وبالرغم من أن سيارة فانتوم 2 كونتيننتال الجديدة كانت قادرة على الوصول إلى سرعة 150 كيلومترًا في الساعة، إلا أن هذا الأداء لم يكن مرضيًّا للشركة بسبب السيارات المنافسة التي كانت قادرة على تحقيق سرعات أكبر. دفع ذلك رويس إلى استنهاض خبرته في تصنيع المحركات ليقدم محرك V12 المكون من اثنتي عشرة أسطوانة بسعة 7.3 لتر. وقد استخدم هذا المحرك في هيكل فانتوم 3 الجديد ليتمكن من كسر حاجز 160 كيلومترًا/ الساعة.

كما أنتجت رولز - رويس سيارة تجريبية قادرة على السير بسرعة تتجاوز 160 كيلومترًا/الساعة تحت اسم "سكولدد كات"، لكنها تكن مخصصة للبيع، إذ إن الشركة كانت تعيرها للشخصيات المهمة وذات النفوذ الكبير مثل الأمير فيليب، دوق إدنبرة.

وقد أعجب الدوق بالمركبة أشد الإعجاب لدرجة أنه أقنع الشركة بصناعة سيارة مشابهة "لسكولدد كات" ولكن بتصميم رسمي أكثر، ومن ثم ظهرت سيارة فانتوم 4 بمحركها القوي في عام 1950.

ولم تصنع الشركة من فانتوم 4 إلا 18 سيارة فقط، بيع 17 نموذجًا بناءً على طلب شخصيات ملكية ورؤساء للدول. وتستخدم رولز - رويس النموذج الأخيرة منها شاحنة صغيرة لنقل السيارات الاختبارية الخاصة بها.

بعد ذلك أطلقت الشركة فانتوم 5 المزودة بمحرك V8 في عام 1959، ثم قامت بتطويرها في عام 1967 لتطلقها تحت اسم فانتوم 6. وبحلول عام 1968 كانت تقنية صناعة الهياكل القاعدية المنفصلة للسيارات بدأت بالاندثار، لتظل شركة مولينر بارك وارد التابعة لرولز - رويس الشركة الوحيدة المتبقية في بريطانيا لصناعة الهياكل الخارجية للسيارات. وفي عام 1992 توقفت الشركة تمامًا عن إنتاج السيارات بهذه الطريقة.

بزوغ فجر سيارات رولز - رويس الحديثة

أعلنت رولز - رويس عن سيارتها الفاخرة الجديدة فانتوم 7 في عام 2003، لتكون أول مركبة يجري إنتاجها بالكامل في دار رولز- رويس الجديدة لتصميم السيارات وصناعتها. كما أنها أول سيارة تقدمها الشركة بأسلوب الهيكل الأحادي والتصميم القياسي بدلاً من ترك التصميم اختياريًا للزبائن.

وأتاحت الشركة أيضًا مجموعة من الاختيارات لتخصيص السيارة والتأثير على تصميمها الخارجي قليلًا عبر برنامج التصميم حسب الطلب الذي جعل السيارة كلوحة بيضاء يقوم أي مستخدم بتخصيصها كما يرغب، ولكن دون تغيير الهيكل الخارجي أو تغييره بشكل جذري.

وبالرغم من أن فانتوم 7 رسخت مكانة الشركة بوصفها إحدى الشركات الرائدة في تصنيع السيارات فائقة الفخامة، إلا أن رولز - رويس أدركت أن المثالية هدف لا يمكن بلوغه وأن عائلة فانتوم ما زال لديها الكثير لتقدمه.

لذلك كشفت الشركة في عام 2016 عن سيارة فانتوم 8 التي اعتمدت على هيكل مصنوع بالكامل من الألومنيوم، وراعت إمكانية تخصيص السيارة وبرنامج التصميم حسب الطلب في أثناء ابتكارها، ما أدى لاستضافة مجموعة من أصعب المشاريع وأكثرها تقدمًا من الناحية التقنية على يد مصممي العلامة.

