ومع ذلك، اشتهرت أودي في مجال الدفع الرباعي وتصميم باوهاوس. من المؤكد أن العلامة تباطأت في الارتقاء من أواخر السبعينيات إلى منتصف الثمانينيات، ولكن مع نسخة معدلة بشكل كبير من سيارتها المدمجة في ذلك الوقت جاءت R8 الخارقة.

"R8" تعيد تعريف معاني الراحة والسهولة 

منذ بدايتها بوصفها سيارة نموذجية في عام 2003 حتى ظهورها النهائي بعد 21 عامًا، كانت السيارة ذات المحرك الوسطي تتصدر المجموعة. 

مثلما فعلت سيارة Acura NSX قبل عقود مضت، فقد أعادت R8 تعريف مدى الراحة والسهولة التي يمكن أن تتمتع بها قيادة السيارة الخارقة. 

وكان لتصميم طراز R8 المبدع وأدائه دور في منافسة سيارات تكلف أغلى بكثير، إذ كان لها شأن في إعادة تعريف أودي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

مكانة عالية في عالم السباقات

في مطلع القرن الحادي والعشرين، كانت أودي تحتل مكانة عالية في عالم السباقات، وحققت العلامة انتصارات متتالية في سباق لومان 24 ساعة في الأعوام 2000 و2001 و2002 مع سيارة سباق التحمل R8، متفوقة على منافسين مثل كاديلاك وبنتلي. 

كانت أقرب سيارة رياضية تمتلكها العلامة في ذلك الوقت هي TT، والتي كانت في الواقع شبيهة لسيارة فولكس فاغن GTI ولكن بتصميم مستلهم من أسلوب الآرت ديكو.

وفي عام 2003، وتكريمًا لهذه الانتصارات الثلاثية المتتالية، قررت أودي الاحتفال بتقديم مفهوم تصوري لسيارتي Avantissimo وSteppenwolf. أما سيارة الكروس أوفر المدمجة ستيبنوولف، فكانت سابقة لعصرها بعقد من الزمن على الأقل، فيما أفانتيسيمو لم تظهر للنور.

بل إن مفهوم لومان كواترو Le Mans quattro الذي كشف عنه في معرض جنيف للسيارات عام 2003 كان شيئًا مختلفًا تمامًا. فالتصميم جعل السيارة فريدة من نوعها مع المصابيح الأمامية LED، والشفرة الجانبية للعمود B ذات الألوان المتباينة، والمنحنيات المرنة كانت جميعها لافتة للنظر، إلا أن التصميم بأكمله كان متماسكًا وواقعيًا.

جزء من السبب الذي جعل السيارة تبدو جاهزة هو هيكل الإطار المشترك مع لامبورغيني غالاردو والذي دخل حيز الإنتاج في العام نفسه. وقد شاركت سيارة لامبورغيني الجديدة الكثير مع أودي: ليس الهيكل الخارجي فحسب، ولكن أيضًا محرك V-10 سعة 5.2 لتر على الرغم من أنه مزود بشاحن توربيني.

دخول سيارة "R8" حيز الإنتاج

وسرعان ما أصبح المفهوم التصوري مضاءً باللون الأخضر، ودخل التصميم حيز الإنتاج وتغير الاسم من "لومان" إلى "R8" تكريمًا لسيارة السباق. أعلن عن السيارة النهائية لأول مرة في عام 2007. 

ولكن عندما اتخذ القرار بعد سباق لومان 24 ساعة 2005 بأن سيارة السباق R8 كانت رمادية اللون بدرجة كبيرة بحيث لا يمكنها الاستمرار في المنافسة، قررت أودي تسريع إنتاج السيارة المجازة للطرقات وتقديمها بإصدارها بعام.

ظهر إنتاج R8 رسميًا لأول مرة في معرض باريس للسيارات في خريف عام 2006، وبدا مطابقًا تمامًا للسيارة الاختبارية التي أبهرت العالم. 

ومع ذلك، كان المشجعون الذين كانوا يأملون في وصول محرك V-10 المزود بشاحن توربيني مزدوج إلى مرحلة الإنتاج أيضًا في حالة مفاجأة؛ إذ لم يكن المحرك المثبت بين السائق والمحور الخلفي وحشًا توربينيًا مثل سيارات لامبورغيني، ولكنه نسخة معدلة قليلاً من محرك V8 سعة 4.2 لتر المستخدم في RS 4 في تلك الحقبة. 

ومع ذلك، كانت بقوتها البالغة 420 حصانًا وقوة عزم دورانها التي تساوي 429 نيوتن متر أكثر من كافية للتنافس في ذلك العصر، خصوصًا أن سعرها 109 آلاف دولار فقط، أي أرخص من غالاردو وفيراري F430.

وصف موقع Road & Track السيارة بأنها "قريبة من الكمال". وأطلقت عليها مجلة السيارات لقب "سيارة العام". وأعطتها Car and Driver أعلى الدرجات على سيارة بورشه 911 توربو. ويقال إن أسطورة السباق جاكي إيكس وصفها بأنها "أفضل سيارة على الطرق اليوم".

ظهور سيارة أودي R8 في فيلم الرجل الحديدي

استغرق الأمر ظهورًا واحدًا على الشاشة في العام التالي لتحقق السيارة شهرة واسعة، خلال بطولة Super Bowl لعام 2008، حين ظهرت سيارة أودي R8 في إعلان مقلد من مشهد رأس الحصان الشهير في فيلم The Godfather الذي أظهر رسالة بنهاية الإعلان: "لقد تم للتو ملاحظة الفخامة القديمة". ثم بعد بضعة أشهر، أدت R8 دورًا مساندًا باعتبارها السيارة المفضلة لتوني ستارك في فيلم الرجل الحديدي Iron Man. 

قال مخرج الفيلم جون فافرو حينها: "إن أودي R8 هي السيارة المثالية لشخصية الرجل الحديدي، مضيفاً إنها تحفة فنية من حيث التقنيات والسرعة والأمان الذي توفره لمستخدميها".

حقق الفيلم نجاحًا ساحقًا، ولم تلفت سيارة أودي الرياضية الجديدة نظر الملايين فحسب، بل ربطوها أيضًا بسلسلة الأبطال الخارقين في العالم. وقاد ستارك الذي يؤدي دوره روبرت داوني جونيور سيارات R8 في مختلف أفلام الرجل الحديدي الثلاثة وفيلم Avengers، كما أدت سيارات أودي الأخرى أدوارًا بارزة في أفلام أخرى من عالم مارفل السينمائي.