ظلّ فندق لو رويال مونسو - رافلز باريس le Royal Monceau Raffles Paris يحرس مدينة الأنوار بعناية منذ تأسيسه في عام 1928 من موقعه المتميز في شارع هوش التاريخي، الذي يبعد بضع دقائق فقط عن شارع الشانزليزيه وقوس النصر. 

ينتمي هذا الفندق إلى فئة الفنادق القصور التي تتفوق في نواح عدة على الفنادق من فئة خمس نجوم، ومن بين 12 فندقًا من هذه الفئة في باريس، فإنه يعد أكثرها عصرية. على أن التعمق في قصة هذا الفندق يعني فكّ خيوط نسيج قوامه الفن والطهي والتاريخ بدرجة أكبر.

بعد أن أسس بيار بيرمون وأندريه جونيو فندق لو رويال مونسو Le Royal Monceau، تعززت مكانته بالتدريج خلال ثلاثينيات القرن العشرين، إلى أن اكتسب سمعة طيبة بسبب فخامة غرفه وتمايز خدماته وتجسيده لروح عصر الجاز. 

اجتاز الفندق أهوال الحرب العالمية الثانية بسلام بعد أن آوى الضباط الألمان خلال احتلال باريس. وعندما وضعت الحرب أوزارها، استعاد مجده السابق واستمر في اجتذاب أفراد الطبقات الراقية.

في عام 2008، خضع الفندق لتحوّل كبير: أغلق أبوابه طيلة عامين في ظل مشروع تجديد شامل تحت التوجيه الإبداعي للمصمم والمهندس المعماري الفرنسي الشهير فيليب ستارك. كان الغرض من هذه العملية إضفاء رداء من الفخامة الحديثة على المعالم التاريخية المبهرة للفندق الذي باتت تديره علامة رافلز، وهذا ما ظهر عندما أعيد افتتاحه في عام 2010، إذ اتخذ هيئة آسرة تناغم بين الطابع العصري والتفاصيل المعمارية لأسلوب هوسمان. 

أسبغ فيليب ستارك لمسته المتمايزة على الغرف والأجنحة من خلال آلات الغيتار الموقّعة على الأرضيات والخربشات على أغطية المصابيح.

Patrick Locqueneux © Royal Monceau Raffles Paris

أسبغ فيليب ستارك لمسته المتمايزة على الغرف والأجنحة من خلال آلات الغيتار الموقّعة على الأرضيات والخربشات على أغطية المصابيح.

بهذا التجديد الباذخ، تأكد أن فندق لو رويال مونسو يسير على درب التطور ويتطلع إلى المستقبل من دون إقصاء ماضيه المجيد، ما يضمن بقاءه منارة للرفاهية الفرنسية لأجيال لاحقة.

يواصل فندق لو رويال مونسو تكريس مكانته التاريخية

كان هذا الفندق، ولا يزال، قبلة للمشاهير والأثرياء. فقد فضّله الكاتب إرنست همنغواي الذي وجد فيه الإلهام، كما أمضى فيه الموسيقي الشهير راي تشارلز فترة ممتدة من الزمن، ما حفز الفندق على تخصيص جناح باسمه يحتوي على بيانو بلِيال كبير. 

ومن المشاهير الآخرين الذين أقاموا في الفندق نجد والت ديزني، ومهراجا كشمير، والملك فاروق، ومايكل جاكسون، ومادونا، وروبرت دي نيرو، وصوفيا كوبولا.

يُعد فندق لو رويال مونسو - رافلز باريس Le Royal Monceau - Raffles Paris مثالاً على "الفنادق الفنية" الحقيقية، إذ تزخر مساحاته الداخلية بأعمال فنية منتقاة عمرها قرن من الزمان، ما يجعله حارسًا من حراس الفن والتراث الثقافي. 

يستطيع الضيوف مطالعة أكثر من 350 عملاً فنيًا في مختلف أنحاء الفندق، لكن أبرزها يتوزّع في المرافق العامة. على سبيل المثال، تُزين لوحة الفنانة روسون كرو، المعنونة Grand Salon, Maison d’Alsace والتي ترجع إلى عام 1929، غرفة كبار الشخصيات في مطعم Il Carpaccio، فيما تزدان مختلف منصات السلالم في الفندق بمرايا من تصميم الفنان الإنجليزي ستيفن سميث.

للباحثين عن تجارب إقامة باذخة على الطراز الباريسي، يوفّر القصر ثلاث شقق خاصة تتمايز بأرقى وسائل الرفاهية.