وكانت فانتوم 8 هي السيارة الوحيدة من رولز - رويس التي تضم مساحة على الواجهة الأمامية يمكن للزبون أن يعرض على امتدادها أي عمل فني أو تصميم من اختياره.

تطور فانتوم عبر التاريخ

تغير تصميم سيارات فانتوم كثيرًا عبر مسيرتها الطويلة، وذلك بسبب أسلوب تصميم السيارات في الماضي الذي كان يتيح للزبون تغيير هيكل السيارة الخارجي كما يرغب، لذلك اتخذت السيارة أشكالًا كثيرة مختلفة في رحلتها عبر البلاد المختلفة.

ويعد كل طراز سنذكره استثنائيًا بشكل يجسد طابع رولز - رويس الحقيقي من حيث قوة الهندسة، وجودة المواد المستخدمة في صناعة السيارة، بالإضافة إلى فخامة التجربة التي يتيحها التنقل على متنها وراحة الراكب، وذلك دون الحد من اختيارات المالك على مستوى التخصيص.

طراز فانتوم 2 GY62 لعام 1930

صمم هذا الطراز على يد شركة هوبر لصناعة الهياكل الخارجية، وهو يتكوّن من مقصورتين منفصلتين للركاب الأماميين والخلفيين. كما زودت السيارة بخمسين ميزة إضافية بناءً على طلب المالك، وهو تاجر أخشاب ثري من تكساس.

تشمل هذه المزايا خزان وقود أكبر، وغطاء محرك مزودًا بفتحات مع مبرد أطول من القياس المعتاد. وقد اشترى مالك هذه السيارة للسفر بها في شهر العسل، إذ سافر على متنها في رحلة شملت مختلف أنحاء القارة حتى عام 1939.

وانتقلت ملكية السيارة للمالك الحالي في عام 1998، ومنذ ذلك الوقت، فازت السيارة بمجموعة من الجوائز المرموقة.

طراز فانتوم 2 كونتيننتال MW55 لعام 1933

صنع هيكل هذه السيارة من قبل شركة بارك وارد التي اشتهرت بصناعة الهياكل الخارجية للسيارات على شكل قارب مخفي الرأس.

وتمتاز السيارة بوجود غطاء قابل للطي يختفي تمامًا تحت المقصورة الخلفية، ما يضيف سطحًا انسيابيًا مميزًا لهيكل المركبة التي صنعت الكسوة الأصلية لمقصورتها من الجلد الفاخر.

طراز فانتوم 3 3BT103 لعام 1933

صنعت هذه السيارة النادرة في شركة إتش جيه مولينر للمستكشف أبسلي شيري جيرارد، وهي إحدى سيارات سيدانكا كوبيه النادرة.

ويعد المستشكف أبسلي شيري جيرارد أحد الناجين من آخر رحلة قام بها كابتن سكوت إلى القطب الجنوبي في عام 1912.

وقد طليت السيارة باللون الأصفر الزاهي ليتناغم مع الجلد الفاخر المصبوغ في مقصورتها، ولكن أعيد طلاؤها مجددًا باللون الأسود في أواخر الأربعينيات عندما تغير مالك السيارة.

تغير ملاك هذه السيارة أكثر من مرة، إذ اقتناها الممثل رالف ريتشاردسون لوقت قصير، وبعد ذلك أمضت جزءًا من رحلتها في الولايات المتحدة قبل أن تعود إلى المملكة المتحدة. وقد أهملها المالك السابق وتركها ملقاة في حظيرة حتى عام 2018 عندما انتقلت ملكيتها إلى المالك الحالي الذي عمل على استعادتها بشكل دقيق باستخدام أجزاء أصلية عديدة.

فانتوم 3 3BT85  من عام 1937

ابتُكر الهيكل الخارجي لهذه السيارة بأيادي حرفيي شركة هوبر أند كو التي بنت هياكل عدة من هذا الطراز بأسلوب الصالون المقسوم. ويوحي هذا التصميم بالسرعة حتى عند توقف السيارة بفضل المنحنيات الحادة ولمسات الكروم المختلفة على هيكل السيارة وأجنحتها.

