وفي تحية إلى هذه العلاقة بين الفنون الأوروبية والفنون اليابانية، اختار محترَف جيجر - لوكولتر رسم شجرة الكرز أو "ساكورا" على ساعة "أتموس ريغولاتور" الجديدة. 

والمعلوم أن شجرة الكرز، التي هي رمز مهم في الثقافة اليابانية، أصبحت تُعد رمزًا عالميًا للربيع والحياة والتجدّد كما للوقت أيضًا. من ناحية أخرى، والتزامًا من الدار بالموضوع الرئيس الذي اعتمدته لإصداراتها هذه السنة والذي أتى تحت عنوان "الملحمة النجمية" أو Stellar Odyssey، جرى تزويد آلية الحركة الخاصة بهذه التحفة الفنية بوظيفة أطوار القمر، وهي الوظيفة الفلكية الأكثر شهرة وشعبية في القطاع.

وإضافة إلى أطوار القمر وأشهر السنة، تعرض الساعة الساعات والدقائق بوساطة عقارب ضابطة Regulator.

هي إذًا تحفة فنية فريدة الإصدار، مليئة بالتفاصيل الجمالية الدقيقة والرائعة، تعرض أجزاء آلية الحركة الميكانيكية Calibre 582 الخاصة بالدار من خلال العلبة الزجاجية التي تقبع في داخلها، وتحيط بها من الجهتين لوحتان فنيّتان منفّذتان ببراعة بتقنية إشعال طلاء المينا Grand Feu لتمتد أغصان شجرة الكرز الملوّن يدويًا من اللوحة الأولى إلى الثانية مرورًا بالحلقة المحيطة بميناء الساعة، فتبدو البتلات وكأنها تتناثر من حوله متطايرة مع نسيم الهواء الربيعي المنعش.

تطلّب إنجاز الرسم والطلاء بالمينا 200 ساعة من العمل الدؤوب من قبل الفنانين المحترفين في المشاغل المتخصصة بالفنون النادرة Métiers Rares لدى جيجر- لوكولتر، علمًا أن هذه الساعة هي أكبر القطع على الإطلاق التي زُينت بطلاء المينا في هذه المشاغل.

وبالرغم من إتقان الحرفيين لأساليب الطلاء بالمينا على علب الساعات وموانئها، إلا أن الحجم الكبير لهذه القطعة فرض عليهم مجموعة من التحديات الحقيقية، ولكنهم في الحقيقة استطاعوا اجتياز هذه الصعوبات من خلال العمل المشترك المنسّق، والجهد المبذول لساعات طوال في البحث والاختبار والتجارب قبل البدء في التنفيذ الحقيقي.

والجدير بالذكر أن العمل على هذه اللوحات الكبيرة التي يبلغ طولها 196 ملليمترًا وعرضها 105.2 ملليمتر فرض استخدام فرن خاص وكبير بشكل كافٍ لاستيعاب هذه القطعة.

كما استنتج الحرفيون الخبراء أن استخدام النحاس هو أفضل من استخدام الذهب لصناعة هذه اللوحات الضخمة، وكان عليهم إتقان تقنية "التشكيل الجاف بالمينا" التي تقوم على غربلة المسحوق الملوّن فوق صفائح النحاس، وتكرار هذه العملية إلى حين الحصول على اللون الأسود الموحّد للصفيحة.

وبين كل مرة والأخرى ينبغي إدخال القطعة إلى الفرن لتثبيت الطلاء، مع الأخذ في الحسبان إمكانية تلف الطلاء أو ظهور التشققات أو غيرها من الشوائب التي يمكن أن تفسد اللوحة.

أما حلقتا الميناء، فقد صيغتا من الفضة، واستطاع الفنانون من جديد اجتياز تحدّي الحرارة المرتفعة في الفرن. وبعد اكتمال الخلفية السوداء، أصبح بإمكان فنان الرسم المصغّر البدء بالعمل الذي يتطلّب الكثير من الدقة والبراعة.

وبالعودة إلى تاريخ مجموعة "آتموس"، نشير إلى أن هذه الساعة أبصرت النور للمرة الأولى في عام 1928 وهي تعمل بوساطة آلية حركة ميكانيكية من تصميم المهندس السويسري جان - ليون روتر ولا تشبه أي آلية أخرى. فهي تعمل على أدق التغيّرات في درجة الحرارة المحيطة بها ولا تحتاج إلى أي نظام للتعبئة بالطاقة.