في موقع متفرّد عند شاطئ القرم، ينبسط فندق ماندارين أورينتال مسقط متباهيًا بتصميم معماري لافت، وموفرًا إطلالة شاملة على بحر العرب وجبال الحجر المهيبة الممتدة على طول الأفق.
وبالرغم من أن بضعة أشهر فقط انقضت منذ افتتاحه في شهر يونيو الفائت، إلا أنه نجح في تكريس مكانته وجهة للاستمتاع بحسن الضيافة العُمانية، ومنطلقًا لاستكشاف الهندسة المعمارية القديمة التي تتميز بها مدينة مسقط وكنوزها الثقافية المتنوّعة.
فندق ماندارين أورينتال مسقط الجديد
في هذه الواحة التي تستزيد من المناظر البحرية الآسرة والتي تحرسها أشجار جوز الهند والنخيل، استوحى خبير التصاميم الداخلية الفرنسي الشهير زافييه كارترون تصميم الفندق من معالم الثقافة العُمانية الغنية والمتنوعة التي أعاد تشكيلها بأسلوب مبتكر في هذه الواحة، بداية من الردهة التي تُفضي إليها أبواب مستوحاة من إرث عُمان الأصيل، والتي يتزيّن قلبها بثلاث نوافير ترمز إلى تنوع تأثيرات منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا التي أسهمت في منح عُمان هويتها الفريدة. أما الثريا المذهلة التي تمتاز بفوانيسها الملونة، فتنير الردهة من مختلف الزوايا.
Mandarin Oriental, Muscat © George Apostolidis
يضم الفندق 150 فسحة إقامة يغلب عليها تصميم استُخدمت فيه مواد طبيعية من مصادر محلية.
يضم الفندق 103 غرف و47 جناحًا يغلب عليها تصميم داخلي استُخدمت فيه مواد طبيعية من مصادر محلية، بما في ذلك رخام وردة الصحراء وخشب الآش، لإظهار الجمال الطبيعي لعُمان.
وهنا كل قطعة من الأثاث المصنوع يدويًا تدعو الضيوف إلى استكشاف كنوز البلاد، على ما يشهد مثلاً اللوح الخلفي للسرير المستوحى من الكمة العُمانية التقليدية، والزخارف والأقمشة الأصيلة التي تحتفي بالأنماط التقليدية المنسوجة يدويًا، والفوانيس النحاسية المستلهمة من الخنجر العُماني الشهير والتي تعكس مهارة الحرف والصناعات اليدوية في المنطقة.
تحضر أيضًا الثقافة العُمانية في النادي الصحي الذي يعد برحلة شاملة للرفاه والعافية مستلهمة من الفلسفة الشرقية القديمة والطقوس العلاجية المتّبعة في سلطنة عُمان وتُستخدم فيها مكوّنات محلية.
Mandarin Oriental, Muscat © George Apostolidis
يعد النادي الصحي بـبرامج للعافية مستوحاة من طبيعة عُمان وخيراتها.
يكفي شاهدًا على ذلك العلاجان المميّزان اللذان يقدّمهما النادي تحت اسم Essence of Muscat أو "جوهر مسقط": يمكن للضيوف الاختيار بين علاج استعادة الطاقة Mountain Restoration المستلهم من هدوء جبال الحجر والذي يعتمد على القدرات الترميمية للورد والرمان واللبان العُماني، أو طقس الكوارتز والورد Rose Quartz Ritual الذي يستلهم أساليب الاستحمام بالرمال التي كانت شائعة قديمًا في الصحراء العربية، والذي يجمع بين العلاج الصوتي والتدليك الذي يحفّز الدورة الدموية وتقنيات تمسيد الوجه باستخدام الورد الدمشقي من الجبل الأخضر في عُمان.
Mandarin Oriental, Muscat © George Apostolidis
تكتمل المرافق العلاجية في النادي الصحي بحمّام تقليدي.
كما يشكّل الحمام التقليدي الواقع في قلب النادي الصحي والذي يعبق برائحة الزيوت العطرية ملاذًا للسكينة ومكمّلاً لمرافقه المتنوّعة التي تشمل، بالإضافة إلى الغرف العلاجية الثماني وجناح الأزواج، حجرة ساونا وغرفة للعلاج بالبخار، وأحواض سباحة خارجية، ومجالس للاسترخاء، فضلاً عن مركز للياقة البدنية مجهّز بأحدث المعدات والتقنيات.
أما رفاه الذائقة، فتتكفّل به في هذا الفندق خمسة مطاعم تقدم مجموعة واسعة من التجارب العالمية، وذلك تحت إشراف الطاهي التنفيذي رايموند رجيلي الذي انتقل من ماندارين أورينتال جاكرتا إلى مسقط.
Mandarin Oriental, Muscat © George Apostolidis
في مطعم "رواية"، تستلهم قائمة الطعام الثقافات والمعارف والتقاليد المتبادلة على طريق الحرير.
وتشمل هذه الوجهات مطعم "إيسينزا" Essenza الذي يدعو ضيوفه إلى خوض رحلة شاملة عبر المناطق الساحلية الإيطالية وتذوّق أشهى الوصفات التقليدية المتوارثة عبر الأجيال.
على أنكم لن ترغبوا أيضًا في تفويت الفرصة لزيارة مطعم "رواية" الذي يحكي قصة مطابخ مختلفة تذكرنا بالكنوز الموجودة على طول طريق الحرير، وذلك من خلال قائمة مستوحاة من تبادل الثقافات والمعارف والتقاليد على طول هذا الطريق التجاري القديم.
رحلات استكشافية مختلفة
ثمة أيضًا حكايات من نوع آخر يتيحها الفندق الذي يعد من أفخم فنادق سلطنة عُمان إذ ينسّق لضيوفه رحلات استكشافية مختلفة، بما في ذلك برنامج مدته يوم أو نصف يوم لزيارة مسجد السلطان قابوس الكبير الذي يُعد جوهرة التاج في معالم عُمان الثقافية، وسوق مطرح الزاهر بالمشغولات اليدوية والتذكارات المحلية، ومتحف بيت الزبير التراثي الذي يُعد واحدًا من أقدم المتاحف في عُمان.
يوفّر الفندق أيضًا تجربة متفرّدة لاستكشاف الإرث الثقافي لمسقط، وتشمل هذه التجربة زيارة دار الأوبرا الملكية ومتحف الموسيقا الذي تحتضنه، وذلك قبل التوجّه للاستمتاع بمشهد الغروب الآسر من قلعة مطرح.
أما تجربتنا المفضلة، فتمثّلت برحلة ماتعة إلى قلعة نزوى وسوقها التقليدي النابض بالحيوية وشملت أيضًا زيارة قرية بركة الموز التقليدية بأبنيتها المشيدة من الطين والآجر وصولاً إلى الجبل الأخضر حيث ترسم حدائق الورود سمفونية بصرية وحسية تستأثر بالحواس.