ثبت مجددًا أن ثمة مبالغة كبيرة في الشائعات المتناقلة حول بلوغ البدلة أواخر أيامها.

بل إن هذه الإطلالة المكوّنة من قطعتين عادت لتزدهر. في المقابل، يبدو أن رابطة العنق، التي تُعد المكمّل التقليدي لهذا الزي، هي التي تراجع حضورها عمّا كان عليه سابقًا.

بل إن علامات مثل غولدمان ساكس وجاي بي مورغان تشايز، التي تُعد عرّابة قواعد الزي الرسمي، تخلّت عن رابطة العنق حتى قبل جائحة كورونا.

وفي القمة الأخيرة لمجموعة السبع، ظهر قادة العالم الحلفاء كلهم من دون رابطات عنق، ما شكل سابقة في تاريخ هذا المنتدى الممتد عبر نحو 50 عامًا.

في مرحلة ما قبل الجائحة، كان بنجامين فاغو، وكيل العقارات التجارية في مدينة نيويورك، يرتدي رابطة عنق عند حضوره إلى المكتب بمعدل أربع مرات في الأسبوع الواحد.

أما اليوم، فإنه لا يضيف رابطة عنق إلى زيّه إلا لحضور بعض الاجتماعات شخصيًا مع الزبائن.

وفيما يقرّ بأنه يفتقد هذه القطعة التي كانت تشكل جزءًا لا يتجزأ من زيّه اليومي يقول: "باتت رابطة العنق تبدو أخيرًا أمرًا مبالغًا فيه. وفي هذه الحالة، لا بد أن نسأل: "كيف ومتى ينبغي ارتداء رابطة عنق في مجتمع ما بعد رابطات العنق؟".

في السابق، كان المصمم دنيس فريزون يواظب على ارتداء رابطات العنق.

أما اليوم، فبات لا يستخدمها إلا إذا كان يرغب في ذلك. وفي هذا يقول: "إنها اليوم من الكماليات التي لا تحتاج إلى ارتدائها إلا إذا كنت تريد ذلك".

وعندما يكون فريزون في حالة مزاجية مؤاتية لارتداء رابطة عنق، فإنه يختار طُرزًا محبوكة غير رسمية، مشيرًا إلى أن زبائنه باتوا يميلون أكثر فأكثر إلى رابطات العنق المشغولة من الأقمشة نفسها المستخدمة في حياكة ملابسهم المبتكرة حسب الطلب.

أما أغييش مادان، الذي تشتهر علامته ستوفا Stòffa خصوصًا بالسترات الواسعة مثل القمصان والتي توحي بالاسترخاء، فلا يزال ينظر إلى رابطة العنق بعين التقدير.

بل إنه يقارن بينها وبين قطعة كماليات وظيفية أخرى هي الساعة.

يقول مادان: "لا أحد يفترض أنه من الضروري ارتداء ساعة. لكنك تزيّن بها معصمك لأنها قطعة جميلة".

في المقابل، يُعد باتريك جونسون، مؤسس علامة ب. جونسون، من المدافعين عن الغرض الوظيفي التقليدي لرابطة العنق والذي يشرحه قائلاً: "إنها تملأ الفراغ بين طيتي ياقة السترة وتضفي بعدًا متناغمًا على كامل عناصر البدلة".

لكنه لا ينتقص في الوقت نفسه من إطلالة تفتقر إلى رابطة عنق، وفي هذا يقول: "قد يتداعى أحيانًا مظهر البدلة مع رابطة عنق أو من دونها. تتعلق المسألة بالطابع الذي تريده لزيّك".

إذا اخترت ارتداء بدلة وقميص رسمي من دون رابطة عنق، فإن جونسون ينصحك باختيار البدلة والقميص بألوان قوية لتحقيق مظهر مهيب.

لكن التخلي عن رابطة العنق يطرح مسألة أخرى يسمّيها غلين أو، مؤسس علامة جونيورز Junior’s، "فجوة العنق".

بالرغم من أن العلامة التي تنشط في مجال التصاميم التقليدية المحدثة تواصل بيع رابطات العنق التقليدية التي يزداد الطلب عليها للمناسبات الخاصة بحسب أو، إلا أنه شرع أيضًا في توفير مخزون من المناديل المشغولة من مزيج القطن والكشمير، والتي يسهل لفّها من حول العنق لإضفاء لمسة نهائية حيوية على الإطلالة.

وفي هذا يقول أو: "إن منديل العنق يُعد اليوم من الكماليات الأكثر أناقة التي يمكن للرجل التزيّن بها في عالم يبدو فيه أن التأنق يمضي في الاتجاه المعاكس".

في هذا السياق، قد يوحي ارتداء رابطة عنق بطابع متمرّد.

يقول تشايس وينفري، مدير التحرير لدى علامة ج. ميوزر J. Mueser: "أرى اليوم العديد من الفنانين والمبدعين، والفتيان الذين يجارون التوجه إلى أزياء الشارع، يرتدون رابطات للعنق.

فعلى ما هو عليه حال الكنزة ذات القلنسوة التي تحوّلت إلى رمز مختصر لقطاع التقنية، بات تنسيق القميص ذو الياقة المفتوحة مع البدلة يشكّل جزءًا من زي الرجل في عالم المال.

وإذا أردت ألا تبدو مثل مصرفي، فإن ما عليك فعله هو ارتداء رابطة عنق".