عندما وصلت Mclaren 720S إلى الأسواق قبل بضع سنوات، أتت آنذاك حاملةً معها مواصفات تصميمية بالغة التطور، لترسم بذلك الخطوط العريضة للصيغة التي ينبغي أن تكون عليها السيارات الرياضية الخارقة العصرية. لذا، وعندما حان موعد إخضاع السيارة لعملية تحسين وإعادة إطلاقها تحت اسم McLaren 750S، لم تجد شركة ماكلارين أي ضرورة لإجراء أي تغييرات على خطوطها الخارجية في ما خلا بعض التفاصيل الدقيقة جدًا والكفيلة بتحسين الأداء.

تصميم سيارة McLaren 750S

رغم أنّ تصميم السيارة العصري الأنيق لا يحتاج إلى أي تغييرات تجميلية، إلا أنّ ماكلارين نفذت بعض التعديلات التي تخدم الأداء العام. وقد تركزت هذه التعديلات على المقدمة التي جُهّزت بعاكس هواء أمامي بحجم أكبر يسهم بفعالية أعلى في منع رفع الجزء الأمامي للسيارة على السرعات العالية.

وقبل أن تُختتم التعديلات الخارجية بإعادة رسم تفاصيل الجزء السفلي من جانبي السيارة بهدف تحسين انسياب الهواء وتبريد المكابح، عمدت ماكلارين إلى تجهيز المركبة بجناح خلفي نشط أكبر حجمًا جرى تثبيته في وضع أعلى بمقدار بوصتين، وهو ما أتاحه نظام العادم الجديد المستوحى من Mclaren P1 طيبة الذكر.

عدّلت ماكلارين المحرك وأعادت برمجة المنظومة الإلكترونية التي تتحكم به، ليصبح قادرًا على توليد قوة 740 حصانًا.

Beadyeye.tv LTD © McLaren

عدّلت ماكلارين المحرك وأعادت برمجة المنظومة الإلكترونية التي تتحكم به، ليصبح قادرًا على توليد قوة 740 حصانًا.

من الداخل، وما إن تفتح أبواب السيارة، حتى تجد مقصورة رياضية يركّز تصميمها على السائق وعلى توفير جو من الانشراح من خلال المساحات الزجاجية الواسعة، خصوصًا في القسم الخلفي من المقصورة. فحتى العمود C الخلفي مجهز بمساحات زجاجية شفافة. باختصار، لا يختلف تصميم المقصورة في السيارة الجديدة كثيرًا عما كان يتوفر في طراز Mclaren 720S، ولكن جرى الاستغناء فيها عن لوحة العدادات القابلة للإمالة واستعيض عنها بلوحة عدادات تتحرك داخل حاوية متصلة بعمود التوجيه.

أما بالنسبة للمقاعد، فهي تتوفر بخيارين، الأول هو المقاعد التقليدية ذات التصميم الرياضي، ولكن مع مراعاة إمكانية استخدام السيارة بشكلٍ يومي. أما الخيار الثاني، فيتمثّل بمقاعد للسباق مصنوعة من مواد خفيفة الوزن جرى تغطيتها بوسائد رقيقة بهدف إعطاء الأولية لتثبيت جسم الراكب خلال القيادة الديناميكة عالية الأداء.

على الصعيد التقني

جُهّزت السيارة بنظام معلومات وترفيه جديد يعمل من خلال شاشة يبلغ حجمها 8 بوصات، وهو سريع الاستجابة، ويوفّر رسومات محسّنة وقوائم سهلة الاستخدام.

في ما خلا الخطوط الخارجية التي لم تشهد أي تغيير جذري، أخضعت سيارة McLaren 750S لعملية ترقية شاملة بدأت مع المحرك المكوّن من ثماني أسطوانات سعة 4.0 لترات والذي قام مهندسو ماكلارين بتعديل مكوّناته وإعادة برمجة المنظومة الإلكترونية التي تتحكم به، ليصبح قادرًا على توليد قوة 740 حصانًا مقابل قوة عزم دوران أقصى تبلغ 800 نيوتن متر.

