قبل عام 2010، كانت الشائعات تدور حول شراكة قريبة بين ريتشارد ميل ورافاييل نادال. تأكدت هذه الشائعات في ما بعد، معلنة عن تقاطع ساعاتي رياضي جديد تُشارك فيه الدار الفرنسية بعد دخولها عالم سباقات الفورمولا 1 من باب المتسابق البرازيلي فيليبي ماسا.
جاء الدور على رياضة كرة المضرب، بمنافساتها الفردية المحتدمة التي تطول وتطول، مبرزة ألمع القدرات في تطويع الكرة المستديرة التي يتباين إيقاعها بناء على الأرضية التي تحتضن صفرتها البارزة للعيان.
على أن دخول عالم الكرة الصفراء تعاونًا مع رافاييل نادال خصوصًا ما كان ليخطر على ذهن هذا الأخير. فقد كان رافضًا من الأساس لفكرة ارتداء الساعات خلال المباريات، ولكنه رضخ في الأخير لإقناعات ريتشارد ميل، لينطلق بذلك خط RM 027.
ساعة البدايات
كانت البداية مع ساعة RM 027 التي صدرت في عام 2010 لتكون أخف ساعة تبدعها ريتشارد ميل. على أن هذا الابتكار لم يأت من دون مشورة الماتادور الإسباني. فقبل الشروع بارتدائها في الملاعب، جرّبها نادال أول الأمر في أحوال تنافسية مماثلة لظروف التباري المستعر بالحركات المباغتة والارتجاجات المتأتية عن ارتطام المضرب بالكرة الصفراء.
كان الهدف ابتكار ساعة متينة تستطيع احتمال ملاحم اللعبة التي تستغرق في بعض الحالات أربع ساعات وأكثر. وقد تحقق هذا المراد بفضل فلسفة ريتشارد ميل المستندة إلى أحدث التقنيات في صناعة الساعات، لا سيما على مستوى اعتماد التيتانيوم ومركب الليثيوم في صفيحة الميناء وألياف الكربون في العلبة المستطيلة التي تكاد تشابه مستطيلات ملاعب كرة المضرب على اختلاف أرضياتها.
Richard Mille
RM 27-01
في ساعة RM 27-01، واصلت ريتشارد ميل الضرب على وتر الدقة الرياضية الفاخرة بالقدر نفسه الذي واصل فيه رافاييل نادال نجاحاته داخل المستطيل الترابي في رولان غاروس خصوصًا وفي باقي المستطيلات بدرجة أو أخرى.
كان عام 2013، العام الذي بدأت فيه الإصابات وبعض الوعكات الصحية تلاحق نادال، إذ غاب عن الملاعب سبعة أشهر طويلة، ما أدى إلى خروجه من تصنيف الأربعة الكبار لأول مرة منذ عام 2005.
على أن العودة كانت متألقة في رولان غاروس، بتحقيق لقبه الثامن، ومن ثم في بطولة أمريكا المفتوحة. في هذا العام أيضًا دفعت ريتشارد ميل بمعيّة نادال حدود الخفة والقوة إلى أقصاها بتطوير آلية حركة بالغة التعقيد، تمايزت بأربعة أسلاك رفيعة تشدّ صفيحة الميناء، التي تحتضن آلية التوربيون، إلى العلبة المشغولة من الكربون بوساطة منظومة من المشدات والبكرات المثبتة عند الأركان.
تطلّب تثبيت الأسلاك دقة فائقة، لأن الإفراط في الشد أو التفريط فيه قد يؤدي بالضرورة إلى إتلاف آلية الحركة وحرف معيار ضبط الوقت فيها، خصوصًا أنها تتعرض للصدمات والارتجاجات من دون توقف في أثناء المباريات المضطرمة التي يخوضها اللاعب الإسباني.
Richard Mille
RM 27-02
لا ترى ريتشارد ميل أن على الابتكارات الساعاتية أن تتوقف عند قيد يشترط صيغة ثابتة ينبغي أن تتخذها، لذلك تُفرد جناحيها باستمرار لمعانقة الجديد والمتطور، سواء من الناحية الجمالية أو من الناحية التقنية.
وفي شراكتها مع رافاييل نادال في عام 2015، طبقت هذا التوجه بإصرار بالغ. آنذاك، تمايزت ساعة RM 27-02 بميناء هيكلي بارز تتداخل صفيحته مع جوانب العلبة الداخلية، في محاكاة بديعة لهياكل السيارات المصنوعة من وحدة غير مجزأة.
على أن هذا التلاحم بين الصفيحة والعلبة لم يكن ليتحقق لولا قطْع العلامة الصلة مع الصيغ الجاهزة في صناعة الساعات ولولا تعمقها في ميدان التصنيع الدقيق.
وإذا كان الميناء قد تألق بجسور ثلاثية الأبعاد من التيتانيوم والكربون، فإن العلبة تباهت بتدرجات لونية متفردة ناتجة عن الجمع بين مركب الكوارتز TPT ومركب ألياف الكربون NTPT، ما أسهم في الارتقاء بالبعد الرياضي للساعة إلى أفق جديد.
