جمعت علاقة وثيقة بين سيارات أستون مارتن والعميل البريطاني الشهير جيمس بوند، وهي علاقة تمتد إلى بدايات ظهور العميل 007 على الشاشات مع فيلم GoldFinger في عام 1964. ولكن تاريخ أستون مارتن بوصفها شركة لصناعة السيارات الفارهة يمتد إلى مطلع القرن العشرين وتحديدًا في الوقت الذي بدأ فيه ظهور السيارات.
أصول اسم أستون مارتن
تعود بدايات أستون مارتن إلى عام 1912 حين قرر ليونيل مارتن وروبرت بامفورد تأسيس شركة لبيع السيارات، وذلك قبل أن تبدأ الشركة في تصنيع السيارات وبناء طرزها الخاصة. ولكن بعد وقت قصير في عالم السيارات قررا التحول إلى صناعة السيارات.
ظهر الطراز الأول من سيارة أستون مارتن في عام 1915 وحصل على اسمه نسبةً إلى مارتن الذي كان سائقًا لـسيارات السباق إلى جانب مضمار السباقات المفضل عنده، أستون هيلز.
حظر من الدخول إلى السباقات
ارتبط ليونيل مارتن بعالم السرعة منذ نعومة أظفاره، إذ شارك في أكثر من سباق للدراجات في أثناء دراسته واستطاع تحطيم أرقام قياسية من ضمنها سباق امتد بعرض إنجلترا لمدة 22 ساعة من دون أخذ استراحات.
انتقل مارتن بعد ذلك إلى سباقات الدراجات النارية عبر حلبات السباق المخصصة والطرق العامة. وخلال أحد السباقات، حصل مارتن على غرامة لتجاوزه سرعة 40 كيلومترًا/الساعة، وبسبب وجود غرامة سابقة عليه، مُنع من المشاركة في السباق لمدة عامين.
الاستحواذ وولادة DB 1
واجهت أستون مارتن اضطرابات اقتصادية بعد الحرب العالمية الأولى، انتهت باستحواذ شركة ديفيد براون المحدودة على أستون مارتن، وذلك بفضل اهتمام المدير التنفيذي للشركة وحفيد مؤسسها ديفيد براون بعالم السيارات وخبرته الميكانيكية السابقة، إذ كانت شركته تعمل في بناء الجرارات الزراعية والمعدات الصناعية بشكل عام.
وفّر هذا الاستحواذ للشركة فرصةً للعمل على سياراتها الفارهة، وهي فرصة انتهت ببناء أشهر طرزها DB1 الذي يشير إلى شركة الجرارات التي استحوذت عليها والشخص الذي ساهم في إنقاذ أستون مارتن.
محركات تحمل بصمة بنتلي
تزامنًا مع الاستحواذ على أستون مارتن، تمكن ديفيد براون من الاستحواذ على شركة بريطانية أخرى ناشئة وهي لاغوندا التي كانت تعمل في قطاع السيارات وتحديدًا بناء المحركات، إذ كانت السبب الرئيس وراء هذا الاستحواذ.
نبعت رغبة ديفيد براون في الاستحواذ على شركة لاغوندا في ذلك الوقت من بنائها محركًا من 6 اسطوانات يدعى LB6، وهو المحرك الذي جرى استخدامه في طرز أستون مارتن الرياضية. ورغم أن ملكية المحرك تعود إلى شركة لاغوندا، إلا أن المهندس الذي عمل على تصميمه هو والتر أوين بنتلي، الذي أسس لاحقًا شركة بنتلي لصناعة المحركات والسيارات الفارهة.
Aston Martin
سبعة طرز تحمل اسم ديفيد براون
أطلقت الشركة اسم DB على 7 من الطرز الرياضية التي أنتجتها بدايةً مع DB1 حتى DBS التي حطمت العديد من الأرقام القياسية. ولكن مع بيع أستون مارتن إلى ملاك جدد، انتهت رحلة طرز DB حتى عام 1993، عندما طرحت الشركة سيارة DB7 تكريمًا لإرث ديفيد مارتن ومنحته منصبًا شرفيًا بالشركة في العام نفسه.
شهرة سينمائية واسعة
اكتسبت سيارات أستون مارتن شهرتها الواسعة بفضل ارتباطها بالعميل البريطاني الشهير جيمس بوند، إذ كانت سيارته المفضلة هي DB5 حتى أصبحت تعرف باسم سيارة جيمس بوند.
امتد تعاون أستون مارتن مع جيمس بوند من خلال طرز متنوعة مثل V8 Vantage وV12 Vanquish وطرازين من DBS، ولكن لم تصل أي سيارة إلى شهرة DB5 التي شاركت بوند نجوميته.
ومن الجدير ذكره أن أستون مارتن طرحت DB5 في عام 1963 تزامنًا مع الفيلم الأول لجيمس بوند عام 1964، واستمرت في صنع الطراز حتى 1965 منتجة 1000 نموذج خلال هذه الفترة.
طراز خاص لجيمس بوند
أتاحت أستون مارتن طرز السيارات المشاركة في أفلام جيمس بوند للاقتناء عبر القنوات المعتادة عدا طراز DB10 الذي صنع لتلبية طلب نجم السلسلة دانيال كريغ في عام 2015 مع فريق إخراج فيلم Spectre.
ووفق تصريح ماريك ريتشمان المسؤول في أستون مارتن، فإن فريق الفيلم كان في جولة تعريفية باستديوهات التطوير الخاصة بالشركة من أجل اختيار سيارة جيمس بوند القادمة وبفضل رسمة على جدار الشركة لمفهوم تصوري مستقبلي، ولدت سيارة DB10 التي استندت إلى تصميم هذا المفهوم التصوري فحسب.
أنتجت أستون مارتن 10 نماذج فقط من DB10 شاركت ثمانية منها في مشاهد الفيلم، فضلاً عن النماذج التي استخدمت في تصوير المشاهد الدعائية للفيلم.