أثبتت قيادة أحدث طراز من فيراري وسيارتها المستوحاة من أحد طُرزها القديمة أن أداء مجموعات القيادة الصغيرة قادر على الإبهار.
لطالما كان الاعتقاد السائد أن اليوم الذي ستُشغّل فيه سيارة فيراري بمحرك V-6، وهو المحرك المستعمل في سيارات كامري وكيا، سيغلق مصنع مارانيلو. ومع ذلك، فإن سيارة Ferrari 296 Gran Turismo Berlinetta (GTB) التي تبلغ قوتها 819 حصانًا – والتي لا تُعد أول سيارة للإنتاج على نطاق واسع أطلقتها العلامة بمحرك V-6 فحسب، بل إنها سيارة هجينة بمحرك سداسي الأسطوانات مخصصة للإنتاج واسع لنطاق – تشكّل انطلاقة رائعة لحقبة جديد.
علاوة على ذلك، إنها سيارة ملهمة أيضًا، والسبب في ذلك لا يقتصر على كونها تنهب أجزاء من الحلبة مثل وحش ضخم.
بنت فيراري إرثها المبكر على سيارات بمحركات جامحة من 12 أسطوانة تحتل مقدمة سياراتها، لكنها حققت نجاحًا باهرًا في سباقات السيارات عند وضع محرك V-6 المكوّن من ست أسطوانات خلف مقصورة القيادة، بداية مع طراز 246 SP الفائز بسباق تارغا فلوريو لعام 1961. في العام نفسه، فازت فيراري ببطولة السائقين والصانعين للفورمولا 1 من خلال سيارة 156 « Sharknose » ذات المحرك السداسي الأسطوانات. (بعدها جاء الدور على سيارة Dino المعدة للطرقات، وظهرت لأول مرة في عام 1967 بمحرك V-6 سعته لتران وقوته 178 حصانًا. لكن هذه السيارات لم تحمل شعار الحصان الجامح رسميًا إلا في الإصدارات اللاحقة ذات المحركات المكونة من ثماني أسطوانات).
تمتاز سيارة 296 GTB بالثبات والتوازن الناتجين عن المحرك الوسطي الخلفي، مثلها مثل العديد من سيارات فيراري الفائزة ببطولات سباقات السيارات. وقد وُضع شاحِناها التوربينيان داخل تجويف بزاوية 120 درجة بين صف الأسطوانات، وفوقهما العادِم، على ما يقتضيه الترتيب المعروف باسم "hot-vee" والذي يساعد على تقليص الوزن وخفض مركز الثقل وتحسين الأداء.
يقع المحرك الكهربائي الذي تساوي قوته 165 حصانا (والمعزز ببطارية قدرتها 7.5 كيلوواط في الساعة) بين المحرك وناقل الحركة المعزز بجهاز تعشيق مزدوج والمكوّن من ثماني سرعات. وينتج المحرك الذي تبلغ سعته 2.9 لتر قوة تصل إلى 654 حصانًا، أي ما يزيد بمقدار 109 أحصنة على قوة سيارة F8 Tributo. وبسعرها البالغ 318,000 دولار، أي أكثر بنحو 40 ألف دولار عن سعر F8 Tributo، يمكن القول إن سيارة 296 GTB ليست مركبة للمبتدئين.
كما أنها ليست إصدارًا انتقاليًا للفترة الفاصلة بين استخدام المحركات الميكانيكية والمحركات الكهربائية بالكامل، خصوصًا بعد أن صرّح كريستيانو بومبوتشي، قائد مشروع مجموعة الطاقة في فيراري 296 جي تي بي قائلاً: "إنها الفصل التالي في تاريخ سيارات بيرلينيتا الرياضية".
لكتابة هذا الفصل، تلقى الصانع بالطبع بعض المساعدة غير المنشودة، إذ يقر بومبوتشي أن السيارة جاءت استجابة مباشرة لأحدث قوانين تنظيم الانبعاثات في أوروبا.
لكن هذا لا يعني أن فيراري سلكت طريق التسوية، لذلك إذا راودتك هذه الفكرة فأسكتها، وإلا ستتكفّل سيارة 296 GTB بهذه المهمّة. يندرج هذا الطراز الذي يبلغ وزنه الجاف 1,470 كيلوغرامًا من ضمن طُرز فيراري الأكثر رشاقة، ويُعزى توجيهها الأنيق في جزء كبير منه إلى قاعدة العجلات التي تمتد بمقدار 102.3 بوصة، وهي الأقصر في طُرز فيراري الحالية.
كما أن إنتاج الطاقة المستمرة الذي يوفّره هذا النظام الهجين يساعد على الحد من القصور بسبب الشاحن التوربيني، ويسمح للسيارة ذات المحرك سداسي الأسطوانات بالتسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة خلال 2.9 ثانية تقريبًا، وفي أثناء ذلك التهام المسار الرئيس المباشر لحلبة مونتي بلانكو الإسبانية.
فضلاً عن ذلك، فإن استعمال نظام المكابح المرتكز إلى دوّاسة إلكترونية (تشترك السيارة مع طراز SF90 Stradale في استخدام فكوك المكابح الكبيرة) جنبًا إلى جنب مع نظام ABS Evo الجديد ونظام الاستشعار الديناميكي سداسي الاتجاهات للهيكل الداخلي Chassis Dynamic Sensor، يكبح سرعة السيارة من 124 ميلاً/الساعة ضمن مسافة 351 قدمًا فقط، لتتفوق بذلك على طراز F8 الأخف وزنًا بنحو 33 قدمًا.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك الجناح الخلفي النشط، الذي يولد قوة سفلية إضافية تبلغ نحو 100 كيلوغرام، فإن المنعطفات الحادة على الحلبة التي يبلغ طولها 2.76 ميل تصبح أقل حدة بكثير.
Lorenzo Marcinno
يسمح نظام القيادة الهجين للسيارة، التي تندرج ضمن طُرز فيراري الأكثر رشاقة، بالتسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة خلال 2.9 ثانية تقريبًا.
خارج الحلبة، وفيما كنا نستكشف أرياف إشبيلية، أظهرت سيارة 296 GTB براعتها في التجوال الفاخر. فهنا خصوصًا يتجلى تفوق المركبة في وضعي "القيادة" الكهربائي eDrive والهجين Hybrid.
بعد تغير الإشارة الضوئية، تسارعت بالسيارة معتمدًا على الطاقة الكهربائية، وإذا بي أمر بموكب جنازة صغير يشق طريقه في شارع جانبي. قابلت السيارة الموكب بهدوء محترم، إذ بمقدورها البقاء منفصلة عن محرك السيارة على امتداد 15 ميلاً. مع ذلك، خيّب نظام الصوت الداخلي JBL الآمال، إذ إنه يفتقر إلى الصوت المعزز الذي يميز بعض التجهيزات الأخرى التي توفرها الشركة المصنعة للقطع الأصلية، وكذلك الحال مع شاشة نظام المعلومات والترفيه الضئيلة الحجم.
فكلاهما يفتقر إلى الإبداع. لا شك في أن المتمسكين بالتقاليد سيشعرون بالضيق عند رؤيتهم لوحة العدادات الرقمية بالكامل، مع أنها تلائم المستقبل الذي تلمح إليه السيارة، وأنا من جهتي ممتن لشاشة العرض عند مستوى نظري.
بغض النظر عن مدى روعة السيارة، تبقى العقبة الكبرى التي تحتاج فيراري إلى توضيحها هي التصور القائل بأن أحدث إصداراتها يأتي نتيجة للتسويف، خصوصًا مع عدم وضوح رسالة العلامة فيما يتعلق بالمركبات الكهربائية بالكامل.
يشعر أحد الشغوفين بسيارات فيراري، ويمتلك طرازي 458 وF8، بالقلق حيال التاريخ الذي حددته الشركة، أي عام 2025، ويقول: "ستتأخر فيراري عن ركب صانعي السيارات الكهربائية بالكامل ولن تحظى بأي سبق بينهم".
لكن هذا الطراز يقدم الإثبات على ما تقدر عليه فيراري على الرغم من القيود، لا بسببها. وبفضل أدائها الشرس، وأبعادها البديعة، ووسائل راحتها الرائعة، فإن سيارة 296 GTB تشعرك وكأن إنزو نفسه يقول "أنا لها."