في عقود خلت، اشتهرت ساعات صنعت للدور التي أبدعتها مجدًا تكرّس في إرثها، وتحوّل أحيانًا إلى سمة راسخة في خارطتها الجينية. وفيما يستمر التوجّه الذي برز في السنوات الأخيرة إلى استعادة بعض هذه الأمجاد والتنقيب في سجلات الماضي عن مصادر الإلهام، تتصدر اليوم هذا التوجه ثلاثة طُرز أعادت دور كارتييه، وفاشرون كونستانتين وزينيث إحياءها وقدمتها في دورة عام 2022 من معرض واتشز أند وندرز في حلة جديدة تناسب عصرنا الحالي.

ساعة Zenith Chronomaster Open

أطلقت زينيث ساعة Chronomaster Open للمرة الأولى في عام 2003 مقدّمة من خلالها أول ساعة كرونوغراف بميناء مخرّم في جزء منه لإبراز مضبط الانفلات.

وفيما تعيد اليوم ابتكارها في تصميم جديد بظاهره وباطنه، تتيح للهواة الاستزادة من مشهد القلب النابض للساعة وفي الوقت نفسه من تفوق زينيث في تطوير آليات الكرونوغراف عالية الأداء.

فعلى مستوى الشكل، يطرح الصانع ابتكاره المتجدد في علبة بقطر 39.5 ملليمتر مشغولة من الفولاذ أو الذهب الوردي، مستحدثة تعديلاً بارزًا على الميناء ثلاثي الألوان. خلافًا لما كان عليه الحال في الجيل السابق من هذه الساعة، تقدم زينيث هذه المرة عداد الثواني الصغيرة عند موقع الساعة 9 في صيغة هيكلية تقوم على استخدام كريستال الهيساليت (النسخة المطورة من الأكريليك) لتشكيل ميناء فرعي لهذه الثواني يتيح أيضًا رؤية عجلة مضبط الانفلات المشغولة من السيليكون على نسق نجمة. تشكل هذه العجلة جزءًا من القلب النابض للساعة، آلية الحركة الجديدة El Primero 3604  التي جرت هندستها بالاستناد إلى المعيار الحركي El Primero 3600 الذي يتيح قياس جزء من عشرة أجزاء من الثانية.

Zenith Chronomaster Open

Zenith
تقدم زينيث عداد الثواني الصغيرة عند موقع الساعة 9 في صيغة هيكلية تقوم على ميناء فرعي للثواني يتيح أيضًا رؤية عجلة مضبط الانفلات المشغول على نسق نجمة.

ساعة Cartier Privé Tank Chinoise

ضمن مجموعة Cartier Privé التي تعيد كارتييه من خلالها إحياء ابتكارات عتيقة الطراز تقدمها في إصدارات معاصرة ينشدها هواة الجمع بسبب تمايزها وندرتها، تتجلى اليوم ساعة Tank Chinoise لتُرجع أصداء تلك الساعة التي ابتكرها لويس كارتييه في عام 1917 وطرحتها الدار في الأسواق سنة 1922.

آنذاك، استلهم المصمم خطوط الساعة من عمارة المعابد الصينية والطراز الهندسي المميز لأروقتها، على ما يشهد في علبة الساعة إطارها المكوّن من جانبين أفقيين مثبّتين فوق الجانبين العموديين. أما الجديد في إصدار اليوم من الساعة التي بلغت عامها المائة، فيتمثل بالكشف عن آلية حركتها داخل ميناء مستطيل جديد.

فالميناء المخرّم والشفّاف للعلبة، المشغولة من الذهب الأصفر أو من البلاتين والبلاتين المرصّع بالألماس، يتيح رؤية عجلات آلية الحركة 9627 MC عبر أُطُر تستنسخ النوافذ الصينية التقليدية.

واحتفاء بالحرف الصينية القديمة، صُقلت هذه الأُطر بطلاء اللك الأحمر والأسود. الجدير بالذكر أن الدار تطرح هذا العام أيضًا إصدارًا آخر من ساعة Tank Chinoise يغلب عليه تصميم أكثر رصانة وبساطة، إذ إن ميناءه لا يعرض سوى الدقائق والساعات. أما العلبة التي يميّزها جانبان أفقيان مشطوفا الزوايا، فمتاحة في نماذج من البلاتين والذهب الأصفر أو الوردي.

Cartier Privé Tank Chinoise

Cartier
يتيح الميناء المخرّم والشفّاف رؤية عجلات آلية الحركة 9627 MC عبر أُطُر تستنسخ النوافذ الصينية التقليدية.

ساعة Vacheron Constantin Historiques 222

في عام 1977، احتفت دار فاشرون كونستانتين بالذكرى الاثنتين والعشرين بعد المائتين لتأسيسها بإطلاق ساعة 222 التي ابتكر تصميمها الجريء جورج هايسك، وكان لا يتجاوز من العمر آنذاك 24 عامًا.

تلك الساعة، التي كرّست انطلاقة الدار في مجال الساعات الرياضية الأنيقة، تجد طريقها اليوم إلى مجموعة Historiques لتسلط الضوء على الإرث الثقافي والجمالي للعلامة، ولكن في سياق معاصر.

وعلى ما كان عليه حال الطراز الأصلي، تتميّز ساعة اليوم، المستعادة من إصدار 222 Jumbo (الذي أنتجه الصانع بين عام 1977 وعام 1985)، والتي تستوطن علبة بقطر 37 ملليمترًا مشغولة من الذهب من فئة 3N، تتميّز بسوار صيغ في هيئة وصلات سداسية الشكل، وبشعار الدار المالطي مدموغًا عند جانب العلبة في موقع الساعة 5. ويثري العلبة ميناء نقي بلون الذهب تتوزّع عبره مؤشرات ذهبية نافرة للساعات جرى صقلها هذه المرة بمادة سوبر لومينوفا الوضّاءة، وتتكامل مع نافذة لعرض التاريخ عند مؤشر الساعة 3.

Vacheron Constantin Historiques 222

Vacheron Constantin
تستوطن الساعة علبة من الذهب من فئة 3N، وتتميّز بسوار صيغ في هيئة وصلات سداسية الشكل، وبشعار الدار المالطي مدموغًا عند جانب العلبة في موقع الساعة 5.

بعيدًا عن تصميم العلبة بسوارها المدمج وقرصها المتمايز، اختارت فاشرون كونستانتين أن تسكن ساعة هذا العام المعيار الحركي 2455/2 الذي تبلغ سماكته 3.6 ملليمتر والذي يُصنّع في محترفاتها، فيما الساعة الأصلية كانت تنبض بالمعيار الحركي Caliber 920 من جاجيه – لوكوتر والذي كان مستخدمًا أيضًا في ساعات رويال أوك من أوديمار بيغيه وساعات نوتيلوس من باتيك فيليب.

توفّر آلية الحركة الأوتوماتيكية المعاصرة ترددًا عاليًا بوتيرة 28,800 ذبذبة/الساعة واحتياطًا للطاقة يدوم 40 ساعة، ويمكن تثمين أجزائها وتشطيباتها المتقنة عبر الغطاء الخلفي للعلبة المشغولة من الكريستال الياقوتي.