مؤسس دار بيل أند روس ورئيسها التنفيذي في حديث خاص عن المشروع الحلم الذي تكلل إتقانًا لفن التمايز.
يقول كارلوس – أنطونيو روسيلو إن لعلامة بيل أند روس حكايتها الخاصة التي لا تنفك فصولها تتطور وتتجدد سنة تلو الأخرى. أما أصل الحكاية، فهو تلك الرؤية الطموحة التي جمعت بين روسيلو وبرونو بيلاميتش، صديقه منذ أيام الدراسة الثانوية، وما تقاسمه الشريكان، على اختلاف خلفيتهما الثقافية، من شغف بالغ بالفنون، وصناعة الساعات، وعالم السيارات، والملاحة الجوية، والمغامرات البطولية والتصاميم عسكرية الطابع. إنه هذا الشغف الذي تحددت به الخارطة الجينية لدار بيل أند روس، أو المشروع الحلم الذي يستعرض روسيلو بداياته في حديث خاص إلى مجلتنا، مسلطًا الضوء على أبرز الإنجازات التي تحققت في عمر مشروعه، وعلى المقاربة الإبداعية المتفردة للدار في إطار سعيها الدؤوب إلى التمايز والتجدد.
ما أكثر ما يستثير شغفكم بعالم الساعات؟
من الصعب شرح الشعور بالشغف. إنه إحساس يتملكك فحسب. لكني كنت منذ نعومة أظفاري مفتونًا بعالم الطيران، والتصميم، والساعات.
أبصرت دار بيل أند روس النور سنة 1994، وتركز نشاطها على ابتكار ساعات متفرّدة وذات منفعة. فما الذي حفّز الاهتمام بتطوير ساعات تستلهم العالم العسكري؟
كانت تجمعني وشريكي برونو بيلاميتش، رؤية مشتركة تمثلت بالرغبة في إعطاء الأولوية للتصميم ذي الطابع الوظيفي الذي يركّز على الأساسيات وينأى عن أي زوائد. وبرأيي أن الساعات عسكرية الطابع تشكل على الأرجح خير مثال على هذا المبدأ. يُعزى السبب في ذلك إلى ضرورة أن تلبي هذه الساعات بعض المتطلبات المبدئية البسيطة: ينبغي أولاً أن توفّر الوضوح في القراءة، وأن تقيس الوقت بدقة بالغة، وأن تكون موثوقة ومتينة للغاية. من الضروري أيضًا أن يقارب الأداء الوظيفي لهذه الساعات حد الكمال، لا سيّما وأنها مخصصة للاستخدام في الجو والبحر وعلى اليابسة.
عندما جمعنا هذه المعايير الأربعة، ابتكرنا النواة لما سيشكل الخارطة الجينية لعلامة بيل أند روس. لقد انطلقنا في هذه الدار في رحلة لصناعة الساعات تركز على الإبداع والأداء المتفوق، ومن ثم على فن الجاذبية.
كيف تقيّمون التحديات التي تواجه بيل أند روس، بوصفها علامة حديثة، في إطار التنافس مع دور رسّخت إرثها في قطاع صناعة الساعات على مرّ قرون عدة؟
إن اختيارك لساعة من بيل أند روس يعني أنك تبحث عن التمايز. فاستخدام الرموز المستوحاة من عالم الطيران يُشعرك بالانتماء إلى ناد خاص وحصري. تُجسّد بيل أند روس علامة حيوية تتفرّد بابتكار طُرز مصممة للمحترفين في مهنهم ومستوحاة من العالم العسكري وقطاع الملاحة الجوية. إذا ما تأملت في ابتكاراتنا كافة، فإنك ستدرك أنها شاهد على ما يتحلى به صنّاع الساعات في الدار من ملكة إبداعية وحس ابتكار لا حدود لهما. إن قوتنا تكمن في مقدرتنا على المجازفة وسرعتنا في الاستجابة.
ما أعظم الإنجازات التي تفاخر بها؟
تجلت القفزة العملاقة سنة 1994 مع ابتكار المجموعة الأولى للدار. وبعد بضع سنوات، وتحديدًا في عام 1997، استثمرت شانيل في العلامة بحصة الأقلية من الأسهم، الأمر الذي أتاح ضخ رأس المال على نحو نقدّره، فضلاً عن توفير وحدة إنتاج لنا بما أن شانيل تمتلك مصنع ساعات G&F Chatelain في لا شو دو فون.
