وقع ريتشارد برانسون على عقد ليكون مساعد الطيار في أول رحلة بالمنطاد الفضائي لشركة سبيس برسبكتيف Space Perspective في عام 2025، والتي قد تكون الرقم القياسي الثامن للمغامر الملياردير البالغ من العمر 74 عامًا في موسوعة غينيس العالمية.

يمتلك برانسون شغفاً بالطيران بالمناطيد لمسافات طويلة، لذلك تناسب رحلة سبيس برسبكتيف قائمة أمنياته. 

وقد شملت الجوائز التي حصل عليها في موسوعة غينيس: أسرع وقت لعبور المحيط الأطلسي في منطاد عام 1986، ثم في عام 1991 من خلال منطاد عبر المحيط الهادئ، من اليابان إلى كندا، بالإضافة لكونه أكبر شخص يعبر القناة الإنجليزية على الإطلاق في أثناء ركوب الأمواج بالطائرة الورقية في 2012. ولكن كانت هناك أيضاً إخفاقات، إذ انتهت إحدى محاولات عبور المحيط الأطلسي باصطدام المنطاد بالمحيط، وكانت هناك رحلات حول الكرة الأرضية لم تحقق النجاح.

زار رائد الأعمال برانسون الفضاء، أو تجاوز الخط الفاصل بقليل. فقد أسس شركته للسياحة الفضائية فيرجن غالاكتيك Virgin Galactic في عام 2004. وفي عام 2021، كان على متن أول مركبة من الشركة باسم يونيتي Unity في أول رحلة تجارية عبرت خط كارمن.

ريتشارد برانسون مساعد طيار في أول رحلة منطاد لشركة سبيس برسبكتيف

Space Perspective

يذكر أن سبب تعيينه مساعد طيار لشركة منافسة هو طبيعة مجال سياحة الفضاء الناشئة. يقول مايكل سافاج، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة سبيس برسبكتيف: "برانسون تواصل معنا وأعرب عن رغبته في أن يكون مساعد الطيار في إحدى رحلاتنا التجريبية الأولى، وهذا يعني أنه سيصعد مع المؤسسين المشاركين تابير ماكالوم وجين بوينتر".

وقال برانسون على موقع لينكد إن: "عندما أفكر في أكثر اللحظات إثارة في حياتي، فإن الطيران بالمناطيد يأتي في المقدمة. ستكون هذه هي المغامرة القصوى". وأوضح رجل الأعمال أنه يخطط لإزالة الغبار عن رخصة الطيران الخاصة به للمناطيد استعداداً للرحلات التجريبية الأولية.

يقول مؤسسا سبيس برسبكتيف إنهما "استلهما" برانسون بسبب مكانته المبكرة في مجال المناطيد على ارتفاعات عالية والسفر التجاري إلى الفضاء. وأضاف سافاج: "نحن جميعاً نتنافس على مجموعة الزبائن نفسها، لكننا نقدم تجربة مختلفة تماماً تُعد متكاملة. فنحن نعد منافسينا أصدقاء".

مجال سياحة الفضاء بالفعل صغير، إذ يضم حوالي ثماني شركات: فيرجن غالاكتيك وبلو أوريجن وسبيس إكس التي تستخدم الصواريخ لنقل الضيوف بسرعات تفوق سرعة الصوت، وهناك خمس شركات ناشئة في مجال المناطيد الفضائية تتحرك بوتيرة أكثر هدوءاً.

ريتشارد برانسون مساعد طيار في أول رحلة منطاد لشركة سبيس برسبكتيف

Space Perspective

وفي الليلة التي سبقت انطلاق برانسون في رحلته مع فيرجن غالاكتيك، هبط إيلون ماسك، مؤسس شركة سبيس إكس، في مطار أمريكا الفضائي بطائرته الخاصة ليهنئ مؤسس فيرجن قبل رحلة صباح اليوم التالي.

ستكون رحلة سبيس برسبكتيف، التي ستصل إلى ارتفاع 100 ألف قدم فوق سطح الأرض، تجربة مختلفة كلياً عن رحلات برانسون السابقة بالمناطيد أو رحلة فيرجن غالاكتيك. 

ستكون الرحلة في كبسولة مضغوطة تتسع لثمانية أشخاص، تحمل اسم "نبتون" وتتميز بنوافذ كبيرة ومقاعد قابلة للطي، بالإضافة إلى مرحاض. و ستستمر الرحلة لعشر ساعات.

في سبتمبر، أكملت سبيس برسبكتيف أول رحلة تجريبية ناجحة بدون طيار، إذ أطلقت الكبسولة ومنطادًا بلغ طوله 700 قدم من سفينة الإطلاق البحرية الخاصة بها MS Voyager.

ووفقاً لبيان، فقد استثمر برانسون في سبيس برسبكتيف ، وأشار سافاج إلى أن الشركة جمعت 100 مليون دولار من مجموعة مختلفة من المستثمرين.

من المقرر أن تبدأ الرحلات التجارية إلى الفضاء في أوائل عام 2026، بتكلفة 125 ألف دولار للمقعد، وحتى الآن جرى حجز أكثر من 1800 مقعد.