Richard Mille
RM 27-03
بالنظر إلى ساعة RM 27-03، قد يقول قائل إن ريتشارد ميل قد حادت عن التشكيلة اللونية المعهودة التي تصطفيها لابتكاراتها شديدة التعقيد.
لكن المتمعّن في الحيثيات التي تحيط بالتعاون بين رافاييل نادال والدار الفرنسية يَخلص إلى أن طغيان اللونين الأحمر والأصفر له علاقة بسيادة الماتادور الإسباني على الأرضيات الترابية وتحطيمه مختلف الأرقام القياسية التي كانت في السابق عصية على الكسر.
لقد تفتق فيضان الألوان هذا عن حشو طبقات السيليكا الداخلة في بنية العلبة بمصفوفة ملونة قبل إشعالها في الفرن بدرجة حرارة تساوي 120 درجة مئوية. بعد ابتداع هذا الطيف اللوني غير المألوف، اجترح فريق البحث والتطوير في محترفات ريتشارد ميل سابقة تخص آلية التوربيون الحاضرة دومًا في طرز هذا الخط.
لقد استطاعوا ابتكار آلية قادرة على احتمال صدمات بقوة 10,000 جي، ومن ثم أدمجوها في صفيحة الميناء الهيكلية المشغولة من مركب الكربون TPT لتتلاحم بذلك مع العلبة مستحضرة رأس ثور متأهب إلى الأمام.
رافق هذا الرمز البارز عبر الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي رافاييل نادال طيلة مسيرته، وفي إبرازه على هذا النحو تأكيد لمقدار التفاصيل التي لا تتورع ريتشارد ميل عن تجسيدها كلما حان وقت الكشف عن إصدار جديد في خط RM 27.
Richard Mille
RM 27-04
في الذكرى العاشرة على انطلاق التعاون بين ريتشارد ميل ورافاييل نادال، تبين مرة أخرى أن العلامة ثابتة على عهد المستحيل في قطاع الساعات الفاخرة بطرحها ساعة RM 27-04. على أرضيات ملاعب كرة المضرب، تؤدي الخفة والرشاقة دورًا مهمًا في تفوق اللاعبين بعضهم على بعض.
ولأن الخفة مطلب جوهري تلاحقه العلامة منذ إطلاق هذا الخط، فقد تمخضت جهودها عن مركب جديد هو TitaCarb، صيغت منه العلبة المصقولة التي لا يتعدى وزنها مع الحزام 30 غرامًا.
يتمايز هذا المركب بمتانة شديدة لاشتماله على ألياف الكربون، ما يجعل هذه الساعة من أقوى الساعات المقاومة للصدمات إطلاقًا، خصوصًا أنها تقترن بميناء لا نظير له في عالم الساعات.
من خلال الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي، يتطلع الناظر إلى مصفوفة من الأوتار التي تشبه في تنسيقها أوتار مضرب التنس، صيغت بالكامل من سلك فولاذي رفيع يبلغ قطره 0.27 ملليمتر. تنطلق عملية تثبيت السلك من المشد المثبت عند مؤشر الساعة 5، ثم تتواصل من نقطة إلى أخرى في جوانب العلبة المجوفة 38 مرة، قبل أن تنتهي عند المشد المستقر عند مؤشر الساعة 10. بالإضافة إلى هذا التصميم البديع، تبدو من خلف الأوتار آلية الحركة المائلة والقادرة على احتمال صدمات بقوة 12,000 جي.
Richard Mille
RM 27-05
على ما هو عليه حال نادال الذي سطع نجمه في الملاعب طيلة مسيرته، تتألق شراكته مع ريتشارد ميل مجددًا هذا العام مع ساعة RM 27-05 الجديدة التي تتباهى بآلية توربيون محلق للمرة الأولى.
على أن هذا التحليق في عوالم الابتكار لم يستتبّ إلا بعد جهد جهيد، إذ لم يسبق أن خضعت ساعة بتوقيع الدار لمثل ما خضعت له هذه الساعة من اختبارات صارمة تتوخى التحقق من خفتها وحدود مقاومتها للصدمات.
نظير استخدام مركب متطور جديد باسم مركب الكربون TPT B.4، تمكنت ريتشارد ميل من تعزيز متانة العلبة ورشاقتها إلى حد كبير كما استطاعت تنحيف وزن آلية الحركة من دون التأثير على قوة احتمالها للصدمات، والتي بلغت رقمًا قياسيًا جديدًا عند 14,000 جي.
Philippe Louzon © Richard Mille
تتفاخر الدار بقدرتها على خطّ مسارات مستحدثة في قطاع الساعات الفاخرة، ومن هنا جاء توظيفها لمركب التيتانيوم من الدرجة الخامسة في صفيحة الميناء والجسور، باستثناء جسر سلسلة التروس الذي ينبسط على هيئة حرف V معززًا تناسق المكوّنات، وخصوصًا آلية التوربيون المحلق التي تستغني عن الجسر العلوي التقليدي.
بجانب قدرتها العالية على مقاومة الصدمات، توفر آلية الحركة ذاتية التعبئة احتياطيًا للطاقة يدوم قرابة 55 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق عشرة أمتار. وجدير بالذكر أن سعر ساعة RM 27-05 يبلغ 1,150,000 دولار أمريكي، مع اقتصار عدد النماذج على 80 نموذجًا.