تحوّل إلى غرفة بلياردو. وما زال هذا الجزء من القلعة يشتمل على الأرضيات والمسارات الأصلية الحجرية وردية اللون، وكذلك الأرضيات الخشبية، والسلالم بالدرج الحجري، مع ما تشكله حولها من ساحة وفناء مبدع.

عند دخول القلعة، يظهر في الدهليز شعار عائلة باركلي، كما يوجد داخل الأبواب الأمامية فتحة للدفاع ضد المهاجمين، أمامها عمود حجري لاختباء المدافعين، فيما تبدو السقوف مقببة أسطوانية كما في المطبخ وغرفة الطعام.

أما الدرج، فيحتوي على ثقوب صغيرة أو عروات مخبأة للتنصت إلى المحادثات في الممر، وثمة فتحة في الحائط المواجه لإمكانية تمرير الطعام لغرفة الطعام التي تتباهى بلوحة إيطالية تعود إلى القرن السادس عشر للعشاء الأخير. أما القاعة الكبرى، فتبرز بالسقف المقبب ذي الأضلاع والتصاميم الفريدة التي لم تتعرض للتغيير، إذ يعرض الشعار الملكي إلى الآن بالقرب من المدفأة.

ويبدو المطبخ كقلب للطابق الأرضي من المنزل، بمساحته المميزة وغير الرسمية، المعدة لتناول الطعام بين فرنين قرمزيين لافتين. ولتناول الطعام في جو أكثر رسمية ستستخدم غرفة الطعام في الجهة المقابلة، وبجوارها غرفتان يمكن استخدامهما إما كغرف نوم متصلة أو غرفة نوم مع غرفة ملابس مجاورة أو كمكتب منزلي أو غرفة ألعاب.

ويضم هذا الطابق حمامًا فيما يؤدي السلم الحجري المنحني إلى الطابق الأول، حيث القاعة الكبرى المليئة بالأجواء الخاصة التي تبدو كغرفة استقبال مبهرة، فيما يتوفر المزيد من المساحة المريحة في غرفة الرسم المجاورة، مع مدخل يؤدي إلى غرفة نوم وحمام.

وتقع المكتبة في الطابق الثاني باعتبارها الملاذ الهادئ، مع حمام داخلي. وأخيرًا يأتي الطابق الثالث ومن خلاله يمكن الوصول إلى مساحة السطح حيث يمكن الاستمتاع بإطلالات بعيدة المدى على ريف أبردينشاير وحقولها المتموجة. ويوفر هذا الطابق غرفتي نوم متناسقتين جيدًا، إحداهما تضم غرفة ملابس.

سحر الطبيعة في محيط توي باركلي

تؤدي الدرجات الحجرية إلى الأسفل من القلعة إلى حديقتها الساحرة ذات الأزهار الملونة طيلة الموسم، وهي محمية ومحددة بجدران حجرية من ثلاث جهات، مع تشكيلات حجرية دائرية في المنتصف ومسارات من الحصى الوردي المندمجة مع المروج البديعة وأحواض الزهور المشذبة.

كما يوجد منزل زجاجي بسيط جنبًا إلى جنب مع سقيفة حجرية دائرية، ومطبخ، وبستان فواكه وسقيفة خشبية للتخزين. وفي الجانب الجنوبي توجد مساحات كبيرة من العشب، يحدها خارجيًا سياج معدني ومجموعة مختارة من الأشجار المزروعة، فضلاً عن كوخ البستاني في المقدمة التي تضم حديقة خاصة وسرية تكمل روعة قلعة توي باركلي.

وحسب شركة سافيلس Savills، فإن القلعة المعروضة للبيع تتميز بموقع متفرد في الجزء الشمالي الشرقي من اسكتلندا. فهي تتوسط عددًا من المدن الشهيرة التي توفر مختلف أنواع الخدمات والمرافق، بدءًا من التعليم مرورًا بالصحة والرياضة والتسوق والأنشطة الترفيهية والثقافية والاجتماعية.

كما تتباهى المنطقة بسهولة الوصول إليها وإلى مختلف هذه الأماكن من خلال شبكة كبيرة ومتنوعة من وسائل النقل والمواصلات، بما في ذلك الطيران والسكك الحديدية حتى النقل النهري والبحري، بما يعني أن هذه الصفقة -التي يعتقد بعض الخبراء أنها قد لا تتكرر- ستجعلك تمتلك سجلاً تاريخيًا لماضي هؤلاء الفرسان وأساطيرهم، ولكن بمفردات الحاضر والحياة المعاصرة.