Vincent Leroux © Royal Monceau Raffles Paris

للباحثين عن تجارب إقامة باذخة على الطراز الباريسي، يوفّر القصر ثلاث شقق خاصة تتمايز بأرقى وسائل الرفاهية.

في أحد الطوابق السفلية للفندق، تنشدّ الأنظار إلى تركيب للفنان الروسي نيكولاي بوليسكي يشتمل على 15 مجسمًا خشبيًا من الأيائل والغزلان ويتباهى بحجمه الكبير وجاذبيته الريفية. وتحتضن جنبات الفندق أشكالاً فنية أخرى، مثل الصور الفوتوغرافية التي التقطتها أرليت كوتشونيان للموسيقي راي تشارلز، والتي تزين الجناح المسمّى باسمه. 

كذلك، يتباهى الفندق القصر بأعمال فنانين بارزين مثل سيمون شابوت وكويشيرو دوي وغاي لو كويريك ولوسيان هيرفي ورون غونيريوسن وتييري دريفوس وهاري غرويارت وماري ميلارد.

يعد فندق لو رويال مونسو أول فندق في العالم يقدم خدمات فنية خاصة، تشمل زيارات إلى المتاحف والمعارض والاستوديوهات وجولات ثقافية مصحوبة بمرشدين، فضلاً عن معارض فنية تُنظم في أرجائه. 

وإلى جانب الجولات المنسقة لمطالعة المجموعة الفنية الخاصة بالفندق، يستطيع الضيوف تفقد معرض الفنون، حيث صالة بيل إير فاين آرت التي تعد إحدى الصالات الفنية المعاصرة الرائدة في أوروبا، نظرًا لاشتمالها على عدد كبير من الأعمال الممتعة والمثيرة.

فضلاً عن ذلك، يتجلى ارتباط لو رويال مونسو بالفنون في مكتبة الفنون التي تتضمن أكثر من 700 كتاب، وفي سينما كتارا التي تقيم بانتظام عروضًا خاصة للأفلام الكلاسيكية والمعاصرة، ما يجعلها مساحة متفردة للاستمتاع بالروائع السينمائية في أجواء حميمة.

وإذا كان فندق لو رويال مونسو مهدًا للثقافة، فإنه يُعد أيضًا منارة للطهي بفضل التجارب المتفردة التي توفرها مطاعمه الراقية العديدة. 

يتجلى ارتباط لو رويال مونسو بالفنون في مكتبة الفنون التي تضم أكثر من 700 كتاب.

Hana Lê Van © Royal Monceau Raffles Paris

يتجلى ارتباط لو رويال مونسو بالفنون في مكتبة الفنون التي تضم أكثر من 700 كتاب.

يتمايز القصر بمطعمه الراقي "ماتسوهيسا باريس" Matsuhisa Paris الذي يستقدم الفلسفة الإبداعية للطاهي الشهير نوبو ماتسوهيسا إلى قلب باريس من خلال أطباق تمتزج فيها النكهات اليابانية والبيروفية. في الفندق، يستمتع الضيوف بهذه الأطايب محاطين بجداريات الفنان ستيفان كاليه "Jardin à la Française" التي تزين السقف.

يحتفي الفندق أيضًا بتراث الطهي الإيطالي من خلال مطعم Il Carpaccio الحائز نجمة ميشلان، إذ يتيح الاستمتاع بالنكهات الصقلية المعدّة باستخدام أجود مكونات جبال الألب. 

يُشرف أوليفر بيراس وأليساندرا ديل فافيرو على هذا المطعم الذي يزهو بمساحات داخلية تضاهي روعتها روعة الأطباق، ويعود الفضل في ذلك إلى الحرفي توماس بوغ، الذي زَخرف جدران المطعم المحاط بالواجهات الزجاجية وأبوابه بلوحة من الأصداف الملصقة يدويًا بالكامل.

بالإضافة إلى ذلك، يدعو مطعم La Cuisine ضيوف الفندق إلى تناول وجبات إفطار رائعة ووفيرة حتى عندما يتأخر الوقت. وإذ ترتفع درجات الحرارة، تُشرع المطاعم أبوابها على ظلال حديقة La Terrasse التي تتوسط الفندق.

في مواسم الدفء، تشرع المطاعم أبوابها على ظلال الحديقة السرية La Terrasse التي تتوسط الفندق.