جرى الاستغناء عن لوحة العدادات القابلة للإمالة واستعيض عنها بلوحة عدادات تتحرك داخل حاوية متصلة بعمود التوجيه.

McLaren

 جرى الاستغناء عن لوحة العدادات القابلة للإمالة واستعيض عنها بلوحة عدادات تتحرك داخل حاوية متصلة بعمود التوجيه.

كما جرى تعزيز عرض المحور الأمامي بمقدار 6 ملليمترات لتحسين الأداء الديناميكي للسيارة. أما نظام التعليق، فعُدّل ليصبح أخف وزنًا وأعلى فعالية، واستفاد أيضًا من ترقية طالت نظام التحكم الاستباقي بالمخمدات، والنوابض الأمامية التي أصبحت أكثر ليونة بنسبة 3 بالمئة، مقابل نوابض خلفية أكثر صلابة بنسبة 4 بالمئة، الأمر الذي وفّر تماسكًا أفضل عند المنعطفات.

الجدير بالذكر أيضًا هو أنّ ماكلارين جهزت سيارة McLaren 750S بنظام أحدث لرفع السيارة من الأمام عند الحاجة إلى تجاوز العوائق، إذ أصبح النظام أكثر سرعةً في الاستجابة مقارنة بما كان عليه الحال في السابق. 

رغم أنّ جهاز التعليق الذي يوفق بين الراحة والتماسك العالي، يلتقي في سيارة McLaren 750S مع المحرك ذي الأداء السلس على توفير إمكانية استخدام السيارة على الطريق بشكلٍ يومي، إلا أن اختبار مستوى التطور الذي تتمتع به هذه السيارة يفرض قيادتها على حلبة السباق. لذا، وما إن جلست خلف المقود وانطلقت بالسيارة على حلبة دبي أوتودروم، حتى بدا لي جليًا انحيازها إلى توفير تسارع خاطف وتدفق عالٍ للقوة بشكل يرفع من مستويات الإثارة.

على مستوى التصميم الخارجي، تصدّرت التعديلات على المقدمة تجهيزها بعاكس هواء أمامي بحجم أكبر.

Beadyeye.tv LTD © McLaren

على مستوى التصميم الخارجي، تصدّرت التعديلات على المقدمة تجهيزها بعاكس هواء أمامي بحجم أكبر

ويمكن التحكّم بهذا التسارع وهذه القوة بشكلٍ فعّال من خلال دوّاسة التسارع الدقيقة وشديدة الحساسية، خصوصًا أنّ القوة العالية تتوفر بشكلٍ كاف حتى على سرعات دوران المحرك المنخفضة. كان الملاحظ أيضًا تحسن أداء السيارة بنسبة كبيرة مقارنة بسلفها. فدواسة الوقود أصبحت أسرع في الاستجابة، وعلبة التروس صارت أكثر سلاسة خلال التعشيق.

على أن أهم ما توفره لك السيارة خلال القيادة هو الثقة الناجمة عن شعور عالٍ بالسيطرة على ما يجري. فحتى خلال ارتكاب بعض الهفوات على الحلبة، كأن تعتمد مسارًا منحرفًا عن مسار التسابق المثالي، أو أن تدخل منعطفًا ما بسرعة أعلى من قدرة المحور الأمامي على التحمل، الأمر الذي يؤدي إلى الانزلاق، تُشعرك السيارة بأنك لا تزال تسيطر عليها، أو على الأقل بأنها جاهزة للاستجابة لمحاولاتك الهادفة إلى تصويب الأمور.

في الختام، ورغم أن تقنية McLaren 750S تعتمد على محرك احتراق داخلي من دون أي منظومة هجينة تساعد على دفع السيارة نحو الأمام، الأمر الذي يعني أن ما يوجد خلف مقصورة القيادة هو أمر ينتمي للمدرسة القديمة (المدرسة المحببة بتعبيرٍ أدق).

إلا أنّ ما يجتمع في هذا الطراز من خطوط خارجية عصرية، وأداء عنفواني على الحلبة كما على الطريق، يُشعرك بأنه ينتمي إلى مستقبل السيارات الرياضية وليس ماضيها.