في ستينيات القرن الماضي، وعندما رفعت فورد راية صناعة السيارات الرياضية الأمريكية عاليًا على الساحة العالمية من خلال انتصارها المدوي في لومان، قامت بذلك مع سيارة أمريكية بالاسم أوروبية بالمضمون، وذلك لأن جي تي 40 بمحركها المثبّت في الوسط خلف مقصورة القيادة، كانت تنتمي بتصميمها لمدرسة القارة العجوز.
أما اليوم، ومع موستانغ جي تي دي Mustang GTD التي نتحدث عنها هنا، والتي تقوم على أساس طراز موستانغ التقليدي، فتقارب فورد مسألة تحدي صناعة السيارات الرياضية الأوروبية عبر المحافظة على تراث موستانغ ودمجه بأحدث التقنيات الحديثة في مجال تسخير الهواء لمصلحة الأداء العام للسيارة، أي أنها تقوم بما تقوم به مع تركيز على النتيجة وليس على الشكل أو المضمون.
سيارة عضلات أمريكية أصيلة
من خلال استخدامها لمحرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 5.2 لتر مع شاحن توربيني خارق لتوليد قوة تزيد على 800 حصان، تبقى موستانغ جي تي دي وفية للمبدأ الأساسي الذي تقوم عليه سيارات العضلات الأمريكية، أي القوة المفرطة.
إلا أنّ فورد لم تكتف بذلك، بل عمدت إلى دعم هذه القوة بمنظومة ديناميكية هوائية ذكية توفر للسيارة الانسيابية العالية التي تحتاجها لاجتياز المسارات المستقيمة بسرعة على حلبات السباق، والضغط الهوائي إلى الأسفل الذي تحتاج إليه عند المنعطفات كي تحافظ على تماسكها.
وتعمل هذه المنظومة الديناميكية الحديثة من خلال تقنية تقليل مقاومة جسم السيارة للهواء عبر نظام هيدروليكي بتحكم إلكتروني يمكنه تغيير زاوية الجناح الخلفي وتنشيط اللوحات المثبّتة أسفل المقدمة، ما يحقق التوازن المثالي بين تدفق الهواء لزيادة السرعة وقوة الضغط نحو الأسفل لتعزيز التماسك على الطريق، اعتمادًا على ظروف القيادة.
Ford
فعندما تعبر Mustang GTD المنعطفات الحادة، يصبح التماسك أكثر أهمية من السرعة. عندها، وما إن يستشعر النظام أنّ سرعة السيارة انخفضت بسبب رفع قدم السائق عن دواسة الوقود، يعمد إلى تغيير زاوية الجناح الخلفي واللوحات السفلية لتوليد قوة ضغط هوائي إضافية في الجزء الخلفي من السيارة، الأمر الذي يساعدها على تجاوز المنعطفات بسرعة أعلى من دون فقدان السيطرة.
وفي الوقت نفسه، جرى تصميم الجزء السفلي الأمامي على شكل عارضة تساعد على تفريغ الهواء الداخل عبر حجرات العجلات الأمامية وفتحات الرفارف الكبيرة لتوفير منطقة ضغط منخفض تعمل كمصدر شفط للهواء وتساعد في الحفاظ على استقرار الجزء الأمامي من السيارة.
التماسك الميكانيكي متوفر أيضًا
بالإضافة إلى المنظومة الديناميكية الهوائية المتطورة، توفر فورد لسيارتها الجديدة تماسكًا ميكانيكيًا تتيحه إطارات أمامية بعرض 325 ملليمترًا، لتماثل في ذلك عرض إطارات طراز فورد جي تي الغني عن التعريف، بينما يبلغ عرض الإطارات الخلفية 345 ملليمترًا.
وتُثبت الإطارات على عجلات من الألمنيوم يبلغ مقاسها 20 بوصة، أو عجلات مصنوعة من المغنيسيوم، توفر مزيجًا مثاليًا من الوزن والمتانة، وتصميمًا مشابهًا لما يتوفر في سيارة السباق موستانج جي تي 3 .
وثُبتت خلف هذه العجلات مكابح من نوع بريمبو صُنعت من مركب الكربون والسيراميك، وجرى تحسينها لتحمل الحرارة الزائدة، لضمان كبح عالي الكفاءة وتوازن على طول منطقة الكبح. ويجري التخلص من حرارة المكابح الخلفية بمساعدة قنوات التبريد المثبّتة أسفل نظام التعليق الخلفي.
في ظروف القيادة العادية على الطرقات، يسمح نظام التعليق للسيارة بتجاوز العقبات المختلفة مع مستويات خمد مريحة، مقابل خمد أكثر صلابة عندما يكون الأداء الأقصى مطلوبًا على الحلبة. ويمكن لنظام التعليق خفض جسم السيارة بمقدار 40 ملليمترًا على السرعات العالية، كي يساعد على تحسين انسيابية تدفق الهواء.
Ford
موستانغ جي تي دي من الداخل
في المقصورة الداخلية، اعتمدت فورد على مواد فاخرة، بما في ذلك مادة ميكو المقترنة بالجلد وألياف الكربون. كما جرى تجهيز لوحة القيادة بشاشات رقمية تتيح للسائق التحكم الكامل ومتابعة المعلومات طيلة الرحلة.
وتُكمل مقاعد ريكارو المُحسَّنة والمناسبة للسباقات بالإضافة لأدوات التعشيق المصنوعة من التيتانيوم المشهد الرياضي في الداخل. وفي هذا تقول فورد إنها وفّرت للمقصورة بعض الإكسسوارات المستخلصة من نسخ قديمة لطائرات لوكهيد مارتن إف 22 الشهيرة، علمًا أنها تخلت عن المقاعد الخلفية في المقصورة لتقليل الوزن وتوفير مساحة للأمتعة.