يستعد اليوم منتجع غلين إيغلز Gleneagles للغولف في المرتفعات الاسكتلندية لافتتاح موقعه الثاني: فندق تاون هاوس Townhouse المكوّن من 33 فسحة إقامة تتوزّع على المساحة التي كان يشغلها بنك اسكتلندة (وسابقًا الشركة البريطانية للكتان) في وسط مدينة إدنبرة. لكن هذه الوجهة لن تشكل فندقًا فاخرًا فحسب، إذ إن ألف شخص من السكان المحليين سيُدعون للانضمام إلى نادي الأعضاء بعد أن يدفعوا مقابل هذا الامتياز رسمًا سنويًا يقارب 2,900 دولار.
وفيما سيظل أحد المطاعم في الملكية مفتوحًا للعامة، فإن مرافق الفندق الأخرى كلها، ومنها المجلس فوق السطح والنادي الصحي الرياضي الفسيح، ستكون متاحة للضيوف المقيمين والنخبة المختارة من السكان المحليين.
كما سيحظى الأعضاء بالأفضلية عندما يتعلق الأمر بحجوزات الغرف، وسيستفيدون من أسعار مخفّضة. في حديث إلى مجلة Robb Report، يقول كونور أوليري، المدير العام لمنتجع غلين إيغلز إن هذا التوجه يجسّد نموذج أعمال طبيعيًا لفندق بدأ في الأصل مسيرته ناديًا للغولف. ويضيف أوليري أن ثمة فجوة أيضًا في سوق العاصمة الاسكتلندية حيث لا يوجد أي ناد حصري مستقل للأعضاء أو فرع لنوادي سوهو هاوس، موضحًا: "نعرف العديد من الأشخاص الذين يأتون إلى منتجع غلين إيغلز ممّن يعيشون ويعملون في إدنبرة. لذا نعتقد أن الغرف الثلاث والثلاثين في الفندق ستُحجز من قبل ضيوف نعرفهم من قبل بطريقة أو بأخرى".
لكن فندق غلين إيغلز تاون هاوس لا يجسّد حالة متفرّدة. فاليوم يتزايد عدد الفنادق الفاخرة في العالم التي تبتكر برامج مماثلة تلقى استحسان السكان في المناطق المجاورة بقدر الزائرين الآخرين.
سيتبنى فندق أستر Aster Hotel المكوّن من 35 غرفة، والذي سيُفتتح قريبًا في هوليوود، النموذج نفسه المعتمد في غلين إيغلز مقدمًا بموازاة فسحات الإقامة برنامجًا للعضوية.
إذا ما حللت ضيفًا على واحد من الأجنحة الممتدة على مساحة 700 قدم مربعة في هذا الفندق المخصص للراشدين فحسب، فإنك ستحصل على إذن مؤقت لاستخدام مرافقه إلى جانب 3,000 عضو من السكان المحليين جرى اختيارهم بعناية ويدفع كل منهم رسمًا قيمته 3,600 دولار في السنة.
تدير فندق أستر شركة فنادق سولت Salt Hotels الصغيرة التي شارك في تأسيسها ديفيد بود، خرّيج إمبراطورية أندريه بالاز التي تضم فندق شاتو مارمون Chateau Marmont الشهير في لوس أنجليس. ربما يذكر بعضكم إعلان بالاز سابقًا عن مخططاته لتحويل صيغة نادي المشاهير إلى برنامج رسمي للأعضاء بحلول أواخر 2020، وإن كانت هذه المخططات لمّا تتحقق بعد ولا معلومات عن موعد التحوّل المنشود.
Sam Frost
حوض السباحة في فندق أستر Aster Hotel بمدينة نيويورك.
وسيصل قريبًا إلى مدينة نيويورك فندق The Ned الذي يجمع بين الفندق والنادي الحصري للأعضاء، والذي شارك في إطلاقه نِك جونز من سوهو هاوس. سيحتل الفندق/النادي الموقع الذي كان يشغله من قبل فندق نوماد NoMad.
كما ستختبر علامة أمان برنامج عضوية جديدًا في فندقها بمدينة نيويورك قبل اعتماده في مواقع أخرى. سيجري اختيار 100 فرد فقط ليكونوا أعضاء مؤسسين مقابل رسم انضمام إلى البرنامج بقيمة 100 ألف دولار، ورسم اشتراك سنوي بقيمة 15,000 دولار لخمسة أشخاص.
أما في أوستن، فلا حدّ لعدد السكان المحليين الذين يستطيعون تحويل منتجع Commodore Perry Estate إلى ناديهم الخاص فيما يستفيدون من امتيازات تشمل خدمة ركن السيارة مجانًا، وتخفيضًا بنسبة 20% على أسعار الإقامة في هذا المنتجع أو في أي ملكية أخرى تابعة لمجموعة منتجعات أوبيرج. تبلغ قيمة رسوم الانضمام إلى العضوية 12,500 دولار، فيما حُدد الاشتراك السنوي بمبلغ قدره 2,400 دولار.
أما إذا كنت تسأل عن دافع الفنادق الفاخرة إلى تبني نموذج الأعمال هذا الآن، فإن أوليري من منتجع غلين إيغلز يقول إنه بات من الذكاء التنويع في مصادر العائدات في أعقاب الجائحة التي أثبت الزوّار المحليون خلالها أنهم يضطلعون بدور رئيس للتعويض عن غياب الضيوف من المسافرين بسبب الحظر العالمي.
أما الخبير في السفر كيث والدون من شركة Departure Lounge في أوستن، فيقول: "إن الأمر يتعلق بالتحوّط من الخسارة. كما أن هذا النموذج يتيح لهم استغلال المساحات المتاحة في ملكياتهم لوقت أطول خلال اليوم". شكل أيضًا التحوّل واسع النطاق إلى العمل جزئيًا من المنزل عاملاً مشجعًا على هذا التوجّه. وفي هذا يقول والدون: "يحتاج الأفراد إلى ملاذ ينعتقون إليه. إنها نوعًا ما آلية للحفاظ على الرُشد الاجتماعي".
فضلاً عن ذلك، يشكل هؤلاء الجيران الذين يدفعون رسوم عضوية مشهدًا مرحبًا به من منظور ضيوف الفنادق. يقول الخبير الاستشاري جيف غورتمان من شركة الضيافة Coyle Hopitality: " لم تُبتكر الفنادق لتبقى مقفرة"، مقرًا بأن ملء المساحات العامة بالسكان المحليين مقابل رسم اشتراك يجسّد مفهومًا ذكيًا يضخ حيوية في المكان.
ويتوقع غورتمان ألا يقتصر بيع العضوية على السكان المجاورين بل يشمل أيضًا الأثرياء من الضيوف الحريصين على أن يجدوا حجوزات في مواسم الذروة، لا سيّما وأن البرامج بمعظمها تقدم للأعضاء أولوية عند حجز الغرف وغير ذلك من امتيازات. يقول غورتمان: "الكل يريد المكوث في آسبن في موسم الأعياد، والإقامة في توسكانا صيفًا، لكن هذه الرغبة لا تتحقق للجميع. فتوافر فسحات الإقامة هو عامل الحسم".