تحمل الأيام في طياتها مفاجآت تستحق الانتظار، خصوصًا في موسم الأعياد. ها هي دي توماسو تكشف النقاب عن النسخة الإنتاجية الأولى من سيارتها P72 الخارقة، بعد انتظار دام أكثر من خمس سنوات، وهي قصة تستحق أن تُروى، تجمع بين عبق الماضي وتقنيات المستقبل.
في صيف 2019، عندما أعلنت دي توماسو عن عودتها المرتقبة، قُدمت P72 بوصفها تحفة فنية تجسد روح السيارات الكلاسيكية. كانت الرؤية واضحة لإحياء إرث سيارة P70 التاريخية، تلك القصة الملهمة التي جمعت بين أسطورتي السيارات كارول شيلبي وأليخاندرو دي توماسو.
لكن قُدر أن تلقي جائحة كورونا بظلالها على مسار التطوير، ما أثار المخاوف من تكرار مصير السيارة الأصلية التي لم تَر النور.
De Tomaso
اليوم، وبعد رحلة تطوير استغرقت نصف عقد، تقف السيارة شامخة على أعتاب مرحلة الإنتاج. الهيكل رقم 001، وإن كان لم يُطلَ بعد، يكشف عن خطوط انسيابية مذهلة مصنوعة من ألياف الكربون، تحكي قصة تصميم يجمع بين الأصالة والحداثة.
وفي تطور لافت للنظر، اتخذت الشركة قراراً جريئاً بالتخلي عن فكرة مشاركة قاعدة العجلات مع شقيقتها Apollo Intensa Emozione، لتدخل في شراكة استراتيجية مع شركة HWA الألمانية العريقة.
هذا التعاون أثمر عن تصميم هيكل جديد كلياً، يرفع سقف معايير الأمان والراحة إلى مستويات غير مسبوقة. تمنح المقصورة الداخلية، التي تجمع بين الفخامة والطابع الرياضي، السائق والراكب مساحة أكبر للرأس والساقين، مع الحفاظ على الطابع الفريد للسيارة.
De Tomaso
تحت غطاء المحرك، يكمن قلب نابض بقوة: محرك سعة 5.0 لترات مع شاحن توربيني، مستوحى من الجيل الثاني لسيارة فورد GT. هذا المحرك الجبار، الذي يولد قوة تزيد على من 700 حصان وقوة عزم دوران تبلغ 868 نيوتن متر، يمثل تحفة هندسية تجمع بين القوة الخام والأداء المتوازن.
سيارة حصرية للغاية
حرصت دي توماسو على أن تظل P72 سيارة حصرية للغاية، فقررت إنتاجها في 72 نسخة فقط، كل منها يحمل رقماً تسلسلياً فريداً. كما أن السعر، الذي يبدأ من 1.6 مليون يورو (حوالي 1.67 مليون دولار)، يعكس حصرية السيارة وتفردها في عالم السيارات الخارقة.
وكأن هذا لم يكن كافياً، لذا تستعد الشركة لكتابة فصل جديد في تاريخها مع P900، النسخة الأكثر شراسة المزودة بمحرك V12. هذه الخطوة تؤكد أن دي توماسو لا تسعى للعودة إلى ساحة السيارات الخارقة فحسب، بل تهدف إلى وضع بصمتها الخاصة في هذا العالم المثير.
مع طراز P72، تثبت دي توماسو أن قصص النجاح الحقيقية تستحق الانتظار، وأن الجمع بين إرث الماضي وتقنيات المستقبل يمكن أن يثمر عن تحفة فنية تتخطى حدود الزمن.