يبقى طرح ساعة BR 01 الشهيرة، التي ميّزت عام 2005، واحدًا من أعظم الإنجازات التي نفاخر بها، لأنها انبثقت عن الفكرة البسيطة المتمثلة بتحويل لوح العدادات في مقصورة الطائرة إلى ساعة معصم.
إن هذا الابتكار يجسّد بتصميمه المبسّط والمتفرّد أصدق تعبير عن خارطتنا الجينية. تزهو الساعة بعلبة مربعة الشكل، وميناء دائري يوفر وضوحًا في القراءة، وأبعاد عريضة، فضلاً عن الكفاءة في التصميم الوظيفي. تطورت هذه الساعة باستمرار من دون أن تفقد هويتها الأصلية. حققنا إنجازًا آخر في السنتين الأخيرتين مع إطلاق طراز متميز جديد تمثل بساعة Bell & Ross BR 05.
BR 05 CHRONO WHITE HAWK
كان تأسيس الدار حلمًا تشاركته مع صديق الطفولة برونو بيلاميتش. فإلى أين تتوقع أن يقودكما تاليًا هذا الشغف المشترك بصناعة الساعات؟
تفخر دار بيل أند روس بكونها تحث زبائنها على الحلم من خلال تصاميمها، وملكتها الإبداعية، وتمايزها. ما يهمّ حقيقة هو أننا بقينا منذ لحظة تأسيس العلامة أوفياء لرؤيتنا وحرصنا دومًا على تقديم رسالة واضحة ومتناسقة. إننا نتوخّى الوضوح في ما يتعلق بتوجهنا، وفلسفتنا التصميمية، والزبائن الذين نبتكر ساعاتنا لهم، وهذا ما لن يتغيّر أبدًا.
في بدايات الجائحة العالمية، بدا أن قطاع الساعات يواجه المجهول. كيف اختبرتم في الدار تداعيات الأزمة؟
في دار بيل أند روس، لم نسمح للقيود التي فرضتها جائحة كورونا بأن تعيق خطة إصداراتنا. بل إننا التزمنا بالتقويم المحدد لهذه الإصدارات واستخدمنا مجموعة من قنوات التواصل لبلوغ جمهورنا. فبالإضافة إلى وسائل الإعلام، وجامعي الساعات ووكلاء البيع بالتجزئة، استخدمنا وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز رسالتنا. لم يعد خفيًا على أحد أن شبكات التواصل الاجتماعي قد أسهمت في تقليص المسافات بين العلامات وهواتها.
فصعوبة السفر في ظل الجائحة أدت إلى تغيّر أساليب البحث عن المعلومات. وقد لاحظنا أيضًا نموًا واضحًا في أنشطة المتاجر الإلكترونية، وفي حالتنا خصوصًا، اكتشفنا في هذا السياق أسلوبًا مباشرًا للتواصل مع هواة العلامة وزبائننا. بل إننا نجحنا أيضًا في توطيد الرابط الذي أتاحه تشارك الشغف نفسه. لكن هذه التجربة ليست آنية، إذ إننا سنستمر باعتماد هذا الأسلوب في التواصل. والحقيقة هي أننا نرى في ذلك فرصة لتجديد العلامة وللتكيف مع تحديات أكبر. إننا نسعى دومًا إلى الدفع بحدود الممكن على مستوى التصميم والأداء الوظيفي.
ما هي برأيكم أبرز العناصر التي تحدد وجه صناعة الساعات مستقبلاً؟
لم تؤثر الجائحة على ذائقة المستهلكين، ولكنها خلفت تأثيرها على القدرة الشرائية عندهم. فالزبائن ينشدون ساعات قيّمة أو ربما أكثر عملية. إنهم يرجعون اليوم إلى الأساسيات، وهذا هو جوهر فلسفتنا التصميمية. الأوقات العصيبة التي نعيشها فرضت علينا التفكير أكثر من أي وقت مضى في دلالات حياتنا، ووظائفنا، وما نبتاعه. وقد تجلت الحاجة إلى التمسك بالأغراض الجميلة التي تتصدى لعاديات الدهر. هذا ما هو عليه حال ساعة بيل أند روس. إنها تمثل ابتكارًا عمليًا ذا منفعة ويتميز بتصميم يعلو فوق التوجهات الآنية.
