لماذا ستنفق ملايين الدولارات على طائرة خاصة إذا كانت ستحط على المدرج بمظهر لا يلفت الأنظار؟
يقول ديفيد هيدلي نوبل، الرئيس التنفيذي لشركة Aerobrand، المتخصصة في تصميم الطائرات والتي تتخذ من لندن مقرًا لها: "توحي اللمسات التصميمية الخارجية برسالة مفادها "أنا هنا" أو "لست هنا" وكل ما يقع بين حدود هذين التصريحين. غالبًا ما يتطابق التصميم الجيد مع شخصية المالك. في بعض المرات يكون هذا الأمر جيدًا، وفي مرات أخرى يكون رديئًا".
بالمقارنة مع المساحات الداخلية الفخمة والراقية التي ينفق عليها العديد من المالكين أموالًا طائلة، تميل الألوان التي تكسو الطائرات الخاصة إلى اكتساب سمات أوسط الأبناء في العائلة، إذ إنها تكون هادئة جدًا وتقليدية ومُغْفلة في أغلب الأوقات.
يطالب العديد من مستخدمي الطائرات الخاصة بالتستر على هويتهم، فيما آخرون، مثل رؤساء الدول والشركات متعددة الجنسيات، يفضلون أن تتمايز طائرات رجال الأعمال التي يستخدمونها بعلامات تشي بهويتها على نحو غير صارخ.
ولكن هذا التوجّه يتغير اليوم، وإن ببطء، مع ازدياد عدد المالكين والمصممين الذين أصبحوا ينظرون الآن إلى الهياكل الخارجية للطائرات بوصفها مساحات للإبداع. ويقول إديز دوريه، رئيس شركة التصاميم الصناعية Edése Doret Industrial Design التي تتخذ من مدينة نيويورك مقرًا لها: "90% بالمئة من المالكين ما زالوا يختارون الألوان الرتيبة، ولكن العشرة بالمائة المتبقين منفتحون على الأفكار الجديدة".
اختار مؤخرًا أحد زبائن دوريه، ويملك طائرة رجال أعمال من طراز بوينغ أن يكسو الهيكل الخارجي للطائرة بلون ذهبي هادئ ليلائم تصميم المقصورة الداخلية. ويقول دوريه: "تبدو كسوة خارجية أخرى أعمل عليها مثل لوحة تجريدية غريبة، كما لو أنها للتمويه".
يوجّه دوريه زبائنه نحو اختيار ألوان فردية موحّدة، مثل تلك التي يجدونها في صالات عرض السيارات. وفي هذا يقول: "إن الطائرات الخاصة تشبه السيارات الفاخرة، فأنت لن ترى سيارة بوغاتي أو رولز - رويس مزخرفة بخطوط ملونة".
المظهر الخارجي الجديد المميز لطائرة BBJ 737-700 الخاصة بفريق Indianapolis Colts.
لكن ليس شرطًا أن تكون الخطوط رتيبة. قال ج. ب. مانيانو، المؤسس والمدير الإبداعي لشركة 3D Viz في ميامي: "أنا أتمتع بالتحديات التي تنطوي عليها التصميمات التقليدية. ذلك أنها تدور حول التفاصيل الدقيقة. فمثلاً، ما التغييرات الطفيفة التي أستطيع إدخالها لأجعل هذه التصميمات بارزة للعيان؟".
أما هيدلي نوبل، فإنه يرى أن المصممين يمتلكون القدرة على "بعث أي رسالة مع الإبقاء على درجة من التحفظ" وأن المظهر الجمالي "الكلاسيكي الأبسط والأرقى" سيمدّ في عمر كسوة الألوان المبتكرة حسب الطلب. قد ينطوي ذلك على اعتماد طلاء يزاوج بين تدرجات لونية مميزة ومتداخلة، تحدث تأثيرًا يبدو معه لون الطائرة كأنه يتغير حسب الزاوية التي يصل منها الضوء إليها.
يقول هيدلي نوبل: "إنّ هذه مهمة صعبة"، مشيرًا إلى أن الطلاء الإضافي يزيد من وزن الطائرة (الأمر الذي لا يمكن التغاضي عنه في عالم الطيران) وأن إنشاء خطوط متطابقة على جسم الطائرة المنحني ضرب من ضروب "الفن".
ويضيف نوبل: "يكرهني العاملون في ورشة الدهان عندما أطالبهم بهذا، لكن ينبغي أن نرقى بمستويات الإتقان. فكل طائرةٍ منحوتة جميلة تستحق أن تُصمم وتُعامل بعناية شديدة". ومما يَجدر تذكّره أيضًا أن المساحات الداخلية للطائرة ستبهر المدعوين على متنها فقط، أما الهيكل الخارج، فيبقى دومًا مرئيًا.