فانتوم 5 5VD63 لعام 1965

امتلك في الأصل هذه السيارة قائد الجناح العسكري في قوات واتربيش الجوية الملكية باتريك بارثروب، ولكن في عام 1968 انتقلت ملكيتها إلى جون لينون، قبل أن يقتنيها أخيرًا في العام التالي رجل أعمال أمريكي يُدعى ألان كلاين.

وتعد السيارة نجمة سينمائية، إذ ظهرت في فيلم "جورجي غيرل" Georgy Girl الحائز جائزة الأوسكار لعام 1966، وفيلم "ليت إت بي" Let It Be الكلاسيكي لعام 1970 من بطولة البيتلز، وفيلم "بيرفورمنس" Performance لعام 1970، وأخيرًا فيلم "ذا غريك تايكون" The Greek Tycoon الذي قام ببطولته عام 1978 أنتوني كوين.

اختفت السيارة بعد ذلك حتى جرت استعادتها في عام 2016 من قبل جودي كلاين.  وقد عرضت السيارة في مسابقة الأناقة Concours d’Elegance في لينكولنشاير حيث حازت جائزة أفضل سيارة في فئتها.

فانتوم 6 5LVF65 لعام 1966

أبصر الهيكل الخارجي لهذه السيارة النور عام 1963 في مصنع شركة جيمس يونغ التي تُعرف بابتكارها لكثير من هياكل السيارات الأنيقة للغاية.

ويعد تصميم PV23 أروع ما توصلت إليه الشركة لأنه صنع خصيصًا لسيارات فانتوم، وقد بنت الشركة 22 هيكلًا فقط منه.

وبالرغم من أن السيارة قد طليت باللون الأسود في البداية، إلا أنه أعيد طلاؤها مجددًا بالاعتماد على اللون العاجي لتعزيز أناقة المنحنيات والخطوط التي ابتكرها المصمم.

وتتميز المساحة الداخلية للسيارة بمقصورة خلفية واسعة فيها خزائن راقية تحت الزجاج الفاصل، وبكسوة قماشية ناعمة بلون البيج تتناغم مع الجلد المرن من اللون نفسه الذي يتدثر به مقعد السائق.

فانتوم 7 فانتوم سيرينيتي لعام 2015

ابتكرت رولز - رويس هذه السيارة لعرضها في معرض جنيف للسيارات في عام 2015، وقد استوحت تصميمها من السيارات الفاخرة التي صنعت للعائلات الملكية حول العالم في مطلع القرن العشرين.

واستخدمت الشركة الحرير الخام باللون الأخضر الداكن في مقصورة الركاب الخلفية، معتمدة في ذلك أساليب يدوية للحياكة والتطريز ثم الطلاء. وقد استغرق التطريز بزخارف الأزهار الصينية أكثر من 600 ساعة.

كما أضافت الشركة عناصر من خشب الكرز والخيزران المدخن إلى المقصورة لتستكمل الأجواء الهادئة والطبيعية فيها، مستعينة أيضًا بعناصر تحاكي أثر كنس الحصى في الحدائق اليابانية، واعتمدت على الطلاء بلون عرق اللؤلؤ الذي كان يعد أكثر الطلاءات تعقيدًا وتكلفة.

فانتوم 8 فانتوم أوريب 2021

نتجت هذه السيارة من تعاون فريد بين رولز - رويس ودار هيرميس، وقد صممت خصيصًا لرائد أعمال ياباني يدعي يوساكو مايزاوا. أُطلق على السيارة اسم "أوريب" لأنها اعتمدت على تصميم خارجي بلونين مستوحى من مجموعة خزفيات أوريب التي يمتلكها الزبون. كما زودت الشركة الزبون بالطلاء الخارجي ليستخدمه على طائرته الخاصة، وهي خطوة غير اعتيادية واستثنائية.

فضلاً عن ذلك، تتزيّن مساحة واجهة العرض Gallery في مقصورة السيارة بعمل فني من تصميم الرسام الفرنسي الشهير بيار بيرون (1905-1988) الذي ابتكر العديد من أوشحة هيرميس.