عاد المخرج البريطاني الأمريكي المرموق كريستوفر نولان إلى سبر أغوار النفس البشرية في فيلمه الجديد أوبنهايمر، الذي يحكي قصة العالِم الذي أسهم في تطوير القنبلة الذرية وفي جلْب الخراب على اليابان إبّان الحرب العالمية الثانية.

يؤدي كيليان مورفي دور البطولة في الفيلم، إلى جانب أسماء بارزة أخرى مثل مات ديمون، وروبرت داوني جونيور، ورامي مالك، وإميلي بلانت.

كالعادة، سعى نولان في هذا الفيلم إلى تقديم ملحمة درامية تغوص في ثنايا الشخصيات وتُوثّق قدر الإمكان سيرتهم بدقة. تُمثل الواقعية في تصوير المشاهد واستعراض الأحداث أحد العناصر المميزة لأسلوب نولان الإخراجي، وقد سار في فيلم أوبنهايمر على المنوال نفسه، بداية من مشاهد تجريب القنبلة الذرية التي التجأ فيها إلى تصوير انفجارِ قنبلة صغيرة الحجم مباشرةً، إلى الملابس وتصفيفات الشعر والساعات.

في ما يخص الساعات، تعاون نولان ثانية مع علامة هاميلتون، التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1892، قبل أن تُغلِق مصانعها هناك وتَنقلها إلى سويسرا في عام 1969.

ظهرت ساعات هاميلتون في أكثر من 500 فيلم وبرنامج تلفزيوني، حتى باتت تُلقّب بعلامة الأفلام، كما أصبحت مقصودةَ المخرجين والمنتجين الراغبين في تطوير ساعاتٍ تُناسب السّرديات السينمائية التي يشتغلون عليها.

في فيلم أوبنهايمر، وتحريًا للدقة التاريخية، اختار نولان مجموعة من ساعات هاميلتون عتيقة الطراز لتزيين معاصم الشخصيات المحورية في الفيلم: روبرت أوبنهايمر، وزوجته كاثرين، والجنرال ليزلي غروفز.

ومع أن لهاميلتون سجلاً مُفصلاً بالطرز التي أصدرتها منذ تأسيسها، لكن الساعات الست التي ظهرت في الفيلم كان مصدرها هواة الجمع، وكلها تعود إلى ثلاثينيات القرن المنصرم وأربعينياته.

ساعة Cushion B

كانت ساعات هاميلتون الأولى تُسمّى على اسم الأشكال الهندسية التي تُصاغ فيها العلب، لذلك لم يكن غريبًا أن ساعة المعصم الأولى من الدار حملت اسم "Cushion" فحسب، وكانت النماذج الأولى من هذا الطراز مشغولة في علبٍ وساديّة الشكل ومقترنةً بقرص دائري.

يُعد طراز Cushion B، الذي برز على معصم كيليان مورفي في لقطاتٍ عدة في الفيلم، من آخر الطرز الهندسية الشكل التي أصدرتها هاميلتون في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي. وقد جاء هذا الطراز في علبة من الذهب واقترن بآلية الحركة 987-F.

تتمايز هذه الساعة أيضًا بتاج مُخدّد، وأرقامٍ مصممة بأسلوب الآرت ديكو، فضلاً عن عقارب مُنمّقة، وقد يكون هذا ما دفع نولان إلى اختيارها لتكون ضابط الوقت في إحدى الحِقب التي يؤرخ لها الفيلم.

ساعة Cushion B

Hamilton

ساعة Endicott

كانت ساعة Endicott التي ظهرت في عام 1938 من أشهر الساعات التي أصدرتها هاميلتون. وقد يصح القول إن هذه الشعبية التي حظيت بها تعود أساسًا إلى طابعها الكلاسيكي الذي ارتأى نولان أنه يوافق سجيّة أوبنهايمر ودقائق شخصيته إلى حد كبير.

صيغت الساعة في علبة من الذهب، وقد اقترنت بميناء أصفر مائل إلى البرتقالي، يبرز عليه عند مؤشر الساعة 6 ميناءٌ فرعي للثواني يزهو بزخارف على نمط أشعة الشمس.

ويزدان الميناء كذلك بأرقام بريغيه المميزة، وعقارب مصنوعة من الذهب بزنة 18 قيراطًا، بالإضافة إلى مثلثات سوداء صغيرة تؤشر لكل خمس دقائق.

ساعة Endicott

Hamilton

ساعة Lexington

تُشير المصادر إلى أن علامة هاميلتون أصدرت ساعة Lexington في خضم الحرب العالمية الثانية، وقد كانت تُروّج لها بصفتها أنسب ساعة للاستخدام العسكري، حتى قبل واقِعة بيرل هاربور، كما لو أنها كانت تتوقع دخول الولايات المتحدة على خط الحرب.

ساعة Lexington

Hamilton

صيغت الساعة في علبة من الفولاذ المقاوم للصدأ، وهي المرة الأولى التي توظف فيها العلامة هذا المعدن. ومع أن شكلها دائري من الخارج، إلا أنها تحتضن آلية حركة مستطيلة الهيئة في داخلها.

بالإضافة إلى هذا، تزهو الساعة بميناء أسود تبرز عليه أرقام باللون الأبيض، وميناء فرعي للثواني يطغى عليه اللون الأبيض.

بالرغم من أن ظهور هذه الساعة في فيلم أوبنهايمر كان محدودًا بالمقارنة مع حال الساعات الأخرى، إلا أنها كانت قطعة ضرورية لإكمال فسيفساء كريستوفر نولان السينمائية التي تتوخى الدقة إلى أبعد الحدود، تمامًا كطرز هاميلتون التي لا تزال تضبط الوقت منذ 130 عامًا.