ما أعظم درس تعلّمته خلال مسيرتك المهنية؟
تعلّمت أن أتبع شغفي وأبقى وفيًا لمبادئي وطموحاتي بعيدًا عن أي مساومة. إذا كنت قادرًا على أن تحلم بإنجاز ما، فإنك تستطيع تحقيقه. على ما يقول أوسكار وايلد: "اسعَ دومًا إلى بلوغ القمر. حتى إن لم تفعل، فإنك ستحط بين النجوم". لا ينبغي للمرء أن يستسلم أبدًا. تتبادر إلى ذهني الآن صورة من مسلسل The Persuaders أو المقنعون (المسلسل الكوميدي التشويقي الذي جمع بين توني كيرتس وروجر مور). إنها في حالتنا قصة تكامل. لكل منا، أنا وشريكي برونو بيلاميتش، حساسياته الثقافية المختلفة، لكننا مدفوعان بالشغف نفسه والرؤية نفسها، ونتشارك أيضًا القيم نفسها.
كارلوس – أنطونيو روسيلو / مؤسس دار بيل أند روس ورئيسها التنفيذي
هل تذكر أول ساعة اقتنيتها؟
كانت ساعة من علامة كيلتون تلقيتها عندما كنت في العاشرة من العمر. لكن أول ساعة رائعة امتلكتها كانت من جاجيه -لوكوتر. كانت الساعة التي ترجع إلى ثلاثينيات القرن الفائت ملكًا لجدي، وقد حصلت عليها بمناسبة بلوغي الثامنة عشرة من العمر.
هل تستهويك عوالم أخرى؟
أمارس هوايات عدة خارج إطار عملي، مثل الطهو، والسفر، ولعب الشطرنج. كما أني هاو للفن والعمارة. يسرّني أني مولع بعوالم متعددة، لكن أكثر ما يسعدني هو أني لا أشعر بأني أعمل عندما أمارس مهامي الوظيفية لأن صناعة الساعات كانت دومًا تشكل أحد مواطن شغفي.
بوصفكم مولعين بعالم الفنون، أي الأعمال الفنية تعكس ذائقتكم الشخصية، وهل تجمعون روائع محددة؟
أهوى على وجه الخصوص أعمال الفنانين الإسبان من القرن السابع عشر أمثال غويا وفيلاسكيز الذي تلفتني مقاربته للون الأسود، أو بمعنى أدق تدرجات الأسود المختفة. أثمّن أيضًا إبداعات إل غريكو، وبيكاسو، وروثكو. وقد لا يبدو ما سأقوله غريبًا، ولكني أهوى جمع الساعات. أحب أن أزين معصمي بساعة ترافقني وتلائم لحظات مختلفة في يومي وفي حياتي. لذا أميل إلى الساعات غير المتكلفة. قد أرتدي الساعة نفسها طيلة أسبوع أو شهر كامل ولكن ليس أكثر من ذلك.
لكني لا أخطط للأمر مسبقًا، بل أختار الساعة التي سأرتديها في الصباح نفسه. بالإضافة إلى ساعات بيل أند روس، أثمّن خصوصًا ضمن مجموعتي ساعات إيه لانغيه أند صونه، وإف ب جورن، وجاكيه درو.
BR 01 Cyber Skull Sapphire
في أسفارك الكثيرة، أي البلاد تركت أثرا بالغا في نفسك؟
يتأرجح فؤادي بين روما وبرشلونة، العاصمتين المفضلتين عندي. لكني اختبرت أيضًا واحدة من أروع رحلاتي في ماليزيا، وخصوصًا عند سواحل بانكور، الجزيرة التي تنأى بمريديها عن العالم كله. هناك ينبسط منتجع Pangkor Laut. أنا شغوف بآسيا التي تفتنني بما تتمايز به عن أي بقعة أخرى على مستوى الجمع بين السكينة، والخدمة الرفيعة، والتقاليد الثقافية.
كيف يختبر المرؤ ذروة الرفاهية؟
إن ذروة الرفاهية عندي تكمن في استفادة المرء من كامل وقته والاستمتاع بالمباهج التي يعد بها قضاء الوقت برفقة الأحباء.