يوزّع صانع العطور الفرنسي أوريليان غيشار أوقاته بين شقته التي تشرف على حديقة لوكسمبورغ في باريس، حيث يمضي الجزء الأكبر من السنة، وبين مكان ولادته في غراس بجنوب فرنسا.
تشتهر بلدة غراس على نطاق واسع من حيث كونها مركز عالم العطور، وفيها يمتلك غيشار اليوم مزرعة للورود العضوية ومحترفًا يتشاركه مع والدته الرسامة بياتريس.
والجدير بالذكر هو أن صناعة العطور موهبة متوارثة في العائلة. فوالده جان غيشار ابتكر العديد من العطور الشهيرة مثل عطري Loulou وEden لعلامة كاشاريل، وSo Pretty لدار كارتييه، وConcentré d’Orange Verte لدار هيرميس.
وأوريليان درس في مدرسة غيفودان للعطور Givaudan Perfumery School في باريس، ثم عمل مع علامات مثل دافيدوف، وغوتشي، وجون غاليانو، وفالنتينو، قبل أن يطلق مجموعته الخاصة Matière Première (مواد خام) التي تركز على استخدام مكوّن فردي طاغٍ.
ما أول ما تفعله عندما تستيقظ صباحًا؟
أفتح نافذة غرفتي وأستنشق هواء باريس أو أي مكان آخر أكون فيه. أشم بعد ذلك العطر الذي أعمل عليه والذي أكون قد وضعت بضع قطرات منه على الورق النشّاف في الليلة الفائتة. فكما هو معلوم، يمكن لحاسة الشم عندنا أن تلتقط الروائح بطريقة مختلفة في الصباح.
ما هي التطبيقات التي تستخدمها في غالب الأحيان؟
تطبيق إنستغرام بالطبع. يهمني أن أسمع آراء من هم خارج دائرة الخبراء وهذا ما تتيحه لي مواقع التواصل الاجتماعي.
أي قطع ملابس في خزانتك تستخدم في غالب الأحيان؟
سراويل وقمصان تي- شيرت باللون الأسود، وحذاء رياضي أبيض.
Laura Stevens
أوريليان غيشار.
من أين تبتاع ملابسك؟
أقصد دومًا متجر بون مارشيه Bon Marché متعدد الأقسام، وأميل إلى ابتياع ملابسي من العلامات نفسها. أحب علامة أكنيه Acne، ويونيكلو Uniqlo أيضًا. إنهما تطرحان تصاميم عملية وبسيطة. أما أحذيتي، فأختارها من علامتي Church’s ونايكي Nike.
كيف تصف أسلوبك في الأناقة؟
أؤثر البساطة التي لا تخلو من مسحة رقي.
ما هي المقتنيات التي تحرص على الاحتفاظ بها في حقيبة يدك؟
أحتفظ دومًا بالورق النشّاف لسببين: أعمل في العادة على عطور تجريبية أحتاج إلى استنشاقها، ولكني أتوقف أيضًا في غالب الأحيان في متاجر السوق الحرة وأستنشق عطور الصنّاع الآخرين.
إنه أمر مثير للاهتمام. بل إني أستخدم الورق النشاف في الكتابة أيضًا. أضع الورقة تحت يدي لأكتب.
Laura Stevens
ورق نشّاف وقوارير عطور تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياة غيشار.
من هو مرشدك؟
أظن أنه والدي، والسبب ليس العطور التي ابتكرها. أحب ما حققه، لكنني لا أستطيع الارتقاء إلى مستوى إنجازاته.
أما ما يجعلني أتطلع إليه، فهي الفلسفة التي تقف وراء إبداعاته. لقد ترعرعت في كنف رجل يرتقي إلى مرتبة الشعراء عندما يتعلق الأمر بالإبداع، وأرى أن قطاعنا يستحق أحيانًا جرعة أكبر من الشعر وقدرًا أقل من الصناعة.
إلى أي حد تثق بحدسك؟
إلى حد كبير. فلا ينبغي أن يبالغ المرء في التفكير. أعتقد أنك إذا كنت تستشعر فكرة ما، فإن ذلك يعني أن الشعور تجاهها يساور الآخرين. وبما أني أبتكر عطوري للآخرين، أتبع حدسي في غالب الأحيان.
في أي مكان تحقق أفضل ابتكاراتك؟
في مزرعتي بجنوب فرنسا حيث نزرع الورود العضوية وحيث يقع محترفي. هناك أبتكر عطوري فيما والدتي تبدع أعمالها الفنية.
نعمل في البيئة نفسها وهذا ما أحبه.
قد تكون والدتي مرشدتي أيضًا لأنها تتحلى بفكر منفتح جدًا، والمرء يحتاج إلى الشجاعة لابتكار أي شيء وتحقيق أي إنجاز بمفرده.
هل يستهويك غرض محدد؟
تفتنني القوارير الصغيرة التي يستخدمها صنّاع العطور والتي واظبت على استخدامها طيلة السنوات الاثنتين والعشرين الأخيرة. لذا عندما كنا نعمل على عطور Matière Première ابتكرنا نسخة أكبر حجمًا من تلك القوارير.
ما هي الرائحة المفضلة عندك؟
ثمة رائحة أحبها بشكل خاص: عندما أكون على متن قارب ويكون الوقت صباحًا وأحتسي قهوتي، أحب رائح الملح التي تحملها نسائم البحر والممزوجة بعبق القهوة.
لكني أحب أيضًا تلك الرائحة التي أتذكرها من المزرعة حيث كان جدي يزرع زهور الياسمين والورود. في منتصف النهار، كان العمال يحضرون لتسلّم أجرهم بعد قطف الأزهار.
يكون الطقس دافئًا في الخارج، فيما تشيع في الداخل رائحة الزهور ممزوجة برائحة الطين على الأرض وبنفحات من رائحة البنزين مصدرها المعدات الزراعية. أعتقد أن الروائح الزكية تحمل دومًا عنصرًا غامضًا قد يكون كريهًا لكنه يستثير فضولك.
ما هي المنتجات التي يسرّك أن تنفق المال لاقتنائها؟
يسرّني أن أنفق المال لابتياع هدية لحبيبتي. أحب أيضًا الإنفاق على مشاريع البناء، مثل تطوير مزرعتي في جنوب فرنسا، والاستثمار في مجال له علاقة بالطبيعة، فهذا أمر يحدث تغييرًا حقيقيًا في حياتك.
بعض الأفراد يبتاعون السيارات، وأنا أبتاع الورود.
Laura Stevens
أحذية غيشار الرياضية والعصي التي يستخدمها في رياضة الهوكي.
ما هي الرفاهية عندك؟
أميل إلى الرفاهية التي تنأى عن التكلف، وتتجلى في ابتكار متقن ومتفرّد.
عندي مثلاً سترة قد تبدو بسيطة ولكنك عندما تلمس نسيجها الصوفي تستكشف جودتها.
يملك والدايّ أيضًا منزلاً في اسكتلندا بالقرب من جزيرة لويس أند هاريس، وقد واظبنا على زيارة ذاك المكان منذ أن كنت طفلاً.
تعكس هذه الزيارات من منظوري تجربة مترفة لأن الجزيرة ليست معروفة على نطاق واسع، وقلة من الناس يعرفون بالطبع ذاك الملمس المميز لنسيج هاريس تويد الصوفي المحبوك الذي يُبتكر في اسكتلندا.
هل تسرف في مشاهدة التلفاز؟
ثمة أصدقاء لي يعملون في مجال البرامج التلفازية والإنتاج السينمائي، وقد انتهوا أخيرًا من إنتاج مسلسل باسم Validé عن موسيقا الراب. إنه عمل مثير للاهتمام مكوّن من نحو 20 حلقة، وقد شاهدتها كلها في غضون يوم ونصف يوم.
ما هي اللعبة أو الرياضة المفضلة عندك؟
كان لرياضة الهوكي تأثير بالغ في حياتي. بغض النظر عن مكان إقامتي، سواء في أمريكا أو إنكلترا أو باريس أو إسبانيا، قابلت أناسًا كثيرين وبنيت صداقات من خلال ممارسة رياضة الهوكي.
هل تقود السيارة أم يقودها سائق؟
أؤثر القيادة بنفسي. أقود دراجة نارية من طراز Piaggio MP3 في باريس، ومركبة كلاسيكية من طراز ديفندر 110 باللون الأخضر يميزها سقف أبيض عندما أكون في جنوب فرنسا.
ما هو فندقك المفضل؟
أحب فندق إل بيليكانو Il Pellicano. إنه فندق رائع عند البحر ويبدو أنه بقي على حاله على مر السنوات الخمسين الأخيرة.
أي نوع من الموسيقا يشعرك بالسعادة؟
مختلف أعمال الثنائي الموسيقي الفرنسي في فريق دافت بانك Daft Punk.