فيما تواصل بورشه الاعتماد على تراثها الممتد لعقود من الزمن في عالم السباقات، تحرص دومًا على تطوير سيارات قادرة على توفير تجربة قيادة ممتعة، بغض النظر عن الفئة التي تنتمي إليها. ويشمل ذلك مركبات الدفع الرباعي متعددة الاستخدامات مثل سيارة Cayenne S Coupe التي نجربها اليوم. فبالرغم من أنّ وزنها يُعد ثقيلاً بالنسبة لسيارة رياضية (أكثر من 2,000 كيلوغرام)، إلا أنّ بنيتها الميكانيكية تسمح لها بأن تتبنّى على الطريق سلوك سيارة رياضية عالية الأداء.

وهنا يُسجل لبورشه أنها، مقابل كل خطوة خطتها في الاتجاه المعاكس لفكرة السيارة الرياضية المتطرفة لصالح الأداء العالي، حققت خطوتين نحو العملية، لتكون المحصلة النهائية سيارة قادرة على تلبية احتياجات العائلة لوسيلة نقل عملية، من دون التنكر لرغبة السائق في تجربة قيادة حيوية تتيحها مركبة تستحق أن تحمل شعار بورشه، العلامة الأنجح في سباقات لومان.

تصميم سيارة Cayenne S Coupe

على مستوى المظهر الخارجي، حظي تصميم سيارة كايان Cayenne هذا العام بتحديثات طفيفة: تركّزت أبرز أوجه الاختلاف في الواجهة الأمامية التي أصبحت تتشابه مع مقدّمة الشقيقة الصغرى ماكان Macan، وخصوصًا شبكة التهوية ذات الخطوط المستقيمة، فيما أعيد تصميم مصابيح التوقف الخلفية المتصلة والمعززة بتقنية الصمامات الثنائية الباعثة للضوء LED، وثُبتت أنابيب نظام العادم ضمن القسم السفلي من الصادم الخلفي.

وفي حال كان خيارك مركبة Cayenne S من فئة الكوبيه، التي يميّزها سقف منحنٍ بزاوية ضيّقة نحو الخلف، والتي قمنا بتجربة قيادتها، فإنّ الحضور الذي سيتوفر لك على الطريق سيأتي مع مستويات أناقة معزّزة وروح رياضية عالية قلّما توفّرها سيارات أخرى. 

محرك مكوّن من 8 أسطوانات

جُهّزت سيارة Cayenne S بمحرك مكوّن من ثماني أسطوانات سعة 4.0 لترات ومعزز بشاحن هواء توربيني مزدوج لإنتاج قوة 468 حصانًا تنتقل إلى نظام الدفع الرباعي عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب. على الطريق، يوفر لك هذا الأداء المفعم بالعنفوان حافزًا قويًا يدفعك لزيادة السرعة. فما إن تنطلق خلف مقود السيارة، حتى ينتابك شعور عال بالسيطرة على مجريات الأمور، إذ يعمل جهاز التعليق الهوائي على توفير انسيابية واثقة ومريحة.

جهّز الصانع المقصورة بمزيد من الشاشات وبمقود مستعار من طراز 911، كما اعتمد فيها مجموعة عدادات رقمية بالكامل.

Porsche
جهّز الصانع المقصورة بمزيد من الشاشات وبمقود مستعار من طراز 911، كما اعتمد فيها مجموعة عدادات رقمية بالكامل.


ويدعم هذا الأداء نظام التوجيه بالعجلات الخلفية الذي يضمن زاوية دخول في المنعطفات تحاكي ما يتوفر للسيارت المجهزة بقاعدة عجلات قصيرة. فضلاً عن ذلك، يعزز نظام الدفع الرباعي مستويات التماسك من خلال ضبط توزيع العزم بين المحورين الأمامي والخلفي، إذ إنه يعمل في الظروف الطبيعية على تغذية المحور الخلفي بأكبر نسبة من العزم قبل أن يوجّه قوة العزم إلى المحور الأمامي للارتقاء بقدرة السيارة على التماسك عند الحاجة إلى ذلك.

على مستوى المقصورة الداخلية، التي باتت معالمها تستلهم طراز تايكان Taycan، أعاد الصانع تصميم لوحة القيادة، فجهّزها بمزيد من الشاشات. كما استعاض عن المقود الذي كان يتوفر للأجيال السابقة من كايان بآخر مستعار من طراز 911، وأصبحت مجموعة العدادات الآن رقمية بالكامل. جرى أيضًا تركيب مقبض علبة التروس على لوحة القيادة، ما وفّر مساحة تخزين في الكونسول الوسطي.

وبالإضافة إلى لوحة العدادات الرقمية، يبرز قبالة السائق والراكب الأمامي جدار من شاشات العرض الرقمية التي تمتد على طول لوحة القيادة: في المنتصف شاشة مقاس 12.3 بوصة تعمل باللمس وتدعم نظامي Apple CarPlay وAndroid Auto.

جُهّزت سيارة Cayenne S بمحرك من ثماني أسطوانات، معزز بشاحن هواء توربيني مزدوج لإنتاج قوة 468 حصانًا.

Porsche
جُهّزت سيارة Cayenne S بمحرك من ثماني أسطوانات، معزز بشاحن هواء توربيني مزدوج لإنتاج قوة 468 حصانًا.


أما الجهة اليمنى، فمخصصة لشاشة اختيارية مقاس 10.9 بوصة يمكن للراكب الأمامي استخدامها للتحكم بجميع إعدادات السيارة، باستثناء تلك التي تتعلق بالقيادة والتي ينبغي أن تبقى حكرًا على السائق، علمًا بأنّ الأخير يبقى غير قادر على مشاهدة العرض على شاشة الراكب الأمامي لضمان ألا يفقد التركيز على الطريق. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ مقصورة Cayenne الجديدة هي من أكثر المقصورات عصريةً وأناقةً، علمًا بأنها تستفيد أيضًا من توزيع منطقي لأدوات التحكم بمختلف تجهيزات السيارة.

وعلى ما عوّدتنا بورشه، جُهّزت المقصورة الداخلية باستخدام مواد عالية الجودة، مع وفرة في أماكن التخزين، ومساحة ممتازة للمقاعد الخلفية. ورغم انخفاض خط السقف في فئة الكوبيه، إلا أنّ المساحة المتوفرة لرؤوس الجالسين على المقاعد الخلفية كافية.

قد يكون من الصعب علينا أن نحدد أمرًا واحدًا يختصر أبرز ما في السيارة. فهي تتمتع بحضور جذاب على الطريق يلتقي مع مقصورة قيادة فاخرة معزّزة بتجهيزات متطورة، وتجربة قيادة تتسم بانسيابية ديناميكية توفر للسائق أهم ميزة يمكن أن توفرها أي سيارة رياضية، ألا وهي الثقة.

أما المحرك، فيفرض حضوره المحبّب على تجربة القيادة من خلال أدائه السلس. وبذلك يمكننا أن نقول إنّ الهدف الأساسي الذي كانت بورشه قد سعت لتحقيقه مع كايان عندما أطلقتها لأول مرة قبل 20 عامًا - والذي تمثل بتحقيق أرباح مالية عالية تنقذ العلامة من الإفلاس ولكن تحفظ لها مجدها أيضًا عبر جعلها قادرة على الاستمرار بتطوير السيارت الرياضية المتطرفة الأخرى التي نحبها - قد تحقق بأكثر مما كنا نتوقع. والدليل هو أنّ سيارة Cayenne بحد ذاتها أصبحت أيضًا واحدة من سيارات بورشه الرياضية التي نعشقها، ولكن مع توجه عملي معزّز.