يُعرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة السياحة العالمية "السياحة المستدامة" بأنها سياحة تراعي آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتسعى لتلبية احتياجات الزوار والصناعة والبيئة وتحترم ثقافة المجتمعات المضيفة.
وفي قطاع الضيافة، تتقارب اليوم الفخامة والسياحة المستدامة أكثر من أي وقت مضى، لا سيّما وأن كثيرًا من أماكن الإقامة الفخمة حول العالم باتت تتباهى بأنها صديقة للبيئة وتتبنى التوجه إلى الاستدامة، من خلال الانضمام إلى المساعي للحد من تأثيرات السياحة السلبية على البيئة، والحد من التلوث وانبعاثات الكربون والأضرار التي تلحق بالبيئة الطبيعية، فضلاً عن توفير فرص عمل للسكان المحليين، والحفاظ على الثقافة والتراث والحياة البرية.
بداية من الاهتمام بالمناظر الطبيعية المحيطة والحياة البرية، إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية، نجحت بعض الفنادق والمنتجعات الفاخرة في سد الفجوة بين الرفاهية والوعي البيئي، ووفرت ملاذات بيئية جميلة للمسافرين المتميزين، ليكونوا أصدقاء للبيئة دون التضحية بمعايير الراحة والرفاهية التي ينشدونها.
اخترنا لكم فيما يأتي 4 من أفخم الفنادق الصديقة للبيئة حول العالم.
Pikaia Lodge في جزر غالاباغوس
يثبت فندق بيكاي لودج Pikaia Lodge بنجاح أن التركيز على الاستدامة لا يعني أبدًا التضحية بوسائل الراحة التي تعد بها الملكيات الفندقية من فئة الخمس نجوم. فالفندق، الذي يفتح أبوابه لعدد قليل من المسافرين الذين يعون أهمية الحفاظ على البيئة، يحتل موقعًا مميزًا في جزر غالاباغوس في إكوادور، وقد جرى تشييده باستخدام مواد البناء الأكثر صداقة للبيئة، مثل بلاط غالاباغوس المصنوع يدويًا من الحمم البركانية والذي يكسو الأرضيات والجدران.
بالإضافة إلى المصابيح ذات الصمامات الثنائية الباعثة للضوء LED، والأثاث الأنيق المصنوع من مواد مُعاد تدويرها، يلتزم الفندق الحد من انبعاثات الكربون بكل طريقة ممكنة، فيستخدم الألواح الشمسية لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيله، فيما أسطحه تجمع مياه الأمطار لتنقيتها، والأسقف ذو الألوان الفاتحة تحول دون تراكم الحرارة الداخلية. لذا تنتفي الحاجة إلى أجهزة تكييف الهواء في الغرف والأجنحة الفسيحة التي تتميز بتصميم جذاب بسيط، ويتكامل بعضها مع شرفات خاصة وأحواض للسباحة، وواجهات زجاجية تمتد من الأرض حتى السقف متيحة إطلالات لا تُضاهى على التلال الخصبة، ما يجعلها مثالية للاسترخاء في خصوصية تامة.
يحتضن أيضًا فندق بيكاي لودج Pikaia Lodge، الذي يمتلك يختًا خاصًا بطول 15 قدمًا، مسبحًا غير متناه، ومطعمًا عصريًا يوفر إطلالات لا مثيل لها على المسبح والمتنزّه الوطني، ومكتبة، وناديًا صحيًا، فضلاً عن صالة ألعاب رياضية مجهزة بأحدث المعدات. كما أنه يوفّر مسارات ذات مناظر خلابة للمشي والركض وركوب الدراجات، ويتيح الانطلاق في رحلات استكشافية ماتعة.
Pikaia Lodge | فنادق فاخرة صديقة للبيئة
Borgo Pignano في إيطاليا
في خفاء ريف توسكانا التاريخي المحاط بالتلال والغابات والبحيرات والشلالات، يوفر فندق بورغو بينيانو Borgo Pignano ملاذًا ريفيًا ملهمًا ينبسط وسط الحدائق ذات المناظر الطبيعية الأخاذة والمزارع العضوية وبساتين الزيتون. إنه مقصد أولئك الذين يبحثون عن مكان إقامة فاخر وصديق للبيئة في آن، مع إطلالات آسرة. وقد صُمم الفندق بدقة شديدة لإظهار جمال البيئة المحيطة والحفاظ عليها وتقليل الأضرار التي تلحق بها.
يوفر هذا الفندق مجموعة متنوعة من أماكن الإقامة التي جرى تجديدها وتزيينها بعناية باستخدام مواد صديقة للبيئة من مصادر محلية. وعلى الرغم من تجديد الفيلا الرئيسة التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، إلا أنها لا تزال تحتفظ بسحرها الأصلي والتفاصيل الثرية التي تظهر بوضوح في الغرف والأجنحة الفارهة، على ما هو عليه أيضًا حال المنازل الريفية التي تحمل لمسات أوروبية أنيقة، ويتميّز بعضها بلوحات جدارية إيطالية أصلية، فيما تتشارك جميعها دقة الاهتمام بالتفاصيل. ويعزز التجربة المستدامة هنا نظام التدفئة الصديق للبيئة، والمياه الساخنة التي يجري الحصول عليها من مزيج من الألواح الشمسية والمراجل التي تعمل بالحطب، وتغذيها الأخشاب التي تؤخذ من الغابة المحيطة.
يضم فندق بورغو بينيانو Borgo Pignano مسبحًا غير متناهٍ في الهواء الطلق، وناديًا للأطفال، ومعرضًا فنيًا، ومنتجعًا صحيًا يستخدم العلاج بالأعشاب والمستخلصات النباتية، ويتكامل مع غرف للعلاج بالبخار، وحمام تقليدي وصالة ألعاب رياضية. أما مطعمه الراقي، فيقدم أطايب متنوعة مُعدة بعناية من مكونات عضوية طازجة. فالأراضي المحيطة تحتضن مزرعة عضوية تقدم محاصيل وفيرة من زيت الزيتون والطحين والعسل والحبوب، وتضم أيضًا إسطبلات للخيول، ما يعني فرصة لممارسة الفروسية بجانب مجموعة كبيرة من الأنشطة الترفيهية.
Borgo Pignano | فنادق فاخرة صديقة للبيئة
Kokomo Private Island في فيجي
يقدم منتجع Kokomo Private Island مثالًا يُحتذى به عندما يتعلق الأمر بأماكن الإقامة الفخمة الصديقة للبيئة. بل إنه يجسد جوهر الرفاهية المرتكزة على الاستدامة في واحد من أفضل المواقع في جزر فيجي. تمتد جزيرة كوكومو الخاصة على مساحة 140 فدانًا، وتتباهى بوفرة من الغابات المطيرة المورقة والحياة البرية الغنية، والشعاب المرجانية البكر والمياه اللازوردية والشواطئ الرملية الخلابة التي تهيّئ المشهد لمغامرات لا مثيل لها.
في جزيرة كوكومو الساحرة، يمكن للضيوف الاختيار بين 21 فيلا أو خمسة مساكن فاخرة والانغماس في فلسفة المنتجع التي تحتفي بالبيئة الطبيعية وتعطي أهمية بالغة للحفاظ عليها من خلال سلسلة من الأنشطة.
تشغل الفيلات المؤثثة بفخامة، والتي تراعي متطلبات العزلة والخصوصية، أماكن مرتفعة بين النباتات المورقة، ويحتوي كل منها على مسبح خاص غير متناه، وحديقة، ومناطق معيشة فسيحة ذات مخطط مفتوح وإطلالات مدهشة، مع إمكانية الوصول المباشر إلى الشاطئ. بالإضافة إلى الخادم الشخصي، يستمتع الضيوف المقيمون في المساكن بتجربة شواء خاصة في الموقع مع عربة لاستخدامها طوال فترة إقامتهم.
فضلاً عن ذلك، توفر مزرعة المنتجع التي تمتد على مساحة خمسة فدادين كل المكونات المستخدمة في قائمة الطعام المتغيرة باستمرار، بالإضافة إلى مصنع لإعادة التدوير لتعزيز تجربة السياحة المستدامة. كما يقدم النادي الصحي مجموعة متنوعة من العلاجات الطبيعية، ويتكامل مع صالة للألعاب الرياضية كاملة التجهيز، وملاعب لكرة المضرب، وناد ترفيهي للأطفال، ومسبح مشترك تتوزع في محيطه أرائك للتشمس.
Kokomo Private Island | فنادق فاخرة صديقة للبيئة
Habitas Tulum في المكسيك
يتميز فندق Habitas Tulum بموقع استثنائي في بلدة تولوم الشاطئية بشبه جزيرة يوكاتان، حيث ينبسط بين الغابات الغناء والبحر الكاريبي بالقرب من مدينة المايا القديمة، أحد أجمل المواقع الأثرية في المكسيك، ما يمنحه إطلالات لا تقاوم.
يلتزم فندق Habitas Tulum توفير معاني الرفاهية الصديقة للبيئة، متيحًا للمسافرين التواصل مع الحياة البرية المذهلة والمناظر الخلابة. فقد صُمم هذا الفندق، الخالي من المنتجات البلاستيكية، والذي يشجع ضيوفه أيضًا على تبني هذا التوجه، ليندمج بسلاسة مع الغابة المحيطة.
تحتضن هذه الملكية 32 فسحة للإقامة تنقسم إلى خمسة أجنحة مطلة على البحر، و17 غرفة بالقرب من الغابة، وقد جرى تشييدها باستخدام مواد لا تترك أي تأثير على الطبيعة.
يعكس تصميم الغرف كلها المحيط الطبيعي المبهر، بما في ذلك الجدران القماشية والأسقف المبنية من مواد طبيعية، وتكمله شرفات خارجية ومنصات للاستحمام في الهواء الطلق باستخدام مكونات طبيعية مثل جوز الهند والأفوكادو والعسل.
يحتضن الفندق مسبحًا غير متناه في الهواء الطلق منحوتًا من الحجر الجيري القديم، وشاطئًا خاصًا على ساحل الكاريبي، وناديًا صحيًا يوفر علاجات مستوحاة من حضارة المايا ويتوسطه هيكل زجاجي أنيق من ثلاثة طوابق يضم استوديو لليوغا في الهواء الطلق، فضلاً عن مطعم مورو الفاخر الذي يقدم قائمة شهية تدمج أطباقها النكهات المكسيكية والمتوسطية وتُعد من مكونات محلية طازجة.
تنتشر في الفندق مناطق للاستلقاء مع طاولات طويلة مشتركة مصنوعة من الخشب المستصلح، وفسحات أخرى زُينت بحرص بوسائد ملونة وطاولات منخفضة. كما ينظم الفندق مجموعة مسلية من الأنشطة لإبقاء الضيوف مستمتعين طوال الوقت.