Romeo Balancourt © Royal Monceau Raffles Paris

في مواسم الدفء، تشرع المطاعم أبوابها على ظلال الحديقة السرية La Terrasse التي تتوسط الفندق.

تكتمل الأطايب المقدمة في مختلف مطاعم فندق لو رويال مونسو بأصناف متنوعة من الحلويات اللذيذة، إذ عكف يزيد إشمراهين، بطل العالم في "الحلويات المجمدة"، وطاهي المعجنات ألكساندر فافر، على ابتكار مجموعة من الحلويات العصية على الاستنساخ.

لإعداد هذه الحلويات، التزم المبدعان باستخدام ثلاثة مكوّنات وثلاث طبقات فحسب، وهذا ما يرفعها إلى مقام الأعمال الفنية التي تُرضي العين والذائقة على السواء، شأنها في ذلك شأن الأعمال التي تزين جنبات هذا الفندق القصر.

فكعكة Black Forest مثلاً، تحتوي على زهور الفانيليا المدغشقرية والتاهيتية، ما يعني أن الحلويات في فندق لو رويال مونسو تجسيد مثالي للرفاهية التي لا نظير لها.

يستفيد ضيوف الفندق من وصول مباشر إلى نادي Clarins & myBlend الذي يُعد ملاذًا صحيًا قائمًا بذاته.

Karine Bouvatier © Royal Monceau Raffles Paris

يستفيد ضيوف الفندق من وصول مباشر إلى نادي Clarins & myBlend الذي يُعد ملاذًا صحيًا قائمًا بذاته.

تجارب إقامة باذخة على الطراز الباريسي في فندق لو رويال مونسو

تتباهى غرف الفندق وأجنحته برموز تصميمية تلائم القصور، إذ أسبغ عليها فيليب ستارك لمسته المتمايزة من خلال آلات الغيتار الموقّعة على الأرضيات والخربشات على أغطية المصابيح. بيد أن الأنظار تتجه أكثر إلى الحمامات، لأنها تزخر بالمرايا والأسطح العاكسة، في تصميم يشبه غرف قياس الملابس الراقية.

وللباحثين عن تجارب إقامة باذخة على الطراز الباريسي، يوفّر القصر ثلاث شقق خاصة مذهلة، يمكن بلوغها عبر مدخل منفصل في شارع 41 جادة هوش المجاور. تتوزع هذه الشقق الخاصة والحصرية على خمسة طوابق وتتمايز بأرقى وسائل الرفاهية، مثل الحمامات الخاصة والصالات الرياضية والسينما المنزلية والصالونات الكبرى وغرف الطعام الخاصة.

وبما أن خدمات الضيافة ركيزة من ركائز الفندق، يمكن للضيوف الاستعانة بالمدربين الشخصيين والطهاة الخاصين والخدم الفرديين.

في فسحات الإقامة، تتجه الأنظار خصوصًا إلى الحمامات التي تزخر بالمرايا والأسطح العاكسة، في تصميم يشبه غرف قياس الملابس الراقية.

Patrick Locqueneux © Royal Monceau Raffles Paris

في فسحات الإقامة، تتجه الأنظار خصوصًا إلى الحمامات التي تزخر بالمرايا والأسطح العاكسة، في تصميم يشبه غرف قياس الملابس الراقية.

إلى جانب وسائل الرفاهية المتاحة للمقيمين في الشقق الخاصة، فإنهم يستفيدون من وصول مباشر إلى النادي الصحي الفاخر Clarins & myBlend.

يُعد هذا النادي ملاذًا صحيًا قائمًا بذاته، إذ إنه يحتضن أكبر مسبح داخلي في المدينة، وحمامًا تقليديًا، ومسبح واتسو، ونافورة ثلجية، وغرفة لاكونيوم، واستوديو لتمارين البيلاتيس، واستوديو للملاكمة التايلاندية، فضلاً عن غرف متطورة للياقة البدنية وغرفة لليوغا.

يستطيع الضيوف أيضًا تجربة مجموعة من علاجات الجسم والتدليك، وعلاجات الوجه التقليدية التي يستخدم فيها "مدربو التجميل" منتجات كلارنس الأساسية.

وفيما يحتل النادي مكانة مرموقة بين ملاذات السكينة، تترسخ مكانة فندق لو رويال مونسو رافلز باريس من حيث كونه ملتقى للفخامة والاسترخاء على حد سواء، ووجهة منشودة تتيح لمريديها الانغماس في إرث يمتد نحو قرن من الزمان.