على ما هو عليه حال المكبرات الصوتية الأفضل أداء، تتفوق السماعات التي تليق بعشاق الأنظمة الصوتية في نواحٍ تقنية معينة فيما تتأخر في نواحٍ أخرى. ولذلك كان الحكم على أهم المواصفات التي ينبغي أن تتمايز بها يعود إلى المستمعين. ثمة من يعطي الأولوية للشفافية والاستجابة العابرة، لكن ثمة من يهتم أكثر بامتداد الصوت الخفيض ودقة النغمة عند الترددات متوسطة المدى.
هذا الواقع يتغير على نحو ملحوظ، إذ أسهمت التطورات التقنية التي تحققت على مدار العقد الماضي، وخصوصًا على مستوى تصميم محوّلات الطاقة، في الإتيان بسماعات تتمايز بجودة صوتية عالية على مختلف المستويات. 
خير مثال على هذا التغيّر هو سماعات Empyrean II التي طورتها شركة "ميزي أوديو" Meze Audio.

تأسست الشركة الرومانية في عام 2011 على يد أنطونيو ميزي، وقد اكتسبت منتجاتها سمعة حسنة بفضل أدائها المتفرد وتصميمها البارع، بيد أن إنجازها الأبرز لم يتحقق إلا بعد تعاونها في عام 2018 مع الشركة الأوكرانية "رينارو إيزودايناميكس" Rinaro Isodynamics الخبيرة في إنشاء المضخمات المغناطيسية المستوية.

يواظب مطورو السماعات على ابتكار أفضل الطرز الممكنة، وقد حازت ميزي أوديو قصب السبق في هذا المجال بفضل تقنية "المضخم المتساوي القوة والهجين النسق" Isodynamic Hybrid Array Driver الحاصلة على براءة اختراع. تنطوي هذه التقنية على محوّل طاقة بيضاوي الشكل، بقمّة عريضة وقاعدة ضيّقة، يُقارب حجمه حجم الغطاء الخارجي للسماعات.

كما أنه يشغل كامل الحيّز المخصص للمضخم. وعلى غير ما هو عليه حال المضخمات المغناطيسية المستوية الأخرى، يدمج هذا الابتكار بين الوشائع الصوتية المتعرجة المنفردة والوشائع الصوتية الحلزونية في مصفوفة واحدة، ما يتيح انتشار الصوت بدقة أكبر قياسًا على شكل الأذن.

هيكل أنيق لسماعات Meze Audio الجديدة

يبلغ وزن هذه السماعات السوداء القاتمة نحو 383 غرامًا، فيما يساوي سعرها 3,000 دولار، وهي تتمايز بهيكل أنيق من ألياف الكربون ومسند جلدي يدعم الغطاءين الخارجيين المشغولين من الألمنيوم باستخدام الحاسوب، واللذين تبرز عليهما شبكات معدنية بتخريمات مقوّسة تستحضر زخارف الآرت ديكو.

أداء آسر

على أن أكثر ما يميّز سماعات Empyrean II هو المضخّم الذي يجمع بين مستوى صوتٍ خفيض يُناظر أداؤه أداء المضخمات الديناميكية التقليدية ودرجة شفافية وسرعة ودقة صوتية تضاهي ما هو عليه الحال في المضخمات الكهروستاتيكية. لا يتوقف التمايز هنا، فاستجابة التردد دقيقة وأعلى بكثير من المعتاد، إذ تصل إلى 110,000 هرتز (يستطيع البشر التقاط ترددات تتجاوز 15,000 هرتز قبل أن تبدأ الموجات الصوتية بالانحسار، ولكن السماعات المحيطية المتمايزة بترددات تقع خارج نطاق السمع الطبيعي تبعث مزيدًا من الحيوية والصفاء في الأنغام الموسيقية). بالرغم من هذه الميزة الحساسة، إلا أن سماعات ميزي أوديو لا تُثقل على مرتديها ولا تخرق أسماعهم، وهذا ما لم تهتدِ العديد من الطرز الشهيرة المطروحة في الأسواق إلى تحقيقه.

بحثًا عن دقة صوتية أعلى، قد يُفضّل بعض الزبائن اقتناء السماعات الكهروستاتيكية Stax SR-X9000، بالرغم من أن سعرها أكثر من ضعف سعر Empyrean II، ولكنهم سيحتاجون عندئذ إلى مضخم صوتي يتناسب مع أدائها. لنقل سماعات Empyrean II، يجري تخزينها في علبة مقاومة للصدمات مبطنة بالإسفنج، تشبه العلب المخصصة للأدوات العلمية الرفيعة، وهو وصف مناسب لهذه السماعات الدقيقة والمتقنة.