يقول إيان شيروود، الوسيط بشركة بورجس لليخوت Burgess Yachts التي تشرف على بناء يخت Project Fox البالغ طوله 114 قدمًا: "ثمة جلبة في عالم تصميم اليخوت تتركز حول إيجاد تصميمات تجذب فئة الشباب".
صُمم اليخت Project Fox ليجتذب مشترين في العشرين أو الثلاثين من أعمارهم، وتتصل بنيته العلوية الطويلة في مقدمتها بسطح خلفي عملاق مفتوح. وعلى الرغم من أن مظهره يستند إلى تصميم يخت استكشافي، إلا أنه لا يشبه اليخوت الاستكشافية التقليدية، بل يشبه أكثر قوارب الظل التي ترافقها، وهنا بيت القصيد.
يقول شيروود: "يود الجيل الجديد من المالكين القيام بأكثر من الاسترخاء على متن يخت يرسو في عرض البحر". ومن ثم، فإن السطح الخلفي الذي تبلغ مساحته 1,200 قدم مربعة على متن يخت Project Fox يستوعب المركبات البرمائية، والغواصات، والدراجات المائية، وزورقي خدمات بطول 25 قدمًا ومعدات للغوص. أما إذا أخليت أسطح اليخت، فإنه يصبح واحة رحبة للمناسبات الاجتماعية. لذا سيكون هذا اليخت مجهزًا بمعدات منسقي الأغاني، وبمجلس علوي مفتوح، ومساحة مخصصة للشواء.
يقول ألبرتو مانسيني، الذي أطلق مؤخرًا اليخت Apache البالغ طوله 250 قدمًا من شركة تانكوا Tankoa: "يريد الجيل الجديد من المالكين الإبحار برفقة 20 صديقًا وأفضل الطهاة ومنسق للأغاني، وأن يكون كل شيء في متناول أيديهم".
ويضيف مانسيني: "تستهويهم فكرة امتلاك جزيرة خاصة في عرض البحر، بعيدا عن الزحام". يجسد اليخت Apache ترجمة غير مألوفة لتصميم اليخوت الفاخرة التقليدية، ويتميز بمساحات خارجية مسقوفة رحبة للقاءات الاجتماعية وبثلاثة أحواض للسباحة (من بينها حوض طوله 30 قدمًا، قاعه زجاجي، ويقع بالقرب من الجناح الرئيس) وناد شاطئي جوانبه قابلة للطي وتصل مساحته إلى 1,400 قدم مربعة. ويقول مانسيني: "يريد هؤلاء المليارديرات الجدد أن يروا ما بإمكان مصممي اليخوت تحقيقه. إنهم لا يكترثون إذا كان التصميم بشعًا، طالما أنه يقدم التجربة المرجوّة".
ابتكر المصمم الإيطالي الشاب فاليريو ريفيليني مفهوم الأسطح الجانبية القابلة للطي على متن القوارب النهارية. وهو يتفق مع مانسيني في قوله إن الشائع الآن بين المشترين الشباب هو تفضيل التجربة على الجماليات. يحتوي أحدث قارب صممه، Evo V8، على مساحات خارجية فسيحة وأماكن لتناول الطعام بواجهات زجاجية "ذكية" مظللة تعمل بالطاقة الكهربائية، إضافة إلى أربع قمرات للقيادة. ويقول ريفيليني: "أصبح استحداث فسحات تتيح الانتقال بين الاسترخاء إلى ممارسة الرياضات الخارجية من الأساسيات التي يطلبها المالكون الشباب في تصميم قواربهم".
ولا ينبغي أن ننسى التقنية المتطورة. قد يُعد اليخت Pure الثوري البالغ طوله 268 قدمًا من شركة فيدشيب Feadship خير مثال على الحد الفاصل بين مدارس التصميم القديمة والجديدة. بدلاً من تزويده بقمرة قيادة تقليدية، نقلت فيدشيب العمليات إلى محطة قيادة في الأسطح السفلية لليخت، ما يعني أن اليخت Pure يقاد عن طريق المحاكاة الافتراضية، باستخدام شاشات العرض وتقنية الواقع المعزز. ويقول فاروق نفزي، الرئيس التنفيذي للتسويق في فيدشيب، إن "القباطنة المسنين الذين استطلعنا آراءهم صاحوا «هل أنت مجنون؟ لا بد أن نرى ما نفعله». أما القباطنة الشبان فقالوا «يا للروعة - هذه أعظم وحدة تحكم على الإطلاق»".
قد تصبح التقنية عما قريب أهم من التصميم الداخلي بالنسبة للمالكين الشباب. فصنّاع اليخوت، بما في ذلك علامات برنسيس Princess وسي راي Sea Ray وتيارا Tiara، باتوا يضيفون تقنية المساعدة في الرسو إلى الطرز الجديدة، ويزودونها بأنظمة صوتية متطورة، فضلاً عن تقنية الإشراف على القوارب عن بُعد باستخدام الهاتف الذكي. ويقول نيك سميث، رئيس التخطيط للمنتجات في شركة برنسيس: "لقد أثمر استخدام التقنية في اليخت V50 الجديد عن تلقينا الكثير من الاستفسارات من فئة الشباب".
بدأ أيضًا النهج المستدام الذي يطالب به جيل الألفية - على سبيل المثال، من خلال المزج بين تقنية الدفع الكهربائي والزعانف – يتجلى حقيقة في سوق القوارب النهارية. أطلقت مؤخرًا شركة كانديلا السويدية للقوارب Candela Boats طرازها C-8، فيما تعمل شركة نافييه Navier الأمريكية على بناء قارب طوله 27 قدمًا ذي مظهر مستقبلي، وتزعم أن مداه سيكون الأطول بين القوارب الكهربائية عالية السرعة. هذا القارب من تصميم ثلاثة خريجين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويشتمل على نظام برمجيات ذكي للملاحة وزعانف صممها بول بيكر الذي اضطلع بدور رئيس في إدخال قوارب السباق المزعنفة إلى كأس أمريكا.
ويقول سامبريتي باتاشاريا، المتخصص في علم الروبوتات والصناعات الفضائية وأحد مؤسسي علامة نافييه: "إن الزبائن الذين نستقطبهم شباب على دراية بالتقنية ويهتمون بالاستدامة". ويضيف: "إنهم يريدون قاربًا كهربائيًا، لكن بمدى سفر يسمح بالاستكشاف المطوّل خلال عطلات نهاية الأسبوع". وفي حالة القارب الجديد البالغ طوله 27 قدمًا، قد لا تفي كلمة "يريدون" الواقع حقه، إذ إن القارب حظي بشهرة كبيرة إلى درجة أن الحجوزات الأولى المتاحة، والتي حُددت بخمسة عشر نموذجًا، بيعت في غضون ستة أسابيع فقط.