في مبنى يعود إلى خمسينيات القرن التاسع عشر في تشيلسي، جنوب غرب لندن، تتمايز إحدى الشقق ليس بموقعها الاستراتيجي فحسب، بل بعناصرها التصميمية المثالية لهواة جمع الفنون أيضًا.
عندما اشترت جامعة الأعمال الفنية الإيطالية أومبيرتا غنوتي بيريتا شقتها في لندن، تعاونت مع استوديو الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي الدولي توميف Tomèf، الذي أسسه توماسو فرانشي، لإعادة تصميم المساحة وتحويلها إلى شقة عملية لعائلتها تعكس حبهم للفن والتصميم.
أعاد استوديو توميف تشكيل المساحات الداخلية، وكانت النتيجة توفير مساحة مريحة وراقية، مع عناصر من الطراز الإنجليزي ولكنها تعكس أيضًا الجذور الإيطالية لبيريتا وطريقة عيشها.
مساحات داخلية رحبة
تمتلئ الشقة بالضوء وقد أخذه توميف كنقطة انطلاق للتصميم، فأعاد ابتكار المساحات الداخلية لتضفي طابعًا ترحيبيًا وواسعًا. يقول توماسو: "على الرغم من أنها شقة صغيرة، إلا أن استحداث ردهة أكبر جعلها تبدو أكثر رحابة مما هي عليه، كما سمح لنا بفصل مناطق غرف النوم الخاصة عن مناطق المعيشة العامة".
قد تكون المناظر الداخلية التي ترصدها الأنظار داخل هذه الشقة العلوية في مدينة تشيلسي بلندن أفضل من الإطلالات الخارجية المتاحة، وذلك لسبب واحد فحسب هو أن كل زاوية هنا صُممت من منظور التركيز على الفن.
Tomèf
تصاميم مخصصة
تأتي ألوان غرفة المعيشة مستلهمة من لوحة Flora Yuknovitch الفنية المعلقة أعلى رف منحوت متموج صممه توميف خصيصًا للمساحة. كانت المدفئة تقع بعيدًا عن وسط الغرفة - وهي مشكلة شائعة في لندن - لكن توماسو أعاد تصميمها بشكل غير متماثل لإخفاء عدم التوازن وجعله يبدو متعمدًا.
وقد نحتت المدفأة يدويًا من قطعة واحدة من رخام كارارا لتعكس التراث الإيطالي للعائلة. وكانت أومبيرتا حريصة على بث حياة جديدة في زوج من الأرائك القديمة التي كانت تملكها، لذلك أعيد تنجيدها في مخمل حريري من Dedar.
يتزيّن مدخل الشقة أيضًا بثريا مصممة حسب الطلب من غاليري نيلوفار في ميلانو، معلقة فوق طاولة مصنوعة حسب الطلب من قبل حرفيين متخصصين في فرنسا مع كرسيين من خمسينيات القرن الماضي استُحصل عليهما من Dorian Caffot de Fawes وتكاملا مع شمعدانات نحاسية من Gong.
Tomèf
أعمال فنية لآندي وارهول وأندريا إنكونتري
Tomèf
أما الطابع الغالب في غرفة النوم الرئيسة فحدده توماسو بورق الحائط أحادي اللون من Pierre Frey. فوق السرير، يشير عمل فني لآندي وارهول إلى خلفية التصنيع الخاصة بالعائلة، فيما تحيط بالباب المؤدي إلى الحمام لوحتان من Le Tipe Umane لأندريا إنكونتري.
Tomèf
يجمع الحمام الفاخر المستوحى من فن الآرت ديكو بين ثلاثة أنواع مختلفة من الرخام أحادية اللون، سوداء، وردية، ورخام بلون البيج مع تطعيمات نحاسية، وكلها مصممة حسب الطلب من قبل توميف.
يقول توماسو فرانشي عن التصميم: "إن عملنا في توميف يدور حول تحقيق التوازن. نحن مثل قادة الأوركسترا المنظمين، نجمع بين العديد من العناصر المختلفة، كل منها جميل في حد ذاته ولكنه أكثر جمالاً عند دمجه بعناية مع غيره. في هذه الشقة دمجنا التحف العتيقة بعناصر معاصرة. الشقة صغيرة ولكنها فاخرة؛ إنها شقة عملية ولكنها أيضًا مريحة وملهمة من الناحية